النظام السعودي يستعرض قوته عبر نصب المشانق

الدوحة – بزنس كلاس:

بث تلفزيون قطر تقريرا عن السياسة السعودية، تناول فيه التغيرات الحادة التي طرأت على تلك السياسة. وأوضح التقرير أن السياسة السعودية الجديدة أصبحت مثار تساؤلات القريب والبعيد لاسيما في ظل استمرار حملات الاعتقال والتخوين والمحاكمات المستعجلة وقمع النخب الفكرية والدعوية والثقافية والحقوقية بتهم فضفاضة وأحكام إعدام جاهزة.

وطرح التقرير سؤالا مهما: إلى أين تمضي السعودية؟ وإلى أين يأخذها هذا الطريق الذي لا تلوح فيه إلا الأصوات المطالبة بالعنف والقتل والكراهية فضلا عن التحريض على الأشقاء والأصدقاء متى ما اختلفوا معها في فكرة أو موقف، وكأن العظمة المنشودة للدولة السعودية لا تقوم إلا على بهتان الآخرين ورفضهم والنيل منهم بسياط الكراهية.

وتطرق التقرير إلى السعودي أحمد الشمراني الذي كتب مقالا متطرفا في أسلوبه ولغته وغاياته، ويتضمن جريمة مركبة فيها الدعوة إلى القتل وكذلك الجريمة العابرة للحدود ما يعتبر جريمة إرهاب دولة، إذ يطالب الكاتب صراحة بإعدام مسؤولين سابقين في دولة أخرى هي قطر، وتعتبر دعوته سابقة خطيرة في التقاليد الصحفية والعلاقات بين الدول.

وأضاف التقرير بأن الشمراني يقول إن السعودية دولة عظمة، والعظمة كما تفهم من سياق مقاله هي نصب المشانق لكل من يختلف مع سياسة السعودية الجديدة في الداخل والخارج، حيث يشير المقال بوضوح إلى المحاكمات الاخيرة للعلماء والمفكرين والدعاة السعوديين أو كما أسماهم كاتب المقال سجناء الخيانة، متهما قطر بتمويلهم لضرب استقرار وطنه كما يزعم.

المقال نشرته صحيفة عكاظ إحدى أبرز الصحف السعودية المشهورة بالتحريض، حيث يرأس تحريرها صاحب نظرية “المعدة القطرية” قد فارقت عكاظ أخلاق المهنة في ظل إدارته وأصبحت منصة للترويج للاكاذيب وحملات الكراهية ضد الداخل والخارج دون حساب وتلك قصة أخرى.

الأكاديمي السعودي أحمد بن راشد بن سعيد، رد على المقال بتغريدة تمثل صوت الحكمة والعقل في أوساط النخب السعودية. وقال ابن سعيد “إن السعودية العظمى تبنى على الحب والحوار والرحمة وليس على الدماء والجماجم والأشلاء”، وهو تنبيه للشمراني وغيره لخطورة هذا النوع من التحريض الذي يقلل من مكانة السعودية وسمعتها ويرسخ لسياسة إعلامية منفلتة لا تعود إلا بالضرر على الجميع.

وأكد التقرير أن التحريض على العنف ونصب المشانق للمخالفين والدعوة إلى استباحة دمائهم لم يكن أبدا من أدوار الصحافة في أي وقت من الاوقات إلا في السعودية الجديدة. فعهد الناس بالصحافة أن تكون في خدمة الحقيقة وأن تكون متعقلة للإعلاء من قيمة الحوار كسبيل أوحد لحل الخلافات معهما بلغت الشدة وبلغ التعقيد.

السابق
تايلاند.. تفاصيل العروض السياحية المقدمة للقطريين
التالي
“المصرف” يحصد جائزة قمة المصرفية الحديثة