المرزوقي: حصار قطر وانقلاب تركيا الفاشل.. في إطار الثورة المضادة

وكالات – بزنس كلاس:

أكد الرئيس التونسي السابق د. المنصف المرزوقي بأن دولة قطر كانت أكبر الداعمين لتونس وأمنها الاقتصادي لاسيما في فترة الاضطراب الاقتصادي التي مرت بها البلاد بعد خلع الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي. وقال المرزوقي أن المحاولة الانقلابية في تركيا وحصار قطر كانا ضمن مخطط الثورة المضادة، وأن هناك ترابطاً وثيقاً بدون أدنى شك بين الأمرين، موضحاً أن غرفة عمليات الثورة المضادة التي هي بالأساس إماراتية – سعودية – إسرائيلية، رأت أنه يجب التخلص من السند الإستراتيجي للشعوب، وبالتالي فرضت حصار قطر وحاولت الانقلاب في تركيا.

الربيع العربي

وأوضح المرزوقي في حوار بثه تلفزيون وطن، أن الربيع العربي أجهض بحمام الدم في سوريا، وبالانقلاب في مصر، وبالحرب الأهلية في ليبيا، وبأقل تكلفة وأقل ثمنا في تونس بالإعلام الفاسد والمال الفاسد، موضحاً أن الثورة المضادة استطاعت أن تخترق كل دفاعاتنا الثورية وأن تعود مستغلة القوة التي أتينا بها، كحرية الإعلام مثلا، التي استغلتها القوى المضادة لضرب الحرية.

ولفت إلى أن الربيع العربي في بدايته، وأن براكينه التي انفجرت، خمدت الآن لأنهم استطاعوا إخمادها، ولكن الذين استطاعوا إخمادها هم الذين يشحنونها الآن لكي تنفجر من جديد، فعندما تنظر إلى السياسة المصرية وترى السياسة الإماراتية، تجد أن سياسات حكامها تسهم من جديد في إشعال البراكين حتى تنفجر في وجوههم، وهم يشتغلون ليلًا ونهارا دون أن يدركوا أن أفعالهم ومؤامراتهم هذه نفسها ستكون سبباً في اشتعال هذه البراكين.

وكشف عن أن خطة تقسيم المنطقة موجودة منذ التسعينيات، ولكن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن، فهم لم يتوقعوا قيام الثورات العربية، والآن خوفهم الأوحد هو أن تأتي الموجة الثانية للثورات العربية، ونحن نتوقع كل الاحتمالات ولكن للأسف هي احتمالات سيئة.

 

 السند الاقتصادي

وأكد أن دول الثورات المضادة بعد تصفية الربيع العربي في الدول الخمس كان لابد لها من تصفية الظهير الإستراتيجي لهذه الثورات، وهذا يتضح لماذا الإعلام في تونس مسلط دائماً على قطر وتركيا، وأكد أن قطر كانت السند الاقتصادي الوحيد لهذه التجربة التونسية..

 

صفقة القرن

واستبعد نجاح صفقة القرن، وأن الشعوب ستقف في وجه الصفقة، مضيفاً إن من احتقروا الشعوب ولم يحسبوا لها حساب، وجدوها في الشارع، لافتاً إلى أن هناك أجيالا جديدة من الشباب المستعدين لمواصلة المعارك والتي لن تخفت بهذه السهولة.

واعتبر أن مفهوم صفقة القرن مرتبط بالفشل الذريع لاتفاقية أوسلو، فبعد مرور 25 عاماً على أوسلو التي كانت تبشر بميلاد دولتين دولة فلسطينية وأخرى إسرائيلية، اتضح أنه يستحيل أن تبني دولة فلسطينية في الضفة الغربية في ظل وجود قرابة 400 ألف مستوطن، وأي عاقل يؤكد أنه يستحيل قيام دولة فلسطينية فيها، موضحاً أن قيام السلطات المصرية بإخلاء جزء كامل من سيناء بداية الصفقة، لأنهم يرون أن هناك شبه دولة في غزة وإذا توسعت بمناطق في سيناء يمكن أن تكون هذه هي صفقة القرن وتبقى الضفة الغربية بطبيعة الحال تحت الاحتلال الإسرائيلي، ثم تدمج كجزء من إسرائيل، مضيفاً، هذا في تصوري صفقة القرن، ولا أظن الشعب المصري سيقبل بها.

وبيّن أن هناك ردة رهيبة في مصر، فلم تعرف مصر ديكتاتورية دموية مثل التي تعرفها مع السيسي الآن، ونتج ذلك تراجع كبير للوراء، فمصر بعد أن أحدثت قفزة للأمام بثورة 25 يناير، ارتدت مرة أخرى للوراء وما زال المشهد يتحرك للخلف لأنه كل يوم تتزايد وتتفاقم الأزمات الأخلاقية والمعنوية والاقتصادية والسياسية وهذا بطبيعة الحال سيؤدي في يوم ما إلى انفجار لا أحد يدرك كونه، موضحاً أن الشيء الثابت أن الطبقة السياسية العسكرية المخابراتية الأمنية التي كانت تحتقر الشعب فوجئت بثورة 25 يناير وارتعبت وسرعان ما حاولت تستعيد نفسها.

 

أحكام الإعدامات

وأكد أن أحكام الإعدامات التي صدرت أخيراً في مصر بحق العشرات من مناهضي الحكم العسكري في مصر، تأتي في سياق الترهيب، وهي شكل من سياسة الإرهاب الدولي، ورسائل واضحة للشعب المصري: إذا قمت بأي شيء سنعدمك.. نحن لا نلعب ولا نمزح. وشدد على أن الرئيس محمد مرسي ما زال يتمتع بحب وتأييد الكثير من المصريين، لأن الرجل تعرض لمظلمة كبرى، وأن هذا التنكيل الحقير بشخص مريض يدل على حقارة المُنكل.

ورأى أن الموجة الأولى من الثورات أُخمدت، لأن من قادوا هذه الثورات لم ينتبهوا إلى أن أمامهم بعبع الثورة المضادة، مشيراً إلى أنهم الآن انتبهوا إلى وسائلها وعرفوا من هو الخصم، وبالتالي المعركة المقبلة مع منظومة الثورة المضادة، وستكون من المؤكد قوية، مشددا على ان الشعوب لا تموت وهذه النخب الفاسدة التي تريد أن تبقى في الحكم تحلم، خاصة أن هناك أجيالا جديدة واعية ومتعلمة تقود لثورة مقبلة وهذه الثورة إن شاء الله تبقى ديمقراطية وسلمية.

النظام العربي

وأكد أن النظام العربي الرسمي انتهى، لأنه كان مبنياً ظاهرياً على بعض المؤسسات كالجامعة العربية والاتحادات المحلية كالاتحاد المغاربي ومجلس التعاون الخليجي وبعض المجموعات أو المؤسسات المنبثقة عن الجامعة العربية، وهذه المؤسسات تفككت وانتهت وماتت ولم يعد لها وجود، ودائما أقول عندما تذكر الجامعة العربية إن إكرام الميت دفنه. والعقلية التي بني عليها النظام العربي هي العقلية التي مارست الحكم الفردي والحكم بالحزب الواحد والحكم بالإعلام وبالمخابرات والوارثة.

وقال إن تركيا تلعب دوراً إيجابياً، وتلعب دور النموذج، ولديها حكومة وطنية جادة قادرة أن تخرج شعبها من الفقر والتبعية، مستشهداً باستقبالها أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري، بينما لم يستقبل الاوروبون 10 آلاف مهاجر، مؤكداً أن الإمارات والسعودية تدخلتا في انقلاب 16 يوليو 2016، لأنهما تكرهان أردوغان.

السابق
القرية الأولمبية.. علم قطر يرتفع في جاكرتا
التالي
مضاوي الرشيد: حكام السعودية يتابعون ابتلاع إهانات ترمب.. وبصمت