«الغولف»… لُعبة السياسيين وميدان لإبرام الصفقات

 

الغولف بالنسبة للبعض «بريستيج» على أساس أنها مرتبطة بالملوك والرؤساء، وللبعض الآخر رياضة ممتعة تساعد على التخلص من ضغوطات العمل. أما بالنسبة للبعض فهي ميدان مفتوح لربط علاقات عمل وإبرام الصفقات. وسواء كان هذا أو ذاك، فإن المؤكد أن أغلب الدول، بما فيها النامية، تهتم بسياحة الغولف وتشجع عليها لما تدره عليها من مداخيل لا يستهان بها. فحتى القارة الأفريقية التي تعاني من مشكلات اقتصادية كثيرة، تحتضن ما لا يقل عن 828 ملعباً للغولف. أما في الولايات المتحدة الأميركية فهي أسلوب حياة، تمارسها نسبة عالية من الناس بغض النظر عن إمكانياتهم وإن كانت لا تزال مرتبطة في الذهن بالرؤساء الذين توالوا على حكمها. الآن وعند تصميم أي فندق أو منتجع فخم يؤخذ بعين الاعتبار هذا الجانب إلى حد أنه لا يمكن أن يتوجه السائح المهتم إلى أي بلد من دون أن يجد ملعبا يفي بكل متطلباته.
في الهند… منتجعات وفنادق فخمة تستقطب 1.6 مليون سائح هاو كل عام
وتمتد جذور الرياضة في الهند إلى الإمبراطورية البريطانية، بعدد من الملاعب ترجع إلى ما يربو على قرن من الزمان. فعقب جلاء البريطانيين عن الهند، تم إنشاء كثير من ملاعب الغولف، واليوم، تمتلك إجمالي 250 ملعباً، خصوصاً أن سياحة الغولف تنمو بنسبة 9.3 في المائة سنوياً، ويسافر 1.6 مليون شخص بغرض سياحة الغولف كل عام. ونظراً لهذا الانتعاش، يركز قطاع السياحة في الهند على هذه السياحة في محاولة للترويج للدولة كوجهة مفضلة للعب الغولف على المستوى العالمي.
بدأ تاريخ الغولف مع نادي كالكوتا الملكي للغولف في كولكاتا (كالكوتا)، وهو أقدم نادي غولف في العالم يتم إنشاؤه خارج إنجلترا واسكوتلندا في عام 1829، ومع امتداد الأثر البريطاني عبر شبه القارة الشاسعة، أنشئت ملاعب وأندية غولف في أي موقع «تنمو فيه رقعة عشبية» وفي مواقع أخرى كثيرة لا تنمو فيها. ظهر ثاني نادي غولف في الهند، وهو نادي بومباي الملكي، في عام 1842، ليصبح ثاني أكبر نادٍ في العالم خارج اسكوتلندا وإنجلترا. انقضى ثلاثون عاماً قبل أن تدشن مدينة بنغالورو نادياً للغولف في عام 1876، متبوعاً بنادي شيلونغ ذي المناظر الطبيعية الخلابة في ولاية أسام الشمالية عام 1878.
بعدها، أطلقت مدينة أحمد آباد نادي غولف في عام 1884، وبعد مرور عامين، أنشأ نادي مادراس جيمخانا قسماً للغولف. ولاحقاً في عام 1887، أنشئ ملعب غولف في معسكر للجيش في أراضي حيدر آباد الواقعة تحت سيادة النظام الأميرالي سابقاً. وبالانتقال إلى العاصمة، نجد أن نادي دلهي للغولف يمثل ملعباً مهماً لعب فيه كل من نواب الحكام البريطانيين ونواب المملكة. وبالقطع يحق القول إن الغولف في الهند ليس رياضة فحسب، وإنما أسلوب حياة في حد ذاته؛ لما يوفره لضيوفه من أطعمة وأحواض جاكوزي في الهواء الطلق إلى جانب مرافق للعب الغولف.
جايبي غرينز
يتمثل واحد من تلك المنتجعات في «جايبي غرينز غولف آند سبا» (Japyee Greens Golf and Spa Resort) الذي تبلغ مساحته تسعة أفدنة، والواقع على أطراف العاصمة. ويتيح المنتجع، الذي صممه لاعب الغولف المخضرم غريغ نورمان، مشاهدة مناظر رائعة لأطول ملعب غولف في العالم يضم 18 حفرة.
ويجتذب الكثير من السائحين الأجانب الذين يروق لهم قضاء وقتهم في لعب الغولف بجانب تناول الطعام والاستجمام (يضم 170 غرفة فسيحة، من بينها 152 غرفة ديلوكس، أما باقي الغرف، فهي أجنحة من الفئة الممتازة مزودة بأحواض جاكوزي في الهواء الطلق). علاوة على ذلك، يضم المنتجع أيضاً «سيكسسنسز سبا» Six Senses Spa، الذي يمنح مجموعة من العلاجات الشاملة من خلال الحمامات واليوغا وتمارين كيغونغ وتاي تشي للضيوف، بالإضافة إلى الكثير من خيارات الأطعمة والمشروبات.

منتجع لاليت للغولف
بحكم وقوعه على طول خط ساحلي قديم، يجسد هذا المنتجع الشاطئي مناظر طبيعية تأسر الألباب لبحر العرب الأزرق المتلألئ، حيث يمكنك أن تسبح أو تتناول الطعام أو تمارس اليوغا، بينما يتلقى الأطفال رعاية جيدة بنادي الأطفال؛ حتى يتمكن باقي أفراد العائلة غير المهتمين بالغولف من القيام بنشاطات أخرى.
يتوفر على 255 جناحاً، و10 فيلات فاخرة، جميعها مبنية بطراز العمارة الباروكية البرتغالي.
نادي دلهي للغولف
يكمن سحر هذا النادي في طبيعته الغنية، حيث تصطف الأشجار على جانبي تلك الممرات، كما تغطيها أدغال كثيفة؛ مما يجعل منه طريقاً وعرة بالنسبة للاعبي الغولف على جميع المستويات. يشتهر نادي دلهي للغولف باستضافته أحداثاً سياحية آسيوية وأوروبية رفيعة المستوى، كما أنه قد شهد فعاليات للاعبي غولف مشاهير أمثال إرني إيلس ودارين كلارك بممراته الضيقة. ومؤخراً، في فبراير (شباط) 2014، شهد جولة أفضل لاعب غولف في التاريخ، تايغر وودز، التي شملت 18 حفرة.
ملعب رويال سبرينغ في كشمير
يعتبر جوهرة تقع بين بحيرة دال وجبل زابروان. وهو بلا شك واحد من أكثر ملاعب الغولف البديعة في آسيا، طوّره روبرت ترينت جونز جيه آر الثاني، مهندس متخصص في تصميم ملاعب الغولف الرفيعة. جولة وسط الغابة المدارية وبساتين الفواكه التي تصطف على طول الممرات في ساحته تجربة لا تنسى.
– ليس ببعيد عنه يوجد ملعب غولمارغ، الذي يتمتع بإرث بديع بمناخه وتلاله المتموجة على غرار ملاعب سويسرا. إضافة إلى أنه أعلى ملعب في العالم، تمتع أيضاً بأكبر حفرة في ملعب غولف بالهند. ويضيف نادي باهالغام للغولف، الواقع على ضفاف نهر شيناب، صورة أخرى لقائمة أندية الغولف في المنطقة.

 

أناندا في جبال الهيمالايا
بين أحضان تلال سلسلة جبال الهيمالايا الهادئة يقبع هذا الملعب الصغير التابع لنادٍ صحي يجعل الاستجمام فيه متعة. يقع بين أرض غابية ومساحة وادٍ مفتوحة، ويقدم تحديات كبيرة لأكثر لاعبي الغولف تمرساً. وبوجود «سبا» ملحق على مستوى عالمي، يمكن للسائح أن يختتم فيه عطلة نهاية الأسبوع بجلسة تدليك. والملعب مفتوح فقط للمقيمين في أناندا بسلسلة جبال الهيمالايا، ولا يسمح بدخول للأطفال أصغر من 14 عاماً، علما بأنه يوفر نشاطات أخرى مثل التجديف.
نادي كودايكانال
بأعلى تلال بالاني بتاميل نادو جنوبي بالهند، على مسافة 7 آلاف قدم أعلى مستوى المياه، توجد مدينة كودايكانال. مدينة متأصلة في التاريخ الهندي البريطاني؛ وهو ما يفسر وجود ملعب الغولف التاريخي فيها \والذي يعود إلى 116 عاماً مضت. يقع على حافة الجبل ويضم 18 حفرة ذات طابع مميز لاختبار مهارات اللاعب؛ إذ إن النسيم القوي يمكنه أن يحيل حفرة يلزمها عدد ثلاث ضربات بسهولة إلى أخرى يلزمها أربع ضربات بصعوبة شديدة. كذلك، سيختبر اللاعب تحمله البدني؛ إذ سيتعين عليه المشي في طرق شديدة الانحدار للوصول إلى الحفر المختلفة المنتشرة عبر الملعب.

مومباي وما حولها
يمتلك المركز التجاري للدولة ملعبين شهيرين – نادي ويلينجدون للرياضات ونادي رئاسة بومباي للغولف. لكن إذا كنت في مومباي، فإن الأمر يستحق عناء القيادة بضع ساعات إلى ملعب آمبي فالي. فهو مثالي تبلغ مساحته 7.087 ياردة، وصممته شركة «ديفيد همستوك أسوشييتس» بالمملكة المتحدة، في تلال ساهيادري بولاية ماهاراشترا.
وتنطوي الممرات التسعة الأمامية بملعب البطولات التي تقام طوال اليوم تقريباً على مخاطر طبيعية واصطناعية مثل المسطحات المائية وحفر الرمال.
وتوفر مدينة آمبي فالي سيتي مجموعة متنوعة من أشكال الإقامة بدءاً من الشاليهات المستوحاة من سويسرا إلى الأكواخ ذات الطابع الإسباني. وهناك أنشطة كثيرة يمكن أن تشغل أسرة بكاملها، من بينها سبا وصالة ألعاب رياضية وديسكو، بالإضافة إلى الكثير من خيارات التسوق وتناول الطعام. يمكن أيضا ممارسة القفز بالمظلات لضخ الأدرينالين في الجسم، أو فقط الاكتفاء برحلة بالبحيرة.
نادي كالكوتا للغولفيعد لعب الغولف في نادي كالكوتا الملكي للغولف الذي أنشئ في عام 1829 كلاسيكياً. في القرن الماضي أضاف تصميماً إضافياً مميزاً هو – نادي توليغونغ.
ولا يزال الثنائي، القابعان على طول الطريق في مواجهة بعضهما بعضاً، يحتفظان بعبق المستعمرات والطابع البريطاني المريح الباعث على الاسترخاء. وإذا ما تمت إضافة ملاعب الغولف، فإن التجربة تكون فريدة من نوعها. فكولكاتا تمتلك أقدم نادي غولف، ولها تاريخ طويل في رياضة الغولف من خلال وجود ثلاثة ملاعب ضخمة، إلى جانب ملعب إضافي جارٍ إنشاؤه حتى يستوعب استقبال سائحين من اليابان وكوريا الجنوبية والصين التواقين للعب جولتين أو ثلاث جولات غولف، حتى وإن كانت الزيارة قصيرة.

السابق
فيينا.. حيث الأُنس معجون بالثقافة
التالي
7 فنادق لم تكن تعرف أن ملاكها نجوم