العودة التي ينتظرها كوبر أمام الكاميرون

 

48 ساعة فقط تفصلنا عن المباراة النهائية في بطولة كأس الأمم الإفريقية بين المنتخب الوطني والكاميرون، والتي يدخلها الفراعنة في أسوء الظروف التي مرت علينا في البطولة، حيث كثرة الغيابات بسبب الإصابة والإيقاف، والتأثر بدنيًا الذي ظهر بشدة على أداء المنتخب في المباراة الأخيرة أمام بوركينا فاسو في الدور نصف النهائي.

ينتظر الأرجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني للفراعنة خبرًا سرًا اليوم أو غدًا أن واحدًا من الثلاثي المصاب (أحمد حسن “كوكا” – محمد النني – محمد عبد الشافي) نجح في التعافي ويمكنه خوض مباراة الكاميرون، وهذا الأمر سيجعل مدرب المنتخب يملك حلولًا فنية داخل وخارج الملعب، ويبعده عن خوض المباراة بتشكيل اضطراري في أكثر من مركز.
في حالة عودة كوكا فلا شك أنه سيكون المهاجم الأساسي للمنتخب أمام الكاميرون، وسيلجأ كوبر إلى الدفع بالثلاثي المعتاد له تحت رأس الحربة وهو محمد صلاح في مركز الجناح الأيمن ومحمود حسن “تريزيجيه” في مركز الجناح الأيسر، وعبد الله السعيد في مركز صانع الألعاب، بالإضافة إلى امتلاك حلين هجوميين على دكة البدلاء وهما عمرو وردة ورمضان صبحي.

إذا منح كوبر حق اختيار عودة لاعب واحد من المصابين؛ فلا شك أنه سيختار عودة النني إلى التشكيل الأساسي، وبالفعل سيكون محقًا لأنه بعودته سيعود التوازن في أداء الفراعنة، حيث يجاور النني زميله طارق حامد في مركز الارتكاز، ويبقى الخط الخلفي بتشكيله المعتاد دون الحاجة إلى تغيير مركز أحمد فتحي من الظهير الأيسر، لتكون بذلك قوة المنتخب الدفاعية مكتملة.

الأمل الثالث الذي يتمناه كوبر أيضًا هو عودة محمد عبد الشافي إلى مركز الظهير الأيسر، وهنا يملك الأرجنتيني في يده حلًا سحريًا يوظفه كما يشاء وهو أحمد فتحي، فقد يتم الدفع به في مركز الظهير الأيمن بدلًا من أحمد المحمدي، أو يتم توظيفه كلاعب ارتكاز بجوار طارق حامد، وفي الأمرين فإن هذا التتغير سيضيف إلى المنتخب قوة على المستوى الدفاعي، وسيجعل كوبر لا يعتمد على إبراهيم صلاح البعيد عن مستواه في وسط الملعب أو كريم حافظ قليل الخبرة في مركز الظهير الأيسر.
ولكن ماذا سيحدث إذا لم يستعد المنتخب أي لاعب من المصابين؟.. الأفضل في هذه الحالة أن يختار كوبر لاعبًا مميزًا يضعه على دكة البدلاء يستطيع من خلاله أن يستغله في الشوط الثاني من المباراة، أو في حاجة تقدم المنتخب الكاميروني في النتيجة –لا قدر الله-، أو إذا امتدت المباراة إلى الأشواط الإضافية، وهناك يكون لدى الفراعنة نفسًا جديدًا يعتمد عليه في هذا الوقت، وشخصيًا أرشح رمضان صبحي لهذا الدور، على أن يكون البداية بعمرو وردة إجباريًا في الرباعي الأمامي للمنتخب.

وردة في المباراة الأخيرة أمام بوركينا فاسو لعب كمهاجم وهمي، ولكنه في نفس الوقت يستطيع أن يؤدي في الثلاثة مراكز تحت رأس حربة، ويمكن لكوبر أن يستخدمه كصانع ألعاب في حالة الرغبة في تطوير أداء المنتخب هجوميًا، على أن يعود عبد الله السعيد إلى مركز لاعب الارتكاز الثاني بجوار طارق حامد كما حدث في مباراتي أوغندا والمغرب.

سعد سمير هو الآخر لا بد أن يدخل في فكر كوبر من الآن إذا لم يتمكن أيًا من المصابين اللحاق بالنهائي، وذلك ليس من أجل توظيفه في مركز الأساسي كقلب الدفاع، ولكن من أجل أن يكون حلًا في أحد المركز التي قد تعاني من العجز وأهمها الظهير الأيسر، فقد يتم استخدام مدافع الأهلي في هذا المركز من أجل تحرير أحمد فتحي والاستعانة به في وسط الملعب.

أداء أحمد المحمدي في المباراة الأخيرة أمام بوركينا فاسو لا يوحي كثيرًا بالتفائل، فبالإضافة إلى أنه كان ظهر مرهق بدنيًا كباقي اللاعبين، كنا نراه يرتكب خطأ كبيرًا في عدم الالتحام ومواجهة أي لاعب من المنافس يهاجمه والاكتفاء بالعودة معه تجنبًا أن يتعرض للمراوغة، لذلك إذا لم يتمكن المحمدي من استعادة مستواه الجيد جدًا في مباراتي غانا والمغرب، فعلى كوبر ألا يتردد لحظة في الدفع بعمر جابر تجنبًا لأن تفتح علينا ثغرة في الدفاع لا نستطيع تحمل عواقبها ونحن نخوض نهائي إفريقيا بتشكيل اضطراري.

في النهاية، الدفع بلاعب أقل فنيًا أفضل بكثير من أن يتم الاستعانة بأحد العائدين من الإصابة وجاهز لخوض المباراة بنسبة 90 %، فهذه المباراة لا تحتمل أن يخوض الفراعنة بعض الدقائق بها تحت ضغط النقص العددي.

السابق
كأس أمم أفريقيا.. مبوما: الحضري نقطة ضعف منتخب مصر!
التالي
جورجينا رودريجيز تتجاهل كريستيانو رونالدو!