المتقاعدون القطريون.. ثروة وطنية بحاجة للتفعيل

تزايدت الدعوات لإعادة دمج المتقاعدين القطريين في مجال الأعمال في البلاد بسبب الحاجة لخبرات وطنية ذات كفاءة عالية حيث تتوفر هذه النقاط في العيدي من الموظفين القطريين الذي تقاعدوا لأسباب مختلفة. فقد أشارت التقارير الأخيرة التي أصدرتها الهيئة العامة للتقاعد والتأمينات الإجتماعية إلى إرتفاع نسبة المتقاعدين من المواطنين، منهم من وصل الى سن المعاش، ومنهم من تقاعد لظروف خاصة، وغالبية المتقاعدين من ذوي الكفاءات والخبرة التي أسهمت كثيرا في إحداث نقلات نوعية، كلا في مجال عمله وبهذا التقاعد فقدت جهات عملهم تلك الجهود والرؤى التي كان يمكن أن يكون لها دور بارز في النهضة.

وقد نادت بعض الأصوات بضرورة تشكيل لجنة لمقابلة هؤلاء المتقاعدين والاستفادة منهم كاستشاريين لوضع الخطط وعمل الدراسات اللازمة لمواقع العمل المختلفة ومنحهم رواتب تشجيعية، خاصة أن الرواتب التي يتقاضونها كراتب تقاعدي لا تفي باحتياجاتهم المعيشية؛ مما يضطر البعض منهم إلى البحث عن عمل في أي موقع آخر، وبعضهم يتجه للعمل الخاص.

لذلك يرى البعض ضرورة منحهم الأولوية في الحصول على المشاريع المختلفة التي تطرحها الدولة للاستفادة منهم، وتحسين أوضاعهم المعيشية، مثال ذلك أسواق الفرجان والأسواق المركزية الجديدة وغيرها من المشاريع التجارية الأخرى، ويمكن إعداد دراسة للنظر فى إعادة توظيف القطريين المتقاعدين من الذين ما زالوا في عمر العطاء ولديهم الرغبة في تحسين دخلهم المعيشي، وذلك من خلال الجمع بين الراتب التقاعدي ونظام الأجر اليومي أو المقطوع أو المكافأة، لا سيما أن الكثيرين منهم قدموا زهرة شبابهم لهذا الوطن.

من جانب آخر وفي ندوة سابقة حةل قضايا المتقاعدين، تم التأكيد على أهمية إتاحة الفرص أمام المتقاعدين للالتحاق بالجامعات سواء للحصول على شهادات عليا للراغبين في ذلك على أن يكون ذلك حقا من حقوق الإنسان، ونشر الوعي الأسري والمجتمعي للتعامل مع فئة المتقاعدين والمسنين عموما باحترام وتقدير على أن يكون ذلك حقا لهم نظير ما قدموه للمجتمع خلال فترة عملهم السابقة وليس من باب الإحسان أو الشفقة، فضلاً عن إقامة فعاليات لعرض إبداعات المتقاعدين وإظهار ما لديهم من مواهب وأفكار إبداعية تساهم في تنمية المجتمع القطري، وإصدار مجلة شهرية للمتقاعدين لنشر آرائهم وأفكارهم في شتي قضايا واهتمامات المجتمع القطري على أن تقتصر المجلة على محررين من المتقاعدين فقط.

وشدد المتحدث على ضرورة إجراء الدراسات والبحوث العلمية التي ترتبط بمشكلات المتقاعدين وأوضاعهم الصحية والنفسية والاجتماعية والحلول الملائمة لمواجهتها.وذلك من خلال التعاون مع برنامج الخدمة الاجتماعية بجامعة قطر، وإقامة مؤتمرات وندوات علمية تتناول القضايا والاهتمامات المرتبطة بالمتقاعدين والتعرف على الخبرات المستحدثة لتطوير هذه الفئة، بالإضافة إلى التدريب المستمر للأخصائيين الاجتماعيين والتخصصات الأخرى العاملة في مجال الرعاية الاجتماعية للمتقاعدين على الاتجاهات الحديثة في العمل والممارسة، والتواصل مع مؤسسات المجتمع لإيجاد فرص عمل للمتقاعدين لمن يرغب في ذلك على أن يتم ذلك بما يتناسب مع قدرات وتخصص هذه الفئة.

السابق
بعد ارتفاعات قياسية.. مؤشرات الأسهم الأمريكية تشهد أكبر تراجع يومي منذ يناير
التالي
البنك المركزي يصدر أذونات خزينة جديدة بـ 950 مليون ريال