المنتدى البحثي بجامعة قطر: إنفاق الدوحة على البحث العلمي 2.8 من الناتج المحلي الإجمالي

شارك سعادة السيد عبدالله بن حمد العطية رئيس مؤسسة عبد الله بن حمد العطية الدولية للطاقة والتنمية المستدامة في المنتدى البحثي السنوي لجامعة قطر 2017 الذي انعقد في جامعة قطر يومي 3- 4 مايو الجاري.

وتناولت مداخلة سعادة عبدالله العطية ورده على عدد من الأسئلة التي وجهت له موضوعات شملت الحكومات العربية واهتمامها بالبحث العلمي والموازنات العربية لدعم البحث العلمي، والحاجة الملحة للبحث العلمي وانعكاساتها على التطوّر البشري العلمي، وأهمية البحث العلمي لصناعة النفط والغاز. كما تناولت مداخلة سعادة عبدالله بن حمد العطية البحث العلمي في دولة قطر على ضوء محددات رؤية قطر الوطنية 2030، والبحث العلمي وفق رؤية مؤسسة عبد الله بن حمد العطية الدولية للطاقة والتنمية المستدامة.

ضرورة ملحة

وفي معرض حديثه عن الحكومات العربية والبحث العلمي أكد العطية أن البحث العلمي ضرورة ملحّة، لا يمكن تجاهلها للبلدان العربية لكي تأخذ مكانها في العالم المتقدم، ولإغناء تراثها العلمي والفكري بما يحفظ هويتها وكيانها، معتبراً أن النهوض بالبحث العلمي وتوظيف تطبيقاته في عمليات التنمية والتطوير ركيزة مسار الحضارة الحديثة.
الخليجي والعربي

وعن المعوقات التي تواجه تمويل البحث العلمي قال إن الإنفاق الخليجي والعربي بشكل عام متواضع على البحث العلمي والتطوير. موضحاً أن دولة قطر تبدي اهتماماً بالغاً في هذا الجانب حيث بلغ إنفاق قطر على البحث العلمي وتطوير المعاهد والجامعات البحثية، وفي مجال العلوم نحو 2.8 في المئة من الناتج القطري القومي، علماً بأن معدّل الإنفاق العالمي على البحث العلمي وتطوير التعليم في الدول المتقدمة حسب تقارير البنك الدولي بين 2 إلى 3 في المئة من ميزانيات الدول. في حين سجلت نسبة الإنفاق على البحث العلمي في بعض الدول المجاورة أقل من 0.2%.

التمويل العربي

وقال إن تقرير التنمية البشرية نوّه بأن تمويل البحث العلمي في الوطن العربي، هو من أدنى المستويات في العالم، إذ لا يتجاوز 0.2% من الدخل القومي، مقابل 22% في اليابان، على سبيل المثال، كما أنَّ حصة المواطن العربي من الإنفاق على البحث العلمي لا تتجاوز ثلاثة دولارات، مقابل 409 دولارات في ألمانيا و601 دولار في اليابان و681 دولاراً في أمريكا. وهو ما يشير إلى تدنّي البحث العلمي في الوطن العربي، في مجالاته العلمية والتقنية، الأمر الذي ينعكس على مستوى التعليم من جهة، وعلى عملية التنمية الشاملة من جهة أخرى.

النفط والغاز

وحول أهمية البحث العلمي لقطاع النفط والغاز في قطر قال إن العديد من التقنيات التي تستخدم اليوم في صناعة النفط والغاز هي نتاج لبرامج بحثيّة رعتها الجامعات وبعض شركات النفط العالمية وتخدم تطوّر هذه الصناعة. وأضاف إن تلبية الطلب المتزايد على الطاقة لا يُمثل تحدياً لصناعة الطاقة فحسب، بل يمتد ليشمل الجوانب البيئية والاجتماعية والاقتصادية في معظم دول العالم، بسبب ارتباط الطاقة بتلك الجوانب بشكل كبير وتأثير كل منها على الآخ، ما يتطلب البحث عن حلول مبتكرة وتطبيقها بشكل اقتصادي للتغلب على تلك التحديات.

مرتكزات المعرفة

وتحدث في هذا الصدد عن النموذج الذي تبنَّته دولة قطر في بناء مُرتكزات المعرفة، بالرغم من التقدم الكبير الذي أحرزته الدولة في المجالات الاقتصادية والصناعية، معتمدين على وفرة ثرواتنا الطبيعية من النفط والغاز، إلا أن القيادة الرشيدة لدولة قطر على يقين دائم بأن هذا التقدّم لا بد أن يُحوِّل تلك الثروة الناضبة إلى استثمارات مُستدامة قوامها رأس المال البشري.

وأكد أن الدولة سعت إلى الارتقاء بالنظام التعليمي إلى قِمّة سُلّم أولوياتها، لتكون قادرة على خلق اقتصاد تنافسي قوامه المعرفة والإبداع، في زمن أصبحت المعرفة والمعلومات والمهارات المرتبطة بها مصدراً للإنتاجيّة التنافسيّة في كثير من الاقتصادات الناجحة، وبات النمو في الأعمال والصناعة يعتمد بصورة كبيرة على التكنولوجيا الحديثة.

جهود متواصلة

وقال رئيس مؤسسة عبد الله بن حمد العطية الدولية للطاقة والتنمية المستدامة إن دولة قطر فخر بما حقّقته من تطوّر وإصلاح في مجال التعليم. مشيراً في هذا الصدد لجهود رفع مستوى الخدمات التعليمية في دولة قطر وإنشاء المدينة التعليمية التي تستضيف عدداً من الجامعات والمراكز البحثية العالمية، وكذلك إنشاء واحة العلوم والتكنولوجيا بُغْيَة خلق اقتصاد قائم على المعرفة وتهيئة الكوادر العلمية المتخصصة لتكون أكثر قدرة على المشاركة والمنافسة في الاقتصاد العالمي، فضلاً عن تأسيس الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، والذي يهدف لرعاية وتمويل البحث العلمي وتشجيع الأبحاث المبتكرة المختارة على أساس تنافسي في مجالات الهندسة والتكنولوجيا، والعلوم الفيزيائية، والطب، والعلوم الإنسانية.

الابتكار في التعليم

وقال إنه من دواعي اعتزازنا في قطر أن يصبح للتعليم العالمي منتداه من خلال مؤتمر القمة للابتكار في التعليم (وايز- WISE) الذي من بين أهدافه رعاية الابتكار دون اعتبارات جغرافيّة، سياسية أو ثقافية.

وقال سعادة عبدالله العطية: لقد استوعبنا في قطر الدرس من التاريخ، فنحن نؤمن بأن الطفرة أمر ظرفي وأن ثرواتنا الطبيعيّة مهما كانت احتياطاتها ضخمة فإنها آيلة للنضوب. ولذلك بنينا رؤيتنا الوطنية 2030 بما يتماشى مع تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، والاستثمار في التنمية من خلال إطلاق استثمارات مستدامة قوامها رأس المال البشري.

الثقة بالباحثين

وحول الثقة بالباحثين القطريين أو العرب قال إنه من البديهي أن تكون لدى الجهات الرسميّة هذه الثقة وخير دليل على ذلك التزام هذه الجهات بما توفّره من دعم مادي ومعنوي لجهات بحثية عدّة، ما ينعكس على مجالات البحوث ونوعيتها بهدف خدمة برامج التنمية الوطنية.

مدخل رئيسي

وحول البحث العلمي كأحد ركائز مؤسسة عبدالله بن حمد العطية للطاقة والتنمية المستدامة قال إنه يعتبر أحد المداخل الرئيسية لعملنا في المؤسسة، حيث تضطلع المؤسسة بدور هام من خلال تواصلها مع المؤسسات ذات العلاقة لوضع الحلول المقترحة سواء على شكل أبحاث أو دراسات للمتغيرات العالمية في شؤون الطاقة وموضوعات الاستدامة. كما تقدم المؤسسة أيضاً آليّات لإجراء مناقشات مفتوحة بين أكثر الأشخاص نفوذاً في الحكومات والأعمال بما في ذلك المؤسسات الأكاديمية والبحثية والعلمية والإعلاميّة.

السابق
المركزي: نتائج الاكتتاب على أذونات خزينة بقيمة 1.55 مليار ريال
التالي
بالصور.. إقلاع أول طائرة تجارية من صنع الصين