“الموجة الثالثة” من حالات الإصابة الجديدة بكوفيد-19 تهدد تعافي الاقتصاد العالمي

الدوحة-بزنس كلاس:

على مدى الأشهر القليلة الماضية، أدى انخفاض حالات الإصابة الجديدة بكوفيد-19 وبدء حملات التطعيم الجماعية في العديد من البلدان إلى نشر التفاؤل حول العالم بشأن التوصل لحل دائم لمشكلة الوباء. ولكن بدأت “موجة ثالثة” من حالات كوفيد-19 الجديدة تنتشر على مستوى العالم، الأمر الذي يدحض الآراء الأكثر تفاؤلاً بشأن التعافي السريع من الوباء.

حالات الإصابة الجديدة بكوفيد-19 عالمياً
(ألف حالة يومية، متوسط 20 يوماً)

 

المصادر: هيفر، جامعة جونز هوبكنز، تحليلات QNB

وتجدر الإشارة إلى أنه وفي ظل تسارع “الموجة الثالثة” من حالات الإصابة الجديدة بكوفيد-19، تتجه العديد من البلدان مجدداً لتشديد الإجراءات بشكل أكثر حزماً. ويشمل ذلك إعادة فرض تدابير التباعد الاجتماعي الصارمة، مثل الحجر الصحي وحظر التجول والإغلاق. وتهدف هذه الإجراءات إلى إبطاء وتيرة تفشي الفيروس، وتسطيح منحنى العدوى قبل أن تكتظ المستشفيات بسبب الزيادة في عدد الحالات الحرجة. والغرض من ذلك هو إنقاذ الأرواح وزيادة معدلات التعافي وتجنب العواقب السلبية المرتبطة بإنهاك أنظمة الرعاية الصحية.

وستكون لهذه “الموجة الثالثة” من تدابير التباعد الاجتماعي الصارمة تبعات على الاقتصاد العالمي، وقد تؤدي إلى تأخير أو حتى تقويض عملية الاستقرار الاقتصادي التي بدأت في الربع الثالث من عام 2020. في الواقع، تشير مؤشرات التنقل عالية التردد، وهي أدوات لرصد الأداء الكلي في الاقتصاد، إلى أن النشاط الاقتصادي يتعطل كلما يتم فرض القيود والإغلاقات. وقد أدت الموجتان الأولى والثانية من القيود إلى انكماش اقتصادي، وذلك يشير إلى أن الموجة الثالثة الحالية سيكون لها تأثير مماثل.

متتبع عمليات التنقل العالمي من كابيتال إكونوميكس
(% اختلاف من 6 يناير 2020 – متوسط متحرك لـ 7 أيام)

المصادر: كابيتال إكونوميكس، جوجل، آبل، موفيت، تحليلات QNB

يتعمق هذا التقرير في الأسباب الرئيسية الثلاثة وراء الموجة الجديدة من حالات كوفيد-19 والتي تحول حالياً دون عودة معدلات النشاط الاقتصادي إلى وضعها الطبيعي.

أولاً، في ظل انتشار وتحور فيروس كوفيد-19، تنشأ المزيد من السلالات المعدية الجديدة من الفيروس. وتم بالفعل تحديد ثلاث سلالات رئيسية جديدة على الأقل من الفيروس، بما في ذلك السلالات المنتشرة على نطاق واسع في المملكة المتحدة والبرازيل وجنوب أفريقيا. ويعتبر احتواء السلالات المُعدية بدرجة أكبر أمراً أكثر صعوبة.

ثانياً، تراجعت معدلات الامتثال لتدابير التباعد الاجتماعي بسبب مزيج من التعب والتفاؤل مع الموافقة على اللقاحات. وخلقت الموافقة على العديد من اللقاحات الفعالة تصوراً خاطئاً للسلامة بين جزء من السكان غير المحصنين، مما أثر على سلوكهم وزاد تعرضهم للفيروس. ويؤدي الارتفاع المستمر للحالات الجديدة إلى الحاجة إلى إجراءات أكثر تشدداً للتباعد الاجتماعي وأنماط اقتصادية “متذبذبة” والتي تعتبر سلبية بالنسبة للاستثمارات والاستقرار الاقتصادي.

ثالثاً، تسببت قيود الإمداد والبيروقراطية في بداية بطيئة لبرامج التطعيم الجماعي، لا سيما في أوروبا وكندا وآسيا والأسواق الناشئة ذات الدخل المنخفض. وتتطلب برامج التطعيم الجماعي عدداً كبيراً من المهنيين وشبكات البنية التحتية، بما في ذلك الصيادلة والممرضين والكيميائيين وعمال المصانع وسائقي الشاحنات والطيارين وعلماء البيانات والموظفين الحكوميين. وتظل جهود التنسيق حاسمة من أجل تحقيق برنامج تحصين ناجح وله تأثير إيجابي على مستوى البلدان.

بشكل عام، على الرغم من التفاؤل بشأن اللقاحات، تثبت “الموجة الثالثة” من حالات كوفيد-19 أنه لا يزال من المتوقع أن يتسبب الوباء في اضطراب اقتصادي في عام 2021. ونتوقع أن يبدأ التعافي الأكثر جدوى فقط في النصف الثاني من عام 2021، عندما تبلغ عمليات التحصين مراحل أكثر تقدماً في الاقتصادات الكبرى ويبدأ “الانفتاح” الاقتصادي الدائم على الصعيد العالمي.

 

 

السابق
بالصور.. رئيس الوزراء يزور معرض علميا في المتحف الوطني
التالي
لأول مرة.. قطر تنتج 5 آلاف طن من “الذهب الأصفر” في 2021