مع تعدّد الأهواء الهندسية وتجدّدها، لا يزال يحتفظ لنفسه بمكانة خاصة على مرّالزمان، بل ويتألق أكثر . إنه الطراز الإنكليزي الذي عمل المهندس الشاب شربل لحودبمهارته العالية على تجسيد جماليته بدقّة وحرفية .
فظهر المنزل بحلّة فريدة منسوجة بخيوط راقية جمالية وعملية في آن معاً .
للمنهدس لحود أعمال عدة تطاول كلّ الطرازات والأهواء، وقد اختار لهذا المنزل الطراز الإنكليزي انطلاقاً من رغبة المالكة التي عاشت بين إيطاليا وإنكلترا وشعرت بأنّ هذا النمط يشبهها إلى حدّ بعيد ويحرّرها من عالم العصرية في الهندسة التي تعتبرها نوعاً ما شعبية، كما أنها أرادت أن تقطن منزلاً يتميّز عن غيره.
الطراز الإنكليزي بدا واضحاً على الجدران أكثر منه على الأثاث، بحيث صُمّم مريحاً وعملياً يميل إلى العصرية، ليشعر ساكنوه بالراحة التامّة.
وانسجاماً مع الهدوء المنشود، جعل المهندس الألوان موحّدة من مشتقات البيج. وبما أنّ الشقة لا تدخلها الشمس بوفرة، فقد أكثر من استعمال اللون الأبيض للجدران والأبواب.
والألوان الداكنة في الطاولات والأكسسوار شكّلت علامة فارقة في مقابل لون الأثاث. اغنت ألوان الخشب الديكور، وأعطت كلّ قطعة قيمتها لتتميّز عن غيرها، وتنسجم معها في آن لتكتمل اللوحة التجميلية.
فمقاعد غرفة الطعام مثلاً من القماش البيج خشبها داكن، إضافة إلى الطاولات في الوسط التي تنوّعت من حيث الخشب والمواد المستعملة بألوان مختلفة.
اللمسة الفاخرة بدت واضحة في الثريات التي تدلت ليس فقط فوق طاولة غرفة الطعام كما اعتدنا رؤيتها، بل من سقف الصالونات أيضاً، مضيفة غنىً إلى المنزل، خصوصاً أنّ الجفصين في السقف اقتصر على كورنيش بسيط اعتمده المهندس لأسباب عدة، أبرزها الجمالية التي تعكسها البساطة، إفساحاً في المجال لإظهار قيمة الثريات التي تحتفظ بها المالكة منذ زمن.
استعمال الخشب في السقف يولّد شعوراً بعدم الأمان لقاطني المنزل وزائريه، وكأنه سيسقط أرضاً في أي وقت، حسبما صرّح المهندس.
غرفة المدفأة تجسّد الطراز الإنكليزي بامتياز، فالمدفأة عالية نسبياً، وإطارها مزخرف بكورنيش من الجفصين، تعلوها مرآة مستديرة بإطار مذهّب بهدف التجميل وتكبير المساحة.
أمّا المقاعد فهي عبارة عن مقعدين متقابلين بالحجم واللون، من البيج المائل إلى الرمادي. وفي الوسط، طاولة مقسّمة إلى جزءين، قاعدتها من النحاس وسطحها من الخشب اللاك المطلي باللون البيج.
الصالون الثاني أيضاً باللون البيج، مقعده الكبير طُعّم بالبني من خلال مقعدين منفصلين متشابهين من جلد الألكنترا. وفي الوسط طاولة مربّعة من الخشب البني المقلّم بقطع من النحاس تخفي في داخلها أدراجاً.
القماش جلد الألكنترا استُخدم لمقاعد غرفة الطعام أيضاً، ولكن بلونه البيج الذي امتزج مع البني في خشب الكراسي، وقاعدة الطاولة بتصميمها الناعم والمبتكر يعلوها الزجاج الذي أدخل شفافية على غرفة الطعام.
وهنا لعبة الألوان المعتمدة في كلّ المنزل، إذ يطالعنا مقابل القماش الزاهي خشب داكن أعطى كلّ قطعة جمالية فريدة، وأبرز قيمتها إلى أبعد حدود.
ومن العناصر الفاخرة، الستائر المصمّمة بأناقة. فستار النافذة في غرفة الطعام من الفوال، على جانبيه القماش المخمل باللون البيج المائل إلى البرونزي أكمل لوحة الألوان المتجانسة.
غرفة التلفزيون مفتوحة على الصالونات، وغرفة الطعام صُمّمت بأناقة وعملية في آن واحد، لتعكس شعوراً بالراحة وتنسجم مع بقية أجزاء المنزل المنفتحة عليها، لذا فهي مزيج من العصرية والكلاسيكية.
واللافت فيها تصميم المكتبة من الخشب الأبيض، وقد قسّمت إلى جزءين، عن يمين المقاعد المتصلة الأجزاء على شكل زاوية، وعن يسارها.
وقد ضمّت عدداً من الكتب بألوان مختلفة أدخلت نكهة خاصة على الهندسة. وقبالة هذه الجلسة الحميمة والدافئة بلونها الداكن، طاولة ارتفعت حولها المقاعد من القماش المقطّع إلى مربعات، مما أعطى المكان جواً مميّزاً من العصرية والشبابية. وفوقها إنارة موجّهة مباشرة من السقف، ويقابلها جهاز التلفزيون بحجمه الكبير.
هدوء الألوان انسحب على جناح غرف النوم، والألوان المنسجمة نفسها صُمّمت بها الغرفة الماستر من البيج والبني. فالطابع العملي والفاخر في آن واحد هو الطاغي هنا أيضاً.
ورق الجدران خلف السرير الموشّى برسوم، حمل الألوان البنيّة نفسها بلمسة برونزية، وهو ما أعطى الغرفة نكهة خاصة، إلى جانب الستائر الحرير المصمّمة على نسق ستائر المسرح، موحيةً بالفنّ والجمالية.
وما إن تفتح بطريقة تصاعدية حتى يدخل الضوء الساطع الى كلّ أرجاء الغرفة.
الجرأة اللافتة بدت واضحة في تصميم المطبخ الذي تردّد المهندس في البداية في تصميمه بالأبيض، لكنّ النتيجة بدت مذهلة ومشجّعة.
خشب أبيض فاخر يميل إلى الكلاسيكية في تصميمه، أعطى رونقاً خاصاً للمطبخ الذي يصلح أن يكون جزءاً من قاعات الاستقبال نظراً الى أناقته اللافتة.