بعد مسيرة فنية حافلة بالعطاء والنجاح، غيب الموت المذيع والفنان القطري محمد سلطان الكواري، عن عمره ناهز (67) سنة، والذي قدم خلال مسيرته العديد من البرامج الفنية الناجحة والمسلسلات الداخلية التي شارك بها في المهرجانات الخارجية..
وقد تخرج الفنان المغفور له محمد سلطان الكواري من دار المعلمين عام 1970، حيث بدأ حياته العملية في وزارة المعارف سابقًا، ووزارة التربية والتعليم العالي حاليًا، وفي عام 1974 انتقل للعمل في وزارة الإعلام وفي إذاعة قطر، إذ عمل مذيع ربط للفقرات الإذاعية، في حين قدم العديد من البرامج الإذاعية منها برنامج “المجلة الشعبية” الذي اشتمل على العديد من الفقرات المتنوعة لمدة ساعة، كالتطرق لأحاديث الماضي فيما يتعلق بالغوص والسفن مع كبار السن والرواة الإخباريين ثم بث أغاني من الفنون الشعبية البحرية وفن الصوت، حيث قدم من برنامج “المجلة الشعبية” ما يقارب (25) حلقة، وقدم في الإذاعة الشعبية أكثر من (30) حلقة مدة كل حلقة ساعة، بالإضافة إلى برنامج البث المباشر.
كما وتولى الفنان محمد الكواري منصب رئيس قسم المذيعين بالإنابة في البرنامج العام، مايقارب (3) سنوات، ومراقب البرنامج، وفي هذا الأثناء قدم العديد من السهرات الإذاعية مع الشعراء ومع الرواة الإخباريين للتحدث عن تاريخ قطر قبل ظهور البترول وبعده ومنهم المرحوم الراوي سعيد سالم البديد، في حين استضاف العديد من الفنانين في برنامجه “سهرة مع فنان”، منهم الفنان عبد الحسين عبد الرضا، والفنانة مريم الصالح، والفنان فرج عبد الكريم، والفنان علي عبد الستار، ومن الشعراء استضاف الشاعر راشد بن سعيد الكواري والشاعر سعد بن سعد المهندي.
هذا وشارك المغفور له في العديد من المسلسلات الإذاعية والتلفزيونية، وقدم برنامجا تلفزيونيًا مدته أكثر من ساعة مقابلات مع عدة شخصيات قطرية، كما وعمل في البرنامج الشعبي كمساعد مراقب إلى جانب أنه رأس الإذاعة الشعبية بعد تأسيسها، مما أتاح له السفر إلى دول مجلس المساعده وتوثيق الفنون الشعبية بأنواعها المختلفة وممارسيها ومؤديها، وجلب أيضًا عدد من الأسطوانات لعدد من الفنانين ومنهم محمد فارس وعوض دوخي وضاحي بن وليد وغيرهم، كما في بداياته رئيسا لفرقة المسرح القطري وقدم عددًا من المسرحيات الداخلية كممثل، شارك بها في المهرجانات الخارجية ولتميزه في التمثيل وإجادة كافة الأدوار حصل على شهادة الموظف المثالي من إدارة الإذاعة.
كما قامت وزارة الثقافة والرياضة في العام 2014 بتكريم الراحل في احتفالية يوم التراث العالمي الذي صادف 18 أبريل وذلك تقديرا لدوره في جمع التراث الشفاهي لقطر عبر البرامج التي قدمها للإذاعة طوال مسيره حياته العملية.
وقد نعى عدد من الفنانين من أعضاء الفرقة المسرحية الذين عاصروا الراحل سواء بفرقة المسرح القطري أو الفرق الأخرى، حيث أشادوا بعطائه الفني ومقدرته على أداء جميع الأدوار التي أسندت له سواء في المسرح أو بالتلفزيون، حيث قال الفنان صالح المناعي: إننا فقدنا زميلا وأخا عزيزا علينا بالإذاعة والمسرح أما الفنان علي حسن فقد قال رحمك الله يا أبا حمزة فقد كنت أخا للجميع بفرقة المسرح القطري وكذلك بالإذاعة حيث قدمت العديد من البرامج التي تؤرخ للتراث في قطر، فيما قال الفنان محمد البلم رحمة الله عليه فقد كان زميلا للجميع وكان صاحب عطاء مميز في المسرح والتلفزيون وقد جمعتنا معا أعمالا مميزة سعدت بها.
أما الفنان يوسف أحمد قال: لقد كان مذيعا وممثلا مميزا، حيث غطى لنا العديد من المعارض التي أقيمت لنا خصوصا معارض الأصدقاء الثلاثة وقد وصل للخور لتغطية المعرض لنا وكان ذلك في العام 1978 رحم الله المغفور له وأسكنه فسيح جناته.