الكواري: ريادة قطرية في تبريد المناطق

الدوحة – وكالات:

أكد عيسى بن هلال الكواري رئيس المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء «كهرماء»، أمس، على أن أنظمة تبريد المناطق من شأنها أن تساهم في توفير حوالي %10 من التكلفة الاستثمارية لأي مشروع تجاري، وذلك بتحسين معامل القدرة، والذي يؤدي بالضرورة إلى خفض الفاقد في شبكات التوزيع الكهربائية.
قال رئيس كهرماء في كلمة افتتح بها أعمال المؤتمر الدولي لتبريد وتدفئة المناطق 2017، بحضور سعادة الدكتور محمد صالح السادة وزير الطاقة والصناعة: «إن أهمية استخدام نظام تكنولوجيا تبريد المناطق والتدفئة على مستوى العالم لا تنحصر فوائده في توفير استهلاك الطاقة الكهربائية وخفض الانبعاثات الحرارية فحسب، بل يتعدى ذلك إلى خفض الاستثمارات الرأسمالية المطلوبة لتقوية وتوسيع الشبكات، كما أن استخدام تقنيات تبريد المناطق يؤدي كذلك إلى تحسين معامل القدرة والذي يؤدي بالضرورة إلى خفض الفاقد في شبكات التوزيع الكهربائية. وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى توفير حوالي 10 % من التكلفة الاستثمارية لأي مشروع تجاري.»
وأكد على أن دولة قطر اهتمت بالتحول لاستخدام تكنولوجيا تبريد المناطق والتي تتميز بانخفاض معدل استهلاك الطاقة انطلاقاً من التزامها الدولي نحو قضايا تغير المناخ والاحتباس الحراري؛ حيث تعتبر انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون من أهم مسبباتها نتيجة لزيادة معدلات إنتاج ثاني أوكسيد الكربون الناتج عن الاستخدام المفرض للهيدروكربون والوقود الأحفوري لتوليد الطاقة.
استراتيجيات طويلة المدى
وكشف الكواري أنه في ظل ازدياد أهمية استخدام تكنولوجيا التبريد في منطقة الخليج بصفة عامة نظراً لارتفاع أحمال أجهزة التكييف التقليدية التي تشكّل ما نسبته 60 : 70 % من إجمالي الأحمال، وإسهام تكنولوجيا المناطق في توفير ما نسبته 30 : 40 % من استهلاك الكهرباء؛ لذلك فإن دولة قطر -ممثلة في المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء «كهرماء»- بدأت منذ عدة سنوات في تطبيق الاستراتيجيات والخطط المتوسطة وطويلة المدى لتلبية احتياجات مدن المستقبل من طاقة كهربائية ومياه وتبريد؛ حيث لم يعد التوسع والتحول من طرق التبريد العادية إلى تكنولوجيا تبريد المناطق ترفاً بل أصبح ضرورة.
وقال: «غير أن التحدي الحقيقي أمام الاستفادة من مميزات تبريد المناطق بالنسبة لنا في دولة قطر وفي دول المنطقة والتي تعاني من شح المياه، يتمثل في سعينا الدؤوب لإيجاد بدائل لاستخدام المياه الصالحة للشرب في مشاريع تبريد المناطق، مثل استخدام المياه المعالجة ومياه البحر. وقد نجحت كهرماء في إطار سعيها لمعالجة هذا الموضع في استصدار قرارات تساهم في المحافظة على المياه النقية الصالحة للشرب، ومن أهم تلك القرارات منع استخدام المياه المحلاة لأغراض التبريد واستبدالها بمصادر المياه المتاحة الأخرى مثل مياه الصرف الصحي المعالج وهو الأمر الذي سيساهم في توفير أكثر من 72 مليون متر مكعب من المياه بحلول عام 2022. كما تعمل كهرماء على إصدار قانون للتبريد المركزي للمناطق والتنسيق مع الجهات المعنية بالدولة بما يسهم في تحقيق رؤية قطر 2030.»
وأضاف رئيس كهرماء أن من أكبر التحديات الأخرى التي تواجه انتشار استخدام تكنولوجيا التبريد والتدفئة، هي ارتفاع التكلفة الرأسمالية للاستثمار في هذا القطاع، مع الأخذ في الاعتبار وضع «تعرفة عادلة للمستخدم النهائي»، خاصة في الدول التي تدعم قطاع الكهرباء.
مؤتمر تبريد المناطق
وتستضيف الدوحة المؤتمر الدولي لتبريد وتدفئة المناطق 2017، للمرة الأولى التي يُعقد فيها خارج أوروبا، وفي هذا السياق قال الكواري: «إن هذا المؤتمر الذي يُعقد في هذه الدورة بدولة قطر يُعتبر من المؤتمرات المهمة باعتباره منصة علمية لتبادل الأفكار والرؤى وتبادل الخبرات حول أحدث ما توصل إليه قطاع التبريد والتدفئة في العالم من تقنيات؛ وذلك نظراً لما يضمه من علماء ومتخصصين في هذا المجال، كما أنه يعدّ أحد أدوات جهود توسيع ونشر استخدام تكنولوجيا تبريد وتدفئة المناطق، في واحدة من أفضل نظم كفاءة الطاقة للمساهمة في المحافظة على البيئة وتحقيق النمو الاقتصادي المستدام، وهو ما يتوافق مع رؤية قطر الوطنية والتي أرسى قواعدها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وذلك نظراً لأن التوسع في استخدام تكنولوجيا تبريد وتدفئة المناطق سوف يسهم في تحقيق ركيزتين من ركائز تلك الرؤية كما أسلفنا، وهما التنمية الاقتصادية والتنمية البيئية.»
إلى ذلك، قال المهندس أحمد عبدالقادر العماري، الرئيس التنفيذي لشركة مرافق قطر الجهة المنظمة للمؤتمر بالتعاون مع المنظمة الأوروبية للتدفئة والطاقة ومع كهرماء: «نجتمع في هذا المؤتمر لنخطو جميعاً خطوة إضافية في مجال التطوير والتنمية وتلبية الاحتياجات البشرية مع حفظ الموارد ومراعاة استدامتها حالياً ومستقبلاً. لا شكّ أن تكييف حرارة المكان سواء بالتبريد أو التدفئة أصبح من الاحتياجات الأساسية للإنسان، سواء لشخصه أو لاستخداماته المختلفة والمتعددة؛ لذلك أصبح قطاع التبريد والتدفئة من القطاعات المهمة والمتلازمة لأية تنمية أو تطوير، علماً بأنها تستهلك الكثير من الموارد الكهربائية والمائية لا سيما في حالة تبريد المناطق والمدن.»
تطوير المدن الحديثة
وأشار إلى أن نظام تبريد المناطق في قطر يستحوذ على أهمية كبرى؛ حيث إنه يتوافق ورؤية الدولة 2030 ويخدم مشاريع رئيسية كبرى من أهمها تطوير المدن الحديثة والمستقبلية، وكذلك ملاعب كأس العالم المستضاف في 2022. وقال في هذا السياق: «لذلك ارتأينا بوصفنا شركة وطنية تعمل في مجال تبريد المناطق، أخذ زمام المبادرة واستضافة هذا المؤتمر بالتعاون مع المنظمة الأوروبية للتدفئة والطاقة لجعله فرصة لتبادل المعلومات والخبرات البحثية والفنية والتكنولوجية في هذا المجال، بالإضافة إلى الاطلاع على التجارب التشريعية والتنظيمية والقانونية المطبقة في أوروبا والعالم، مستفتحين بذلك أفق التعاون المشترك للجهاز المنظم لهذا القطاع في الدولة والمتمثل في إدارة خدمات التبريد بالمؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء، والتي لا تألو جهداً في دعم مثل هذه المبادرات والاستفادة من الفرص كافة.»
وأوضح أن تنظيم المؤتمر يأتي في سياق الخطوات التي تنتهجها الدولة للمضي قدماً لتنفيذ البرامج والمشاريع، ولتتميز بمراعاة قواعد الحداثة والجودة والكفاءة والتنمية المستدامة.
محاور المؤتمر
وأشار العماري إلى أن المؤتمر سيحتضن عدداً من الحلقات النقاشية والمحاضرات وورش العمل المتخصصة في هذا القطاع؛ حيث يشارك في هذا المؤتمر خبراء ومتخصصون من عشرين دولة من دول العالم، ويتحدث فيه 36 متحدثاً ومناقشاً يضعون خبراتهم العلمية والعملية بين يدي المشاركين.
وأضاف: «لقد حرصنا في هذا السياق على تخصيص جلسة نقاشية موجهة لطلاب الجامعات وغير المتخصصين في هذا المجال؛ وذلك إسهاماً في التعريف بهذا النوع من الأنظمة ونشر ثقافة خدمات البنية التحتية عبر المزودين غير الحكوميين.»
معرض مصاحب
أُقيم على هامش المؤتمر الدولي لتبريد وتدفئة المناطق 2017، معرض للشركات المتخصصة في تكنولوجيا تبريد المنطاق؛ حيث قام سعادة الدكتور محمد صالح السادة وزير الطاقة والصناعة بزيارته بعد الجلسة الافتتاحية للمؤتمر واطلع على أحدث وسائل التكنولوجيا في هذا المجال.

السابق
وفد الغرفة انهى زيارته.. مشاريع قطرية حيوية في أوغندا
التالي
أمير الكويت يحذر من تداعيات الأزمة على أمن الخليج برمته