الملاريا.. مرضٌ “فتاك” أسقط دولاً عظمى وأثَّر بتاريخنا البشري!

تُعد الملاريا واحداً من الأمراض الفتاكة التي انتشرت في العالم، وكانت وباءً يُثير الرعب في النفوس منذ القدم، كلمة “الملاريا” مقتبسة من الكلمة الإيطالية التي تعني “الهواء الفاسد”، إذ ترتبط دوماً بالهواء حول المستنقعات والبِرك الراكدة.

وتُقدر أعداد المصابين في الولايات المتحدة بـ1500 حالة كل عام، والغالبية العظمى من الحالات تكون من المسافرين والمهاجرين العائدين من مناطق العالم، التي يحدث فيها انتشار للملاريا بسهولة، بما في ذلك جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا وجنوب آسيا.

متى عَرف الإنسان الملاريا؟

ظهرت الملاريا في تاريخنا أولاً لدى قدماء المصريين عام 1550 قبل الميلاد، ثم الإغريق عام 413 قبل الميلاد، اكتشف الطفيلي عام 1880 من قبل “ألفونس إفيران”، طبيب الجيش الفرنسي في الجزائر. لكن في عام 1897، اكتشف “رونالد روس”، طبيب الجيش المتمركز في الهند، أن البعوضة هي المسؤولة عن تمرير الطفيلي إلى أجسادنا؛ ففاز عن أبحاثه في الملاريا بجائزة نوبل في الطب عام 1902.

ينتقل المرض بشكل غير الطبيعي عن طريق استعمال الإبر المشتركة، أو نقل الدم من المصابين الذين لدغتهم البعوضة، أعراض المرض شبيهة بالإنفلونزا، لكنها خطيرة للغاية؛ فتتخذ أبواغ الطفيلي من الكبد منزلاً، خلال 5-7 أيام تتقاسم، وتتضاعف الأبواغ إلى الآلاف، وبعد انفجار الكبد، تنتقل إلى الخلايا الحمراء، وتصيبها بالمرض حتى تصيب الدماغ، ويتوفى الإنسان.

الملاريا تُغير أحداث التاريخ

يُقدر قتلى الملاريا في التاريخ بنصف من عاشوا على الأرض، لذا أثرت الملاريا في الحضارة؛ فسقوط دول ونهوض أخرى يعتمد دوماً على صحة الإنسان ومقاومته للعيش، يرى المؤرخون أن أحداثاً عديدة سببتها الملاريا في تاريخنا البشري، منها: انقراض الديناصورات، سقوط الإمبراطورية الرومانية، تشكيل بريطانيا العظمى واستمرار الحرب الأهلية في الولايات المتحدة.

أثر الملاريا الإيجابي في حياتنا

أنشئ مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) عام 1946، لكن بدايته كانت عام 1942 للسيطرة على الملاريا، في جميع أنحاء قواعد التدريب العسكرية بالولايات المتحدة.

وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، أنشأ الدكتور “جوزيف جورج مونتين” مكتب دائرة الصحة العامة؛ ليحافظ على الصحة في البلاد من خلال التدابير المحلية، وليقاوم الأوبئة والأمراض، ثم بعد 60 عاماً، أجريت تغييرات طفيفة على الاسم، مثل (مركز الأمراض المعدية الوطنية، ومركز السيطرة على الأمراض، ومركز السيطرة على الأمراض، ومركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها)، لكن الأحرف الأولى (CDC) بقيت على حالها.

توسعت أعمال CDC لتشمل جميع الأمراض المعدية والأمراض النادرة، ويتضمن أيضاً صحة البيئة، والإحصائيات الصحية، والصحة المهنية، أيضاً يؤدي بلا كلل مكافحة للأمراض الجديدة والناشئة حول العالم، ويقود جهوداً للوقاية والحد من عبء انتشار الأمراض حول العالم، ويعود الفضل في هذا كله للملاريا التي بدأ بها عمله.

السابق
ربطة العنق خارج البرلمان البريطاني
التالي
أساسيّات و”ديكورات” غرف البنات الجامعيّات