المواجهة التي لن تنسى .. آرسنال يمتع العشاق والبايرن يرد بقوة

 

من الصعب أن تشاهد مباراة مملة أو غير مشوقة بين بايرن ميونخ الألماني وآرسنال الإنجليزي، كلا الفريقين يملكان قدرات هجومية مميزة جداً طوال السنوات الماضية مما جعل نزالاتهما العشرة منذ بداية الألفية الجديدة تقدم الإثارة والمتعة دائماً للمتابع في المدرجات، وخلف شاشات التلفاز.

لكن تبقى المواجهة الأولى بين الفريقين في ديسمبر من عام 2000 في دور المجموعات الأكثر إثارة ومتعة نظراً لمجرياتها وطريقة سير الأحداث فيها، كما أن مواجهة بايرن ميونخ الطامح بالعودة إلى قمة أوروبا ضد آرسنال الصاعد بسرعة الصاروخ كانت الأولى من نوعها، مما أضفى المزيد من الترقب والمتعة على اللقاء.
35 ألف متفرج حضروا في ملعب هايبوري القديم، ورغم أن الحضور الجماهيري ضئيل بسبب سعة المدرجات المنخفضة، إلا أن هذا الملعب له من المميزات والصفات الخاصة التي جعلته واحداً من أصعب الملاعب في القارة الأوروبية، خصوصاً حينما جاء أرسين فينجر إلى دكة بدلاء آرسنال.

“علبة السردين” مصطلح طريف كان البعض يستخدمه لوصف حال ملعب هايبوري معقل آرسنال بسبب صغر مساحته واقتراب الجماهير كثيراً من اللاعبين بشكل يجعلك تشعر وكأنهم لاعبين إضافيين في المستطيل الأخضر.

الإثارة بدأت مبكراً في تلك الليلة الباردة لتلهب الأجواء، فما أن أطلق الحكم ستيفانو براستشي صفارته معلناً بداية اللقاء، حتى وصل آرسنال إلى الشباك قبل اكتمال الدقيقة الرابعة.
هدف الجانرز سيبقى محفوراً في الذاكرة، بل ربما يكون الهدف الأجمل في مواجهاته ضد البايرن من ناحية اللعب الجماعي، نجوم الجانرز تناقلوا الكرة فيما بينهم وكأنها “تيكي تاكا” سابقة لأوانها، فيما لم يمتلك لاعبو البايرن حلاً سوى مراقبة منافسهم قبل أن يودع تيري هنري الكرة داخل الشباك.

انطلاقة آرسنال في الهجمات المرتدة والسريعة والمنظمة لم تتوقف هنا، فبعد مرور 10 دقائق على انطلاق الشوط الثاني تقدم تيري هنري وسط دفاعات البايرن بالكرة ليتوغل داخل منطقة الجزاء، ثم يمرر لزميله كانو المنطلق من الخلف والذي بدوره دك الكرة في شباك أوليفر كان.

أوتمار هيتسفيلد مدرب البايرن لم يفهم ما الذي يحصل، فيما ظن الجميع بأن المباراة حسمت لصالح الجانرز في ظل تقدمهم بفارق هدفين مع تقديمهم أداءً مميزاً، لكن مايكل تارنيت كان له رأي آخر حيث تابع الكرة الحرة العرضية وسددها داخل الشباك محرزاً هدف تقليص الفارق بعد دقيقة واحدة فقط من هدف المدفعجية.

البايرن شعر بأنه بإمكانه العودة الآن، فيما انتقل القلق إلى معسكر الجانرز، ومن ركلة حرة مباشرة شابها جدل كبير بين لاعبي الفريقين استطاع اللاعب المميز محمد شول أن يسجل هدف ولا أروع في الدقيقة 65 مجرداً صاحب الأرض من تقدمه بشكل مفاجئ في ظرف 9 دقائق فقط.

انتهى اللقاء بهدفين مقابل هدفين، لم يكن هو النزال الأكثر أهمية في مواجهات الفريقين، لكنه سيبقى الأكثر تنافساً وإثارة في مجريات الأحداث، على الأقل كان حينها آرسنال قوي حقاً وليس بالاسم فقط.

السابق
أنشيلوتي ضد فينجر .. سجل المواجهات المباشرة
التالي
أول رد فعل لميسي بعد الهزيمة الثقيلة أمام باريس سان جيرمان