المانجو والبطاطس والبصل.. محاصيل أجنبية لم تكن تُزرع في بلاد العرب.. فأين مواطنها الأصلية؟

 

هل تعتقد أن المحاصيل التي تُزرع في بلدك، كانت تُزرع فيها منذ القدم؟ قد يكون بعضها كذلك بالفعل، لكن كثيراً من المحاصيل الزراعية والفواكه نشأت في أنحاء متفرقة من العالم.

نستعرض فيما يلي بعض المحاصيل ومكان نشأتها، ورحلة هجرتها حول العالم.

 

1- المانجو
في جنوب آسيا، وبالتحديد في بورما وشرق الهند، نشأت زراعة المانجو منذ ما يقرب من 4000 سنة.

ثمار المانجو، التي تعد الفاكهة الوطنية في الهند، ترمز أيضاً إلى الحياة في المعتقدات الهندية، حيث تُستخدم في الطقوس المقدسة، وتُستخدم أوراقها في المهرجانات وحفلات الزفاف.

ولا تزال الهند هي المنتِج الرئيس للمانجو في العالم. وللمانجو نصيب من الأساطير الهندية، فيعتقد بعض الهنود أن الرب بوذا يتأمل كثيراً في بستان المانجو.

انتقلت زراعة المانجو من الهند إلى ماليزيا وشرق آسيا وشرق إفريقيا، وقد دخلت زراعتها إلى إفريقيا والبرازيل على يد المستكشفين البرتغاليين، ثم وصلت أخيراً إلى كاليفورنيا في عام 1880، وبدأت زراعتها بهاواي وفلوريدا في القرن التاسع عشر.

 

2- البطاطس
هل نشأت البطاطس بمكان واحد أم في أكثر من مكان أو عدة مرات؟ كان هذا هو السؤال الذي يحاول ديفيد سبونر، عالِم أبحاث وزارة الزراعة الأميركية الذي قاد دراسة حلل فيها مع زملائه الحمض النووي لـ98 نوعاً من البطاطس المزروعة، و261 نوعاً من الحيوانات البرية.

حددت الدراسة أصلاً واحداً للبطاطس المزروعة وهو جنوب بيرو، وهو ما ينفي فكرة الأصول المتعددة للبطاطس. كما أن الأدلة أشارت إلى أن البطاطس كانت معروفة للزارعين الأصليين قبل 7 آﻻف سنة.

 

3- الطماطم
من أميركا الجنوبية إلى باقي دول العالم، كانت بداية رحلة الطماطم. موسوعة الحياة تستعرض أهم محطات هذه الرحلة:

قبل عام 1500، سافرت الطماطم من منطقة الأنديز في بيرو الحديثة والإكوادور إلى المكسيك. وفي عام 1492، بعدما وصل الإسباني كولومبوس إلى الأميركتين، واكتشف الطماطم، تسبب في انتشارها إلى جميع أنحاء الأرض الأربعة.

قبل 1553، كانت الطماطم قد بدأت تُزرع في ألمانيا. وبدأت تُزرع في إنكلترا بحلول عام 1597، ومع بداية القرن السابع كانت تُزرع في بلاد جنوب البحر الأبيض المتوسط، مثل سوريا ومصر وإثيوبيا.

وبحلول عام 1700، أخذ الأوروبيون الطماطم إلى الصين وجنوب وجنوب شرق آسيا. وأعيدت زراعتها في أماكن أخرى بأميركا الجنوبية بداية من 1710.

وبهذا، وصلت الطماطم إلى جميع أنحاء العالم في أقل من 200 سنة.

4- الليمون
المنشأ الحقيقي لليمون غير معروف، على الرغم من اعتقاد البعض أنه نشأ شمال غربي الهند.

وقد مرَّ الليمون بهذه المحطات في أثناء انتشاره عبر العالم، حسبما يوضح موقع جامعة بوردو الزراعية:

دخل إلى جنوب إيطاليا في عام 200م، ثم بدأت زراعته بالعراق ومصر عام 700م، ليصل إلى جزيرة صقلية قبل حلول 1000م.

وبين عامي 1000 و1150، وزَّع العرب زراعة الليمون على نطاق واسع بمنطقة البحر المتوسط. وحمل كريستوفر كولومبوس بذور الليمون إلى جزيرة هيسبانيولا ببحر الكاريبي في 1493.

كما زُرع الليمون على نحو متزايد بشمال شرق ولاية فلوريدا الأميركية في عام 1839.

 

5- البرتقال
من الهند أيضاً، نشأت ثمار البرتقال، فيُعتقد أن شمال شرقي الهند وجنوب الصين، وجنوب شرقي آسيا التي عُرفت في السابق بالهند الصينية، كانت المنشأ الأول للبرتقال.

مِن هناك، بدأت هذه الثمرة في الانتشار خلال هذه المحطات، التي أوضحها موقع جامعة بوردو الزراعية:

يُحتمل أنها نُقلت بعد عام 1450 إلى منطقة البحر المتوسط على يد التجار الإيطاليين، أو بعد عام 1500 على يد الملاحين البرتغاليين. وقتها، كانت الحمضيات تُستخدم في أوروبا لأغراض طبية، لكن البرتقال استُعمل على أنه فاكهة. وبحلول عام 1646، كان قد انتشر وعُرف جيداً بين الناس.

قدم الإسبان البرتقال الحلو إلى المكسيك وأميركا الجنوبية عام 1500. ومع تأسيس البعثات، وصلت شجرة البرتقال إلى ولاية أريزونا الأميركية بين 1707 و1710. وفي 1769، تم جلب البرتقال إلى سان دييغو وكاليفورنيا.

وفي عام 1781، جمع جراحٌ بذور البرتقال على متن السفينة ديسكفري، في جنوب إفريقيا، ونمت الشتلات على متنها، ثم قدَّمها لقادة القبائل بجزر هاواي بعد وصوله في عام 1792.

 

6- البصل
حسب جمعية البصل الوطنية الأميركية، يتفق معظم الباحثين على أن البصل قد زُرع مدة 5000 سنة أو أكثر. البصل واحد من أقدم المحاصيل؛ لأنه كان قابلاً للنقل، وسهل النمو، ويمكن زراعتها في مختلف أنواع التربة والمناخات.

ليس هناك رأي قاطع حول المكان والوقت المحدد الذي بدأت فيه زراعة البصل؛ ﻷن حجمه الصغير، وأنسجته تترك أثراً ضئيلاً. لكن يعتقد العديد من علماء النبات أن البصل نشأ في آسيا الوسطى، بينما تشير بحوث أخرى إلى أنه قد نما أولاً في إيران وباكستان الغربية.

وقد نما البصل في الحدائق الصينية قبل 5 آﻻف سنة، وتعود زراعته في مصر إلى 3500 سنة قبل الميلاد، واعتُبر وقتها رمزاً للأبد عند قدماء المصريين الذين دفنوا البصل مع الفراعنة. كما تظهر لوحات البصل على الجدران الداخلية للأهرام.

وفي حدود القرن السادس قبل الميلاد، استخدم أطباء الهند البصل دواءً مدِرّاً للبول وهاضماً للطعام. كما لاحظ ديوسكوريدس، الطبيب اليوناني الذي عاش في القرن الأول الميلادي، العديد من الاستخدامات الطبية للبصل. أيضاً، استخدم الرياضيون الإغريق البصل قبل المنافسة في دورة الألعاب الأولمبية، فشربوا عصيره، وفركوه على أجسادهم.

وحمل الرومان البصل في رحلاتهم إلى إنكلترا وألمانيا، حيث كانوا يأكلونه بانتظام. أما في العصور الوسطى، فكان البصل واحداً من 3 خضراوات رئيسة في المطبخ الأوروبي.

 

7- القطن
في المكسيك أيضاً، وجد العلماء قِطعاً من القماش القطني، التي ثبت أنها لا تقل عن 7000 سنة. ووجدوا أيضاً أن القطن كان يشبه إلى حد كبير تلك التي نمت في أميركا اليوم، حسبما يذكر موقع المجلس الوطني للقطن في أميركا.

لا أحد يعرف بالضبط أين نشأ القطن القديم. لكن موقع المجلس يذكر أن القطن كان يُزرع في وادي نهر السند بباكستان، ونُسج منه القماش قبل 3 آﻻف سنة قبل الميلاد. وفي الوقت نفسه تقريباً، كان المصريون في وادي النيل يرتدون ملابس قطنية.

جلب التجار العرب القماش القطني إلى أوروبا في حدود عام 800م. وفي عام 1492، عندما اكتشف كولومبوس أميركا كان القطن مزروعاً في جزر باهاما. وبحلول عام 1500، كان القطن معروفاً في العالم كله.

تم نُسج القطن لأول مرة من قِبل الآلات في إنكلترا في عام 1730. الثورة الصناعية في إنكلترا واختراع الجن القطن في الولايات المتحدة مهّدا الطريق لمكانة هامة يحتلها القطن في العالم اليوم.

السابق
رداً على أغنية عمرو دياب.. مطعم مصري يقدم خصماً على وجباته لكافة الفتيات عدا برج الحوت
التالي
أصغر الفنادق في العالم… فاخرة وأنيقة بغض النظر عن حجمها