تشهد ليلة الأحد اصطدام جديد بين الغريمين ريال مدريد و برشلونة في كلاسيكو بمثابة نهائي، سيكون حاسما بشكل كبير للقب الليجا.
النادي الملكي يمر بأفضل فتراته في مرحلة حاسمة من الموسم، على العكس تماما من برشلونة، الذي غادر دوري أبطال أوروبا، و يجد نفسه بعد أيام قليلة في محك جديد على لقب الدوري الإسباني.
أحد أكثر نقاط قوة برشلونة التي جعلت موسمهم لا يكون أسوأ مما هو عليه حاليا هو خط هجومه، ميسي، نيمار، و سواريز، لمحاتهم الفنية، و مهاراتهم الفردية، رجحت كفة برشلونة في أكثر من مناسبة. النادي الكتالوني هو أقوى هجوم في الدوري الإسباني بـ 91 هدفا، أكثر من ريال مدريد صاحب 82 هدفا. إلا أن العقوبة التي تعرض لها نيمار قصت أحد أجنحة الفريق، و الأكيد أنهم لن يكونوا قادرين في الكلاسيكو على الطيران بنفس النهج و الأسلوب، مع الأخذ بعين الاعتبار تراجع مستوى لويس سواريز.
ألكاسير المرشح الأبرز لتعويض نيمار في تشكيلة إنريكي في خطة 4/3/3، مع ميسي، و سواريز، و خط وسط مكون من الثلاثي إنيستا، راكتيتش، و بوسكيتش، و خلفهم رباعي الدفاع، بيكيه، أومتيتي، روبرتو، و جوردي ألبا.
تعتبر العرضيات سلاح فتاك في ريال مدريد زيدان، معظم أهدافهم جاءت بطريقة مكررة، باستغلال انسلالات مارسيلو، الذي صنع 8 أهداف هذا الموسم، في الليجا، و سجل واحد، حيث يحتل المركز الثاني في الفريق في صناعة الأهداف خلف كروس صاحب 11 تمرير حاسمة، إلى جانب كارفاخال، صاحب النزعة الهجومية القوية أيضا، و الذي صنع بدوره 3 أهداف في الليجا هذا الموسم.
و الأكيد أن هذا أكثر شيء يؤرق لويس إنريكي، بحثا عن حل لنزعة أظهرة ريال مدريد الهجومية، بإبقاهم تحت الضغط في الحالة الهجومية، بشغل مارسيلو بميسي، و كارفخال بألكاسير، و العودة السريعة في التحول للدفاع، بتغطية المساحات التي يتركها صعود جوردي ألبا، و سرجي روبرتو.
و من المتوقع أن يتكفل ألكاسير بمهام دفاعية كبيرة، لتغطية اندفاع جوردي ألبا، و على الجانب الآخر، روبرتو، و راكتيتش تنتظرهما مهمة صعبة أمام مارسيلو، ليتحول الفريق إلى 4/4/2 عند التحول للدفاع، بمساندة ألكاسير لجوردي ألبا، في دور أقرب لذلك الذي شغله ماندزوكيتش ضد برشلونة، مع المحافظة على سواريز و ميسي في الهجوم، لاستغلال أي هفوات دفاعية، يخلفها صعود مارسيلو، و كارفخال، و حتى سيرجيو راموس.
من جانبه ريال مدريد لربما يمكنني القول أنه أكثر مباراة سيكون فيها مضطرا لتنويع اللعب، و وضع مركز ثقله في خط وسطه، مع كاسيميرو، مورديتش، و كروس، بمساندة جاريث بيل، بن زيما، و كريستيانو رونالدو.
برشلونة بداية صناعة لعبه تكون بين حارس المرمى بيكيه، و أمتيتي، و بوسكيتش، تطبيق الضغط العالي، على هؤلاء اللاعبين سيجعل الفريق يختنق، و يرتكب أخطاء كارثية، كما حدث في أكثر من مباراة هذا الموسم.
ختاما مباريات الكلاسيكو صعب التنبأ بها، الكفة حقيقة تمثيل لريال مدريد بالنظر لما شهدناه من الفريقين في آخر المباريات، إلا أن الكلاسيكو كما عودنا لا يخضع لأي منطق.
بالنسبة لي هذا الموسم الفارق بين برشلونة و ريال مدريد في الرغبة، الروح، و الثقة، المنتصر سيكون الفريق الذي لعب بهذه الصفات، و بترابط، و تضحية، و نكران للذات.