نيويورك – وكالات – بزنس كلاس:
تابعت وسائل الإعلام العالمية المختصة بالشأن الاقتصادي تركيزها على تداعيات الحصار الجائر الذي فرضته بعض الدول الخليجية ومصر على دولة قطر، منوهة بقدرة الدوحة ومرونتها التي جعلتها تربح حرب الاقتصاد ضد القوى التي حاصرتها بأكثر من نقطة ومنصة.
واهتم موقع «بلومبيرج»، باستراتيجية الدوحة لمواجهة محاولات السعودية وحلفائها تقويض الحكومة القطرية التي تسعى للتخفيف من أثر الحصار الدبلوماسي.
وقال الموقع الأميركي إن أمير قطر نجح في الصمود أمام أعدائه الخليجيين، واقترن اسمه باعتزاز القطريين بوطنهم، مع استعدادهم لمواجهة طويلة الأمد.
وأضاف «بلومبيرج» في تقريره الذي حمل عنوان «خطة قطر المقدامة للتفوق على الحصار السعودي»، أن أغراض السعودية من الحصار لم تحقق، مثل نشر الذعر بين القطريين، ودفعهم إلى الاعتقاد بوجود غزو عسكري أو انقلاب، وهو الأمر الذي أتاح لأمير قطر وقتاً لتعزيز صداقته مع الغرب، عبر شراء طائرات أميركية، وسفن حربية إيطالية.
ولفت التقرير إلى قدوم عدد من كبار الدبلوماسيين الأوروبيين والأميركيين إلى الدوحة لطمأنة أمير قطر الذي تتحكم بلاده بثلث احتياطي الغاز الطبيعي في العالم، بالإضافة إلى مسارعة تركيا وإيران بإعادة تزويد المستودعات القطرية بمواد البناء والمنتجات الغذائية التي منعتها عنها البحرين ومصر والإمارات.
وأضاف التقرير أن قطر وقعت حلفاً مع أميركا لمواجهة الإرهاب والتطرف، مما أضعف من الدعم الأولي الذي وجهه الرئيس دونالد ترمب للدول المحاصرة.
وأوضح «بلومبيرج» أن قطر لم تسكن في مكانها، بل سعت إلى مواجهة الحصار بكافة الطرق، وخاصة الحصار المالي، إذ تتطلع البنوك القطرية شرقاً إلى تمويل جديد، مع انسحاب بنوك خليجية منها، وانخفاض الاحتياطي الأجنبي، فلملء تلك الثغرة، وجهت الحكومة القطرية بنوكها لاستهداف مستثمرين في آسيا، فقد جمع بنك قطر الإسلامي، ثاني أكبر بنك قطري، تمويلات بالين والدولار الأسترالي عبر عطاءات خاصة.
ويشير التقرير إلى أن قطر معتادة على هجمات بعض الدول الخليجية وكيفية الصمود أمامها، فعزلة قطر الإقليمية ليست جديدة عليها، وإن أمير قطر محتاط لذلك.
وينقل التقرير تصريحات لأمير قطر قبل عامين في جامعة «جورج تاون» تلخص الأزمة، حيث قال إن «المشكلة التي نواجهها هي الثورة المضادة.. فالعالم كله بما فيه منطقة الشرق الأوسط يعاني من مشكلات، مثل الفقر، والتسلط، والاحتلال، وهذه المعاناة يجب أن تعالج لأنها أحد أهم جذور التطرف».
وعن الحالة الاقتصادية، استطلع «بلومبيرج» آراء الاقتصاديين حيث قالوا إن قطر امتصت صدمة الحصار الاقتصادي، متوقعين أن يعود نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 3.2 % عام 2018، وهو الأعلى بين دول الخليج الست، إذ يتوقع أن ينمو الناتج السعودي بمقدار 0.5 % والإمارات 2%.
ويختم التقرير بالقول إن أمير قطر يأمل باستغلال الحصار لتحقيق منفعة طويلة الأمد لقطر، من خلال زيادة اعتمادها على نفسها.