المصارف الإسلامية في قطر تستطيع مواجهة التحديات الاقتصادية

الدوحة – بزنس كلاس:

قال عبد الباسط الشيبي الرئيس التنفيذي لبنك قطر الدولي الإسلامي، إن البنوك والمصارف الإسلامية في العالم نجحت في تجاوز الأزمة المالية العالمية التي حدثت في العام 2008، مشددا على أنها تمكنت من تحقيق مستويات نمو مهمة خلال الفترة التي تلت الأزمة المالية العالمية، مضيفا في حوار نشره مركز قطر للمال عن الصيرفة الإسلامية: «شهدنا في الفترة التي أعقبت الأزمة المالية قيام الأفراد والشركات بالبحث عن بنوك ومصارف تقدم خدمات مالية غير معرضة للأزمات وتوفر في نفس الوقت تمويلات متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، خاصة بعد أن أظهرت البنوك الإسلامية قدرة عالية على الصمود في وجه الأزمات الاقتصادية والتقلبات التي شهدها العالم خلال السنوات الماضية».

إقبال القطريين

وأوضح الرئيس التنفيذي لبنك قطر الدولي الإسلامي أن الإقبال الكبير من القطريين على الصيرفة الإسلامية والخدمات المصرفية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية والخدمات المصرفية في قطاعي التجزئة والشركات كلها عوامل ساهمت إلى حد كبير في دفع نمو التمويل الإسلامي، وتابع قائلا: «وقد تمت إدارة الخدمات المصرفية الإسلامية بشكل قوي ومتوازن مما جعل من الصيرفة الإسلامية تتفوق على الخدمات البنكية التقليدية من حيث النمو، والاستحواذ على حصة تقارب 26٪ من إجمالي الموجودات المصرفية في قطر.
وفي تعليقه عن التحديات التي واجهتها البنوك الإسلامية خلال السنوات الماضية خاصة بعد تراجع أسعار النفط والوسائل التي لجأت إليها تلك البنوك لسدّ فجوة التمويل، أشار عبد الباسط الشيبي الرئيس التنفيذي لبنك قطر الدولي الإسلامي إلى أن البنوك الإسلامية والبنوك التقليدية واجهت تحديات اقتصادية مختلفة ومنها صدمة أسعار النفط التي تؤثر بشكل أو بآخر على القطاع المصرفي ككل، وتابع قائلا: إن تطور أداء البنوك الإسلامية خلال الفترة الماضية مكنها من امتلاك أدوات تساعدها على مواجهة التحديات، وتلعب الصكوك الإسلامية دورا في توفير الدعم للبنوك الإسلامية من حيث توفير السيولة والاستثمار، خاصة أن تلك الصكوك تعد خيارا استثماريا مستقرا وتمكن الاستفادة من السيولة من خلال اتفاقيات إعادة الشراء أو البيع. مشيرا إلى الصكوك الاستثمارية التي يصدرها بنك قطر الدولي الإسلامي والتي توفر منصة تمويل مستقرة للبنك على المدى القصير والمتوسط والطويل إضافة إلى حسن إدارة السيولة.

متطلبات السيولة

ونوه الرئيس التنفيذي لبنك «الدولي الإسلامي» بالدور الذي قدمه مصرف قطر المركزي للبنوك الإسلامية العاملة في الدولة من خلال السياسات المصرفية المتزنة والتي أنشأت كذلك منصة للصكوك وأذون الخزانة المتوافقين مع الشريعة الإسلامية بما يمكن البنوك الإسلامية من المشاركة في إدارة متطلبات السيولة.
وأشار الشيبي إلى أن توسع البنوك الإسلامية في الخارج يعتمد على إستراتيجيات واضحة المعالم والتي ترتبط بمدى سعي البنوك إلى تحقيق مستويات عالية من النمو على المدى الطويل، حيث تكون البنوك في العادة مخيرة بين التوسع في الخارج من خلال البحث عن أسواق واعدة أو البقاء في سوق واحد والمحافظة على أعمالها التجارية في قطر، مشيرا إلى تجربة بنك قطر الدولي الإسلامي في هذا المجال، حيث عمل خلال الفترة الماضية على استكشاف العديد من الفرص والأسواق في مختلف أنحاء العالم وفي مقدمته العالم العربي، حيث وضعنا عدة معايير أساسية خلال عمليات الدراسات ومنها مدى حاجة الأسواق للصيرفة الإسلامية وتجاوبها مع قطاع التجزئة والاستثمارات الخاصة بالشركات، مضيفا: «وقد لاحظنا أن الطلب على الصيرفة الإسلامية مطرد في المغرب خاصة بعد أن قامت السلطات المغربية المشرفة على القطاع المصرفي بإدخال قوانين وتشريعات تنظم عمل البنوك الإسلامية، فما كان منا كبنك إلا الدخول إلى السوق المغربي الذي يستحوذ على فرص عالية الجودة وتحقق عوائد، حيث قمنا بافتتاح بنك بالشراكة مع أحد البنوك المغربية، لتقديم الخدمات المصرفية المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية». وكان الرئيس التنفيذي للدولي الإسلامي نوه في وقت سابق إلى أن تركيز أنشطة البنك على السوق القطرية لم تجعله يغفل الاستفادة من فرص الاستثمار الخارجية وفق دراسات جدوى دقيقة حيث كان آخر استثمار للبنك في المملكة المغربية عبر بنك أمنية التشاركي الذي تم إطلاق أعماله بشكل رسمي في عدد من المدن المغربية، علما بأن البنك هو ثمرة شراكة بين الدولي الإسلامي وبنك القرض العقاري والسياحي المغربي (CIH) وصندوق الإيداع والتدبير المغربي حيث يأمل الدولي الإسلامي بأن يكون بنك أمنية التشاركي بوابة توسع مستقبل نحو القارة الإفريقية.

البنوك التقليدية

وفي معرض حديثه عن افتتاح النوافذ الإسلامية ضمن البنوك التقليدية في وقت سابق قبل إغلاقها، بيّن الشيبي أن افتتاح النوافذ الإسلامية في البنوك التقليدية خلق وعيا لدى الجميع بأهمية الصيرفة التي تستند إلى أحكام الشريعة الإسلامية في جميع التعاملات البنكية، مشددا على أن الصيرفة الإسلامية تشهد نموا متسارعا في أعمالها وأصولها المالية، وتابع قائلا: «في وقت لاحق قرر مصرف قطر المركزي إغلاق تلك النوافذ لوعيه التام بأهمية الحفاظ على الشفافية وحسن الرقابة على المعاملات التي تتوافق مع الشريعة إضافة إلى المحافظة على أداء قوي للمحاسبية والميزانية العمومية للبنوك»، مؤكدا أن رؤية مصرف قطر المركزي صحيحة وأن قرار إغلاق النوافذ الإسلامية في البنوك التقليدية كان صائبا، حيث هدف «المركزي» إلى المحافظة على أعلى معايير الخدمات والانضباط.
كما اعتبر أن ذلك القرار كان له الأثر الإيجابي على نمو الصيرفة الإسلامية في الدولة، إضافة إلى تطوير البيئة المناسبة لتقديم خدمات متميزة ومنع أي تسرب أو خلط بين المعاملات التقليدية والمعاملات الإسلامية، إضافة إلى الحد من مخاطر فشل السيطرة على العمليات الإسلامية.
وشدد عبد الباسط الشيبي الرئيس التنفيذي لبنك قطر الدولي الإسلامي على أن الحيوية والديناميكية إلى جانب حسن حوكمة الشريعة الإسلامية هي القلب النابض لتطوير الصيرفة الإسلامية والقطاعات المالية الأخرى المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، وتابع قائلا: «حسن الحوكمة يضمن حيوية التمويل الإسلامي إلى جانب تحقيق مستويات نمو عالية في الصيرفة الإسلامية»، وأبرز أهمية وجود هيئة شرعية مركزية بما يساهم في تقديم النصائح والاستشارات للمستثمرين ويدعم حوكمة الشركات وزيادة جاذبية العملاء إلى الصيرفة الإسلامية، مؤكدا على أن ذلك يوفر فهما موحدا للمبادئ التي يتم تطبيقها.

السابق
24.4 مليار ريال مكاسب البورصة السوقية في أسبوعين
التالي
البطالة في السعودية تتجاوز 30%