الكونغرس الأمريكي يستعد لإصدار قانون محاسبة السعودية

وكالات – بزنس كلاس:

أكد محمد المنشاوي الباحث والخبير في الشؤون الأمريكية، أن قضية خاشقجي ما زالت ساخنة على الساحة الأمريكية، وأن الكونجرس عازم على اصدار قانون محاسبة السعودية، لافتاً إلى أن المؤسسات الأمريكية تعرف يقيناً من أمر بقتل خاشقجي.
وكشف عن ان الاستخبارات الأمريكية سربت أدلة إدانة بن سلمان للإعلام قبل حديث ترامب بيومين، مشيراً إلى أن زيارة بن سلمان لبعض الدول العربية رسالة للداخل السعودي، ولعلمه أن العواصم الغربية لن تستقبله.
واستبعد حضور ولي العهد السعودي قمة العشرين في الأرجنتين، معتبراً أن كوشنر يدعم بن سلمان لأنه يعول عليه ليكون مهندس التطبيع الخليجي الاسرائيلي.
وإلى نص الحوار ..
* على ضوء تصريحات ترامب ومواقفه الداعمة لولي العهد السعودي.. هل تعتقد أن هناك اتجاها أمريكيا لإغلاق ملف قضية خاشقجي؟
*غير صحيح، فما زال موضوع اغتيال خاشقجي ساخناً على الساحة الأمريكية، ولا توجد أي اشارات لإغلاقه في وقت قريب – رغم أن الرئيس ترامب يتمنى ذلك- لكن في الواقع كل المؤشرات تتجه عكس رغبة الرئيس، وهناك جديد لدى المؤسسات الأمريكية سيُكشف عنه في الأيام المقبلة حول من أمر بقتل خاشقجي.
ومن المؤكد أن الكونغرس بعد عودته من أعياد الشكر، سينظر في تشريعات جديدة، منها ما يتعلق بتبعات مقتل خاشقجي، واعتراف النظام السعودي نفسه باقتراف شخصيات سعودية للجريمة، وهو ما يطرح أسئلة كثيرة عن هوية هذه الشخصيات، ومن أمرهم بتنفيذ الجريمة.
غضب دولي
* لكن بم تفسر جولات ولي العهد السعودي الخارجية والتي اعتبرها البعض مؤشراً على انتهاء الأمر؟
*زيارات محمد بن سلمان إلى الخارج، هي رسالة إلى الداخل السعودي، أكثر منها إلى الخارج، في ظل غضب دولي عليه، مما جعله يفكر في زيارة بعض الدول العربية مثل تونس ومصر والامارات، لأنه يعلم أن الرؤساء الغربيين لن يستقبلوه في بلادهم.
وعلى هذا الأساس من المستبعد أن يزور بن سلمان الأرجنتين لحضور قمة العشرين، وفي حال حدث ذلك سيكون منبوذا بين القادة، خاصة أن هناك يقينا في واشنطن والغرب أنه لا يمكن اصدار أمر بالقتل في دولة مثل السعودية، إلا إذا كان هناك أمر مباشر من ولي العهد، الذي اختزل المؤسسات السعودية في شخصه.
* هل تعتقد أن الكونغرس يمتلك أدلة إدانة بن سلمان؟
*نعم هذا صحيح، فهناك تقارير ومعلومات مؤكدة لدى الاستخبارات الأمريكية أن محمد بن سلمان هو من أعطى الأمر باغتيال خاشقجي، وهو ما جعلها تبادر بتسريب هذه المعلومات إلى الاعلام الأمريكي قبل حديث ترامب بيومين، وأعتقد أن الكل صدق رواية الاستخبارات الأمريكية، إضافة إلى ذلك، فإن الخارجية الأمريكية سربت أيضا إلى رويترز معلومات عن تورط بن سلمان في عملية القتل، علماً ان هذه التقارير لا يطلع عليها إلا كبار مسؤولي الخارجية الأمريكية.
تورط بن سلمان
*هناك تقارير تتحدث عن علم الرئيس الأمريكي بشكل مؤكد بتورط بن سلمان لكنه يحاول انقاذه حفاظاً على مصالحه الشخصية.. هل تتفق مع ذلك؟
*هذا صحيح، لأن الرئيس ترامب يتخيل له أن تسمية محمد بن سلمان كمسؤول عن عملية خاشقجي، سيتبعها انهيار في العلاقات الثنائية بين البلدين، وهذا في تقديري أمر غير صحيح، لأن الرياض لا تملك رفاهية التخلي عن شراكتها الاستراتيجية مع واشنطن، لأنه من المعروف أن العلاقات بين الطرفين أكبر من أي اشخاص، وقد استمرت بعد رحيل رؤساء أمريكيين وملوك للسعودية.
علماً أن حديث ترامب عن ذهاب السعودية لشراء الأسلحة من روسيا أو الصين في حال معاقبة بن سلمان غير صحيح، لأن منظومة التسليح الأمريكية للجيش السعودي تحتاج الى 10سنوات لتغييرها.
* هل أسهمت عملية اغتيال خاشقجي في زيادة الصراع بين ترامب والمؤسسات الأمريكية؟
*بكل تأكيد، فالرئيس ترامب معاد بطبعه للمؤسسات الأمريكية الراسخة، مثل أجهزة الاستخبارات والخارجية والدفاع، والتي لا تتغير بتغير ساكن البيت الأبيض.
وفي الحقيقة فإن فوز الديمقراطيين بالأغلبية في مجلس النواب سيمكنهم من اجراء تحقيقات جادة حول العلاقات المالية لترامب وعائلته وصهره تحديداً، خاصة فيما يتعلق بتأثير علاقات ترامب المالية على قراراته السياسية، وهذا ما أعلن عنه آدم شيف الرئيس القادم للجنة الاستخبارات في مجلس النواب.
أما بالنسبة لقضية خاشقجي، فإن استمرارها سيؤثر بكل تأكيد على الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، وستصبح قضية انتخابية، خاصة في حال اتهام أجهزة الدولة الأمريكية لترامب بأنه يعمل لصالح دولة أجنبية هي السعودية.
قانون ماغنيتسكي
*باستثناء قانون ماغنيتسكي.. ما الآليات التي يمكن للولايات المتحدة أن تعاقب بها السعودية؟
* تم فرض عقوبات أمريكية على 17 شخصاً بموجب قانون ماغنيتسكي، وهناك حديث عن فرض حظر بيع السلاح للرياض.
لكن في تصوري أن قضية خاشقجي فتحت المجال لاجراء تحقيقات داخل الكونجرس عن حقوق الانسان في السعودية، حيث طلب الكونجرس تقارير دورية من وزارة الخارجية عن حالة حقوق الانسان، وعن الشفافية في الحكم وسيادة القانون، وهو ما يمهد لاصدار قانون محاسبة السعودية والحرب في اليمن، على غرار قوانين صدرت سابقاً مثل قانون محاسبة السودان وليبيا وإيران وسوريا، وفي حال صوت الكونجرس على القانون فهذا يعني أن دوائر كثيرة في واشنطن ترى أن السعودية باتت دولة مارقة.
* لماذا برأيك يحرص كونشر على حماية بن سلمان؟
* من المعروف أن ما يجمع بن سلمان مع كوشنر هو التقارب في السن، ومن ثمّ فإن طريقة التفكير قريبة بشكل كبير، كما أن كوشنر هو عراب بن سلمان، وهو الذي رتب زيارة ترامب إلى الرياض، إضافة إلى ان صهر الرئيس يعول على بن سلمان أن يكون مهندس التطبيع الخليجي الاسرائيلي.
* إلى أي مدى أثرت قضية خاشقجي على قضايا المنطقة؟
* لا شك ان قضية خاشقجي جعلت العالم يركز على جرائم محمد بن سلمان في اليمن، وتهوره في قضايا أخرى، مثل حصار قطر، وسجن الامراء واحتجاز رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري.
* هل تعتقد أن هناك تورطاً إماراتياً مصرياً في اغتيال خاشقجي؟
* ليست لدى معلومات عن هذا الأمر، لكن من اللافت أن طائرتي فريق الاغتيال وصلت إحداهما إلى مصر والأخرى لدبي. وما أعلمه أن الامارات حليف لـ بن سلمان في حرب اليمن، والنظام المصري يشاركه في حصار قطر.
* كيف ترى دور الإمارات في الولايات المتحدة؟
* في تقديري ان النفوذ الاماراتي تراجع بشكل كبير بعد الأزمة الخليجية، خاصة بعد تأكد الـ”FBI” وقوف أبوظبي وراء اختراق وكالة الانباء القطرية، وهو ما جعل الامارات تخسر كثيرا على المستوى الأمريكي، وانعكس ذلك بشكل فوري على تعامل الدوائر الأمريكية مع يوسف العتيبة، حيث يعتبره البعض الآن عبئاً عليه، علاوة على أن هذا الأمر اثر على تحركاته ونشاطه السابق.
المؤسسات الأمريكية
* لكن كيف استطاع العتيبة اختراق المؤسسات الأمريكية؟
* الذي سهل للعتيبة اختراق المؤسسات الأمريكية وسهولة التحرك في الولايات المتحدة هو تبنيه لشيئين أساسيين، الأول: معاداة إيران، والثاني: محاربة الاسلامي السياسي وفي المقدمة جماعة الاخوان المسلمين واحزابها في الوطن العربي، خاصة أن هذين الشيئين تحديداً لهما صدى في الساحة الأمريكية، ومتوافقان مع أجندة اللوبي الصهيوني في واشنطن.
كما أن ضخ الامارات لكميات هائلة من الأموال في مراكز الابحاث ووسائل الاعلام الأمريكية سهل على العتيبة انجاز مهمته، التي تراجعت بشكل كبير بعد الازمة الخليجية وتسريب وسائل الاعلام الأمريكية لرسائل البريد الالكتروني الخاصة به.
السابق
وزارة البلدية: مناطق صناعية بتكلة 40 مليون ريال في الخطة العمرانية
التالي
د. عائشة اليوسف: الجراحة باستخدام الروبوت تمثل طفرة نوعية