شارك سعادة عبد الله بن حمد العطية رئيس مؤسسة عبد الله بن حمد العطية الدولية للطاقة والتنمية المستدامة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الطاقة والصناعة سابقاً كمتحدث رئيسي بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر الألماني للشرق الأوسط الذي نَظمته جمعية الشرق الأدنى والشرق الأوسط الالمانية (NUMOV)، والذي عُقد صباح يوم الخميس الموافق 26 يناير 2017 بمقر الجمعية في العاصمة الالمانية برلين.
وأشار العطية في كلمته التي تناولت موضوع “الطاقة، كفاءة الطاقة، والتنمية المستدامة” إلى أهمية إنعقاد المؤتمر في ظل زيادة وتيرة تسارع التحولات الاقتصادية العالمية للجغرافيا السياسية في جميع أنحاء العالم حيث أثنى سعادته على جهود مُنظمي المؤتمر لتركيزهم على تناول ومناقشة برامج ورؤى بلدان منطقة الشرق الأوسط والفرص الاستثمارية المحتملة للشركات الألمانية بالمنطقة.
دور حاسم
وأوضح سعادته بأن الطاقة وخاصة الهيدروكربونية منها قد لعبت دوراً حاسماً في العمليات التصنيعية منذ بداية القرن الماضي، حيث يُعتبر قطاع الطاقة في الحاضر والمستقبل بمثابة العمود الفقري للتنمية الاقتصادية في المنطقة مؤكداً سعادته على أهمية مواكبة هذا القطاع للتكيف بالسرعة الكافية مع تغيرات مناخ الأعمال مع الإستمرار في الإبتكار والتنويع. كما أعرب سعادته عن رأيه بأنه لا يرى نهاية للعصر النفطي لعدة عقود قادمة.
ولفت سعادته النظر إلى أهمية المُضي قُدماً لتبني التوجهات المعنية بمصادر الطاقة المتجددة في ظل توجه جميع الأنظار نحو مفهوم النمو الأخضر على أساس تنوع الطاقة المناسبة المُستخدمة في كل بلد، وكذلك الاهتمام العالمي المتزايد بكل ما يتعلق بموضوعات تغير المناخ والتنمية المُستدامة.
وأشار سعادته إلى ما تشهده البلدان النامية من تطورات ولا سيما في مجالات النقل وتوليد الطاقة والتصنيع وما يتطلبه ذلك من تأمين لإحتياجات الطاقة اللازمة بشكل كبيروبدعم من النفط والغاز، في حين يرى أن الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين واليابان وبعض الدول الأخرى تتبنى تلبية إحتياجاتها من الطاقة من خلال المصادر المُتاحة لها كجزء من إستراتيجياتها المُتعلقة بالتنمية المُستدامة، كما أشار العطية إلى أهمية تبني تكنولوجيات متطورة وأساليب مبتكرة لمواجهة العديد من التحديات مثل تأمين الإمدادات وتغير المناخ وتلوث الهواء.
العرض والطلب
ونوه سعادته إلى ما تشهده الأسواق في الآونة الأخيرة من إنخفاض لإسعار السلع الأساسية نتيجة إنخفاض أسعار النفط والغاز والتي ألقت بضلالها على جميع اقتصاديات الدول المُصدرة للنفط. ولفت العطية النظر إلى التحديات المُترتبة عن هبوط أسعار السلع وكيفية انعكاس ذلك وتحوله إلى فرص من الممكن الإستفادة منها.
إما فيما يخص ميزان العرض والطلب وتأثيره على أسعار صناعة النفط والغاز فإن العطية يرى أن هذه دورة طبيعة لتذبذب أسعار المنتجات. حيث نوه العطية إلى أننا نعيش في حالة من تخمة المعروض من النفط والغاز في الأسواق العالمية، وكذلك إرتفاع معدلات المخزون من النفط. ويرى العطية بأنه في مثل هذه الظروف يجب على شركات الطاقة لئن تتبنى فكرة إعادة هيكيلتها متضمناً ذلك تأخير تنفيذ لبعض مشاريعها بهدف تحسين تدفقاتها النقدية.
وشدد سعادة السيد العطية، على أن دولة قطر كانت ولا تزال تُساند جهود التصدي لظاهرة تغير المناخ العالمي منذ أمد طويل، وذلك من خلال تعزيز إنتاج وتصدير الغاز الطبيعي المسال كطاقة نظيفة تتميز بالكفاءة وقلة محتوى الكربون.
نمو مستدام
وأبرز العطيه الموقف الذي اتخذته قطر في هذا الشأن بما يضمن نمو مستدام لمواردها من خلال إنتاج 20% من إجمالي الطاقة كطاقة بديلة، وذلك بحلول عام 2030. وأشار سعادته إلى إن من شأن الجمع بين الطاقة الشمسية وتبني وسائل تحسين كفاءة الطاقة والإجراءات والتدابير المتعلقة بتقليل معدل المخلفات من شأنه أن يضمن ذلك تحقيق لتلك الاهداف الموضوعة، وبما يتماشى مع رؤية قطر 2030.