العلاقة بين عوامل اختطار داء السكري ومضاعفات الأوعية الدموية الدقيقة بجامعة وايل كورنيل

الدوحة – بزنس كلاس:

ألقت دراسة لباحثين من وايل كورنيل للطب – قطر الضوء على العلاقة القائمة بين عوامل اختطار داء السكري ومضاعفات الأوعية الدموية الدقيقة التي يمكن أن تؤدي إلى العمى أو الفشل الكُلوي أو تلف الأعصاب، ما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى بتر الأطراف السفلية.

وقد قاد الدراسة الدكتور رافيندر مامتاني والدكتورة سهيلة شيما، من قسم الصحة السكانية في وايل كورنيل للطب – قطر، وشملت إجراء دراسة استقصائية لما مجموعه 1034 مريضاً بالغاً راجعوا العيادات الخارجية التابعة لمؤسسة حمد الطبية في قطر، وكشفت عن أن 48% منهم مصابون بواحد أو أكثر من مضاعفات الأوعية الدموية الدقيقة، وتنجم مضاعفات الأوعية الدموية الدقيقة عن تلف يصيب تلك الأوعية بسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم. وفي العادة، تؤثر تلك المضاعفات في أجزاء الجسم، حيث تتركّز الأوعية الدموية الدقيقة بشكل كبير، كالعينين (اعتلال الشبكية)، والكُليتين (اعتلال الكُلية)، وأعصاب الأطراف (اعتلال الأعصاب).
ــ أهم النتائج
وتوصلت الدراسة المعنونة “عوامل اختطار مضاعفات الأوعية الدموية الدقيقة بين سكان أكثر عرضة للاختطار في الشرق الأوسط” إلى أن عوامل الاختطار الأكثر ارتباطاً بمضاعفات الأوعية الدموية الدقيقة تشمل توارُث داء السكري في الأسرة وشدته ومدته وارتفاع ضغط الدم. وتبيّن وجود رابطة قوية بين بداية ظهور المرض في سنّ مبكر وتعدّد مضاعفات الأوعية الدموية الدقيقة.
وجمعت الدراسة معلومات من خلال استبيان مهيكل وأيضاً عبر استعراض سجلات المرضى، حيثما أذِن المريض نفسه بذلك، وفق نطاق عريض من المتغيرات شملت الجنس، المستويات التعليمية، الجنسية، السيرة المرضية للأسرة، مدة المرض، مؤشر كتلة الجسم، التدخين من عدمه، تاريخ الإصابة بارتفاع ضغط الدم، ومستويات الكوليسترول في الدم. وتبيّن عدم إصابة 534 مشاركاً بمضاعفات الأوعية الدموية الدقيقة، وإصابة 318 منهم بأحد تلك المضاعفات، وإصابة 140 منهم باثنين منها، وإصابة 42 منهم بثلاثة منها.
ومثل بقية بلدان مجلس التعاون الخليجي يُعدّ السكري من أكثر الأمراض انتشاراً في قطر، فقد أظهرت تقارير ودراسات سابقة أن 13 إلى 17% من البالغين في قطر مصابون بالداء المزمن، مقارنة بمعدل 8.5% في العالم وفق منظمة الصحة العالمية.
ــ المساعدة في مواجهة مضاعفات السكري
وفي هذا الصدد، قال الدكتور رافيندر مامتاني العميد المشارك الأول للصحة السكانية وبناء القدرات وشؤون الطلاب في وايل كورنيل للطب – قطر: “قد تكون مضاعفات داء السكري وخيمة ومضنية، لذا أردنا أن نعرف بشكل أدق من خلال هذه الدراسة طبيعة الأعباء المترتبة على داء السكري في قطر، وقد أعطتنا نتائجها رؤية متعمقة يمكن أن تساعد الأطباء في تقييم احتمال إصابة مرضاهم بمضاعفات السكري. ويمكن أن يُستفاد من هذه النتائج أيضاً لإعطاء مؤشرات نافعة عن أعباء داء السكري في عموم بلدان منطقة الخليج وبقية بلدان الشرق الأوسط”، ونُشرت الدراسة في الدورية الطبية المتخصصة Journal of Diabetes Research وشملت إسهامات من باحثين من قسم الطب الباطني في مؤسسة حمد الطبية وكلية طب نيويورك في فالهالا – نيويورك والمعهد الأوروبي لعلم الأورام في ميلانو – إيطاليا.
وقالت الدكتورة سهيلة شيما، مديرة قسم الصحة السكانية في وايل كورنيل للطب – قطر: “نأمل أن يقدم هذا البحث معلومات قيّمة يمكن أن تساعد في استهداف تدخلات علاجية أكثر فعالية، وتقديم رؤية متعمقة يمكن أن تساعد كل مريض على فهم حالته بشكل كامل بالتعاون مع ممارس الرعاية الصحية الخاص به، وإدخال تغييرات في نمط حياته للحدّ من احتمال إصابته بأبرز مضاعفات داء السكري”.
يُذكر أن الدراسة أجريت بدعم من قسم الرعاية السكانية في وايل كورنيل للطب – قطر ومؤسسة قطر من خلال برنامج بحوث الطب الحيوي في الكلية.

السابق
احتفال بتسليم مقاليد القيادة الجوية المركزية الأمريكية الجديدة.. العطية: الدوحة وواشنطن أقوى بتحالفهما
التالي
110 آلاف زائر.. اختتام مهرجان صيف قطر