صنعاء – لندن – وكالات:
مع ارتفاع عدد وفيات وباء الكوليرا في اليمن حسب تقارير منظمة الصحة العالمية كنتيجة غير مباشرة لكن كارثية لاستهداف طيران التحالف السعودي الإماراتي كافة المرافق الطبية والمدنية في عموم اليمن، ارتفعت موجة الغضب العالمي ضد عدوان الرياض وأبوظبي، حيث نشرت صحيفة جارديان خطاباً موجهاً إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة من أكثر من 62 منظمة دولية، دُعيت الأمم المتحدة خلاله إلى فتح تحقيق مستقل في الانتهاكات التي تُرتكب في الصراع اليمني، وخاصة التدمير الحاصل جرّاء غارات التحالف الذي تقوده السعودية، الذي أحدث باليمن أسوأ كارثة إنسانية يشهدها العالم.
ونقلت الصحيفة عن د. جين فرنسوا كورتي -مدير العمليات الدولية بمنظمة أطباء العالم، وأحد الموقّعين على الخطاب- قوله إن فتح الأمم المتحدة تحقيقاً مستقلاً سيزيد الضغط على بريطانيا وفرنسا ودول أخرى تدعم التحالف السعودي.
وأضاف د. كورتي أن بريطانيا وفرنسا تدعمان التحالف الدولي الذي انتهك حقوق الإنسان «في اليمن، ومن شأن فتح مجلس حقوق الإنسان تحقيقاً أن يذكّر العالم بخطورة الوضع في اليمن».
وحمّل كورتي العدوان السعودي مسؤولية استهداف المشافي، وصعوبة وصول الماء النظيف والطعام إلى اليمنيين، بسبب الحصار الذي تفرضه السعودية.
وذكرت الصحيفة، أن تحالفاً من 62 منظمة غير حكومية حذّر من أن السعودية ترتكب انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني والدولي دون أن يكون هناك من يردعها أو يحاسبها؛ فقد شنّ الطيران السعودي وحلفاؤه غارات على مدارس ومشافٍ وأسواق ومنازل مدنيين، تماماً كما يفعل الحوثيون الذي يطلقون النار أيضاً عشوائياً على مناطق مأهولة في اليمن.
وكان مجلس حقوق الإنسان الأممي أكد مقتل أكثر من 5 آلاف يمني منذ بدء السعودية للحرب عام 2015، رغم أن العدد الفعلي أكبر من ذلك بكثير، وقد دمرت الحرب البنية التحتية والاقتصاد، وعرّضت أكثر من 5 ملايين شخص لخطر المجاعة، فضلاً عن إصابة نصف مليون بالكوليرا.
وقال جون فيشر -مدير منظمة هيومان رايتس ووتش في جنيف، وأحد الموقّعين على الخطاب- إن حكومات العالم يجب ألا تخضع للضغوط السياسية، بل يجب أن تلتزم بمبادئها، وتبدي انتباهاً إلى تلك الدعوات، وتنهي تلك الحصانة الممنوحة لمرتكبي الجرائم .
وأضافت الصحيفة أن الخطاب الذي أُرسل إلى الأمم المتحدة وقّعت عليه منظمات دولية ويمنية، بما في ذلك: «أمنستي إنترناشونال»، و«كير»، و«الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان»، و«ريبريف»، و«المنظمة العالمية ضد التعذيب»، و«المنتدى الإنساني اليمني»، و«مشروع السلام اليمني».
من جانب آخر، أعلنت منظمة الصحة العالمية، الأحد، ارتفاع وفيات الكوليرا في اليمن، إلى 2043 حالة منذ 27 أبريل الماضي.
وأوضح مكتب المنظمة باليمن، في تغريدة على “تويتر” أنه “منذ 27 أبريل 2017، سُجلت 602 ألف و526 حالة اشتباه بمرض الكوليرا و2043 حالة وفاة في 22 محافظة و300 مديرية في اليمن”.
وتعمل منظمات دولية ومحلية على تقديم المساعدة لليمنيين الذين يعيشون أوضاعا إنسانية متدهورة جراء الحرب التي تدور في البلاد منذ أكثر من عامين ونصف، بالتزامن مع تفشي الوباء.
و”الكوليرا” مرض يسبب إسهالاً حادًا يمكن أن يودي بحياة المريض خلال ساعات إذا لم يتلق العلاج، والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، وتقل أعمارهم عن 5 سنوات، معرضون بشكل أكبر للإصابة.
وتقول الأمم المتحدة إن قرابة 15 مليون شخص لا يحصلون على الرعاية الصحية الكافية، بسبب توقف المراكز الصحية جراء الحرب.
ويشهد اليمن، منذ خريف عام 2014، حرباً بين القوات الموالية للحكومة من جهة، ومسلحي جماعة الحوثي، والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح من جهة أخرى، مخلفة أوضاعاً إنسانية وصحية صعبة، فضلًا عن تدهور حاد في اقتصاد البلد الفقير.