انطلقت بالدوحة اليوم، فعاليات النسخة الخامسة من أسبوع النزيل الخليجي الموحد، والتي تأتي متزامنة مع فعاليات مماثلة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، تحت شعار “معا لتحقيق الإصلاح”، وذلك تفعيلا لقرارات أصحاب السمو والمعالي والسعادة وزراء داخلية دول المجلس.
وفي هذا السياق افتتح سعادة اللواء الركن سعد بن جاسم الخليفي مدير عام الأمن العام المعرض المصاحب للفعاليات بمجمع الخليج “جلف مول” بحضور عدد من مديري إدارات وزارة الداخلية وممثلي الجهات المشاركة في المعرض وضيوف الوزارة من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وتشارك في المعرض عدد من إدارات وزارة الداخلية وبعض من الجهات الحكومية والمؤسسات الخيرية والإنسانية ومنظمات المجتمع المدني.
وأكد سعادة اللواء الركن سعد بن جاسم الخليفي مدير عام الأمن العام على أهمية أسبوع النزيل الخليجي الذي تحرص وزارة الداخلية على الاحتفال به سنويا لإبراز الجهود التي تهدف إلى تعزيز السلوك الإيجابي للنزلاء والعمل على تقويمهم وإعادة دمجهم في المجتمع.
وأشار إلى أن رسالة وزارة الداخلية واضحة في هذا الشأن وهي مساعدة النزيل على الاندماج في المجتمع ليكون عنصرا فاعلا يساهم في بناء مجتمعه.. منوها بجهود العديد من الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الخيرية والإنسانية التي تشارك في هذا الميدان.
وأضاف سعادته أن أسبوع النزيل الخليجي يشهد في نسخته الخامسة العديد من الفعاليات المتنوعة إلى جانب المعرض المصاحب الذي تنظمه إدارة المؤسسات العقابية والإصلاحية ويحوي أعمال النزلاء سواء الفنية أو الحرفية التي تعكس مدى الاهتمام الذي يلقاه النزيل والحقوق التي تضمنها له القوانين.
وتابع “ما نشاهده في المعرض من منتجات حرفية وأعمال فنية راقية صورة مشرفة تعكس ما يحظى به النزيل في المؤسسات العقابية والإصلاحية من عناية ورعاية، إضافة إلى الأنشطة والبرامج التي تقدم لهم داخل الإدارة”.
وأكد سعادة مدير عام الأمن العام حرص وزارة الداخلية على تعزيز السلوك الإيجابي لنزلاء المؤسسات العقابية والحد من السلوك السلبي لهم، مشيدا بدورها في التقويم والتأهيل والتدريب والتعليم للنزلاء ليصبحوا نافعين لمجتمعهم ووطنهم.
بدوره قال العميد محمد سعود العتيبي، مدير إدارة المؤسسات العقابية والإصلاحية، إن الهدف من هذه المناسبة المتكررة كل عام هو توصيل رسالة للمجتمع مفادها أن هذا النزيل مثل ما عليه من واجبات يلتزم بها بعد إنهاء محكوميته، فإن له حقوقا على المجتمع والدولة تتمثل في تأهيله وإرشاده وتوعيته بما يصلح مستقبله والقادم من حياته.
وأكد أن دولة قطر تطبق أعلى المعايير والقواعد الدولية في التعامل مع نزلاء هذه المؤسسات وأن المشرع القطري راعى هذه القواعد والأنظمة.. وقال إن المؤسسات العقابية والإصلاحية على اتصال دائم بمؤسسات ولجان حقوق الإنسان، وأي نشاط تقوم به المؤسسات في مجال التعليم أو التدريب أو التأهيل يكون تحت بصر وسمع هذه اللجان بشكل مباشر وبمتابعة شبه يومية”، مضيفا “وبشكل عام فإن حقوق النزيل تضمنها نصوص القانون والمواثيق الدولية التي تلتزم بها دولة قطر”.
وأشار إلى أنه على الرغم من قلة عدد النساء النزيلات في المؤسسات العقابية والإصلاحية إلا أنهن يحظين بنفس الرعاية التي يحظى بها النزلاء الرجال سواء من ناحية الرعاية الطبية أو السلامة النفسية أو التأهيل العلمي والحرفي، مع مراعاة الاختلافات النوعية للحرف بما يتناسب مع المرأة.
وشدد على أن المؤسسات العقابية والإصلاحية لا تفرق بين مواطن ووافد في المعاملة والرعاية وذلك من منطلق ديننا الإسلامي أولا وتطبيقا للقواعد النموذجية للأمم المتحدة، الخاصة برعاية وتأهيل النزلاء”.
بدوره أشار العميد خليفة عبدالله النعيمي مدير عام الإدارة العامة للمباحث الجنائية إلى أهمية تنظيم أسبوع النزيل الخليجي كونه يعمل على تقليص الفجوة بين النزيل ومجتمعه من خلال الرسائل التوعوية التي تهدف إلى نشر ثقافة واعية واحتواء وتقبل النزلاء المفرج عنهم وإعادة دمجهم في المجتمع.
ونوه بشعار الاحتفال (معا لتحقيق الإصلاح) وهو دعوة للمجتمع ومؤسساته للوقوف مع النزيل وإدماجه في المجتمع مما يساهم في جعله شخصا صالحا في مجتمعه وتساعده على عدم العودة إلى السلوك السلبي الذي يضر به نفسه وأسرته ومجتمعه.
إلى ذلك، أشار السيد علي حسن الحمادي، الأمين العام للهلال الأحمر القطري، إلى أن مشاركة الهلال الأحمر في أسبوع النزيل الخليجي الموحد تعد من صميم عمله الإنساني، وقال “إن الهلال الأحمر مؤسسة إنسانية في المقام الأول ومشارك أساسي مع المؤسسات العقابية والإصلاحية في رعاية النزلاء وتأهيلهم”.
ولفت إلى الكثير من البرامج والورش التي يشرف عليها الهلال الأحمر داخل المؤسسات العقابية والإصلاحية مؤكدا أن لدى الهلال الأحمر عددا من المشاريع التي سترى النور قريبا، “وكلها تصب في صالح رعاية النزلاء وتأهيلهم ودمجهم في المجتمع”.
وقالت السيدة نجاة العبدالله مدير إدارة شئون الأسرة بوزارة التنمية الإدارية والعمل والشئون الاجتماعية إن مشاركة الوزارة في فعاليات أسبوع النزيل الخليجي هي مشاركة سنوية كون الوزارة تختص بمساعدة النزلاء المفرج عنهم والمدمنين المتعافين وأسرهم على التكيف والاندماج الاجتماعي، والعمل على توفير بيئة صالحة ومناخ اجتماعي مناسب وتوفير فرص عمل للمفرج عنهم للحيلولة دون عودتهم للانحراف بالتنسيق مع الجهات الحكومية وغير الحكومية المختصة.
ومن المقرر أن تستمر فعاليات أسبوع النزيل الخليجي الموحد في نسخته الخامسة حتى الأربعاء المقبل بمجمع الجلف مول وتتضمن برامج ترفيهية ومحاضرات دينية وثقافية متنوعة.