الموسم الحالي.. قطر: توقعات بقدوم أعداد كبيرة من السياح عبر البحر

الدوحة – بزنس كلاس:

من المتوقع أن يشهد الموسم الحالي تدفق أعداد كبيرة من السياح القادمين إلى قطر عن طريق البحر حسب أصحاب مكاتب السفر ووكلاء السياحة في الدولة. فقد توقع خبراء في القطاع السياحي أن يشهد هذا الموسم ازدهاراً ملحوظاً في قطاع السياحة البحرية، وذلك بعد قيام الهيئة العامة للسياحة مع عدد من الشركاء في القطاع الخاص بالتعاقد مع الكثير من الشركات الجديدة المتخصصة في هذا القطاع.

وأشاروا إلى أن بداية الموسم في الشهر الماضي بوصول السفينة «سيبورن إنكور» دليل واضح على أن البداية قوية للغاية، خاصة أن هذه الباخرة وصل على متنها حوالي 600 سائح أجنبي زاروا معالم الدوحة السياحية في يوم واحد.
وشدد الخبراء على أن الإجراءات الجديدة التي اتخذتها الهيئة العامة للسياحة بالتعاون مع الجهات المعنية في الدولة ستساهم بشكل كبير في زيادة عدد الزوار هذا العام، خاصة فيما يتعلق بمنح التأشيرة لمواطني 80 دولة دون أي مصاريف.
وقالوا: «رغم أن قطاع السياحة البحرية يعتمد بشكل أساسي على قرار الزيارة إلى قطر لمدة 69 ساعة بدون تأشيرة كترانزيت، إلا أن قرار منح الإعفاء من التأشيرات لمواطني 80 دولة، الذي صدر مؤخراً سيفيد كثيراً؛ على اعتبار أن هذه السفن التي تحضر إلى قطر يكون بها الكثير من الجنسيات، وهو ما يشجع على الزيارة أكثر من مرة على مدار العام بسبب هذا القرار».
وأوضحوا أن التسهيلات التي يقوم بها المسؤولون في ميناء الدوحة من حيث الاستقبال التراثي والبرنامج الذي تعده الشركات التي تستقبل الزوار يجعل من عملية الترويج لقطر السياحية سهلة للغاية في الأوساط الأجنبية وخاصة الأوروبية، نظراً لأن السائح الأوروبي هو المستهدف في هذا القطاع المهم.
وشهد الموسم الماضي في السياحة البحرية إلى قطر حضور حوالي 47 ألف زائر؛ بدءاً من شهر أكتوبر وحتى أبريل، وهو رقم لم يحدث من قبل في ظل حضور حوالي 22 سفينة على مدار الموسم. ويتوقع أن يتضاعف هذا العدد في الموسم الحالي بعد زيادة التعاقدات مع الشركات الأوروبية المتخصصة في تسيير السفن السياحية حول العالم.
نشاط ملحوظ
ومن جانبه، أكد إبراهيم البوهاشم السيد -الخبير السياحي، ومدير إدارة المكتبات والتراث بوزارة الثقافة والرياضة- أنه كما سبق وتوقع بأن يشهد موسم السياحة البحرية هذا العام نشاطاً ملحوظاً بدءاً من شهر أكتوبر، وهو ما حدث باستقبال سفينة كبرى.
وتابع قائلاً: «العبرة هنا بالتطور الملحوظ الذي يشهده قطاع السياحة البحرية من عام إلى آخر، حيث بدأ بقوة في الموسم الماضي من خلال تركيز الهيئة العامة للسياحة والشركاء من القطاع الخاص على توفير كافة التسهيلات الخاصة بالشركات الأوروبية التي هي مسؤولة عن مثل هذه الرحلات.
وتوقع أن يحقق موسم السياحة البحرية لهذا العام المزيد من الأرقام القياسية والإنجازات، خاصة مع تدشين مرحلة جديدة ضمن الاستراتيجية الوطنية لقطاع السياحة، وأضاف: «قيام الهيئة العامة للسياحة والشركات المحلية المتخصصة في هذا المجال بالتعاقد مع كبرى شركات الخطوط الملاحية البحرية في أوروبا يساهم في مزيد من الزوار إلى قطر في هذا الموسم رغم الحصار، خاصة وأن هذه السفن تقوم بجولة حول العالم في أوقات محددة، وترسو في موانئ عمان باستمرار».
وأشاد إبراهيم السيد بالتطورات الملحوظة التي يشهدها ميناء الدوحة مؤخراً؛ استعدادا لهذا الموسم، وهو ما يساهم بشكل كبير في تعزيز الاهتمام بقطر كوجهة سياحية من خلال هذا القطاع المهم والحيوي في موسم الشتاء من كل عام.
موسم استثنائي
أما حسن محمد عبد الله حجي -الرئيس التنفيذي لشركة المغامرات العربية السياحية- فأعرب عن ثقته التامة في أن يكون هذا الموسم في السياحة البحرية استثنائياً، بسبب الاهتمام المتزايد الذي توليه الهيئة العامة للسياحة بتطوير المنتج السياحي باستمرار، واستغلال فترة الشتاء لمزيد من الزوار الوافدين من البحر.
وأوضح أن هذا الموسم سيشهد رسو محوالي 21 باخرة سياحية كما أعلنت الهيئة العامة للسياحة، ولذلك أتوقع أن يكون العدد الزائر هذا العام أكبر من العام الماضي، بسبب النشاط الكبير الذي قامت به شركات القطاع الخاص في قطر، من أجل إتمام الكثير من التعاقدات للزيارة خلال هذا الموسم من داخل هذه السفن السياحية التي تجوب العالم على مدار العام.
وأشار حجي إلى أن القطاع الخاص يلعب دوراً مهماً للغاية في زيادة نشاط هذا النوع من السياحة، وذلك من خلال القيام بتنظيم برامج زيارات مميزة للزوار؛ على اعتبار أن الإقامة في الدوحة لا تزيد عن يومين على أقصى تقدير، ولذلك لا بد من التركيز على ما يستهوي السائح الأوروبي الذي يعشق السياحة البحرية، وغالباً ما تكون الزيارات التراثية هي الأفضل بالنسبة له.
كما شدد على أن القرار الأخير الخاص بمنح التأشيرات لمواطني 80 دولة دون أي رسوم من شأنه أن يشجع على زيادة عدد الزوار، وقال: «حتى لو لم يحدث أن ساهم القرار بشكل مؤثر على السائح البحري على اعتبار أن وجوده متاح بالنسبة لتأشيرة الـ 96 ساعة، إلا أن الترويج لهذا القرار من خلال الشركات الأوروبية المتخصصة في الرحلات البحرية يجعل الترويج لقطر السياحية أكبر».
واعتبر حجي أن ميناء الدوحة يعتبر بمثابة واجهة مميزة للترويج إلى قطر السياحية، بالإضافة إلى كافة التسهيلات التي تقدمها الجهات المسؤولة بالدولة، وقال: «الزيارات الأولى للزوار من هذه البواخر لا بد أن تكون إلى سوق واقف؛ على اعتبار أنه مكان تراثي مميز، ويمنح الزائر الجديد انطباعاً مميزاً عن قطر السياحية».
5 سفن جديدة
ومن المقرر أن تحضر إلى قطر هذا الموسم 5 سفن جديدة، كما تزور ميناء الدوحة للمرة الأولى سفينتان عملاقتان، حيث تقوم السفينة الألمانية العملاقة «ماين شيف 5» والسفينة الإيطالية «إم إس سي سبلنديدا» معاً بـ 12 زيارة إلى ميناء الدوحة على خلال الموسم.
وتشير التقديرات إلى أن قطاع السياحة البحرية، ولدى الانتهاء من جميع أعمال التطوير الجارية، سوف يمكنه استقطاب أكثر من 500 ألف راكب، وتحقيق عوائد مالية تقدر بـ 350 مليون ريال قطري سنوياً بحلول العام 2026.

السابق
أوريدو تبادر لرعاية المؤتمر الدولي للرعاية الصحية الأولية
التالي
أول رحلات “السلام” العمانية إلى الدوحة نهاية نوفمبر الحالي