الصناعة المحلية يمكن أن تسد حاجة السوق المحلية

الدوحة – بزنس كلاس:

أكد عدد من رجال الأعمال أن كثيرا من المستثمرين ورجال الاعمال القطريين توجهوا بقوة للاستثمار في القطاع الصناعي ، خصوصا بعد الحصار الجائر ، مشيرين الى أن كثيرا من المصانع رأت النور ، وبعضها الاخر تحت التنفيذ ، وذلك مواكبة لرؤية القيادة الرشيدة في الاعتماد على الذات وتحقيق الإكتفاء الذاتي في كثير من السلع والمنتجات الاساسية.

لافتين الى ان القطاعات التي تتركز فيها هذه الصناعات هي القطاعات التي تتماشى مع استراتيجيات الدولة، وخاصة في مجال الأمن الغذائي والدوائي وغيرها من القطاعات الرئيسية والتي تمثل قيمة مضافة للاقتصاد الوطني.

وأضاف رجال الأعمال ان تحقيق الاكتفاء الذاتي النسبي أصبح واجبا وطنيا وليس مجرد مسألة خطط ودراسات ، مشيرين الى ان قطر مقبلة على تحقيق اكتفاء ذاتي في مجال الامن الغذائي في ظرف قياسي بفضل رؤية القيادة الرشيدة ودعمها للقطاع الخاص وأصحاب المبادرات ، كاشفين عن وجود استراتيجية واضحة لدى الجهات المعنية بسد الفجوة في السوق المحلي في كثير من المواد من خلال  صناعات قطرية صغيرة ومتوسطة ، حيث هناك دراسة متكاملة بالمصانع التي يحتاجها السوق واقامة دراسات الجدوى اللازمة لضمان تحقيق الاعتماد على الذات وتقليل فاتورة الاستيراد.

رفع الطاقة الانتاجية
وأكد السيد عبدالرحمن الأنصاري، الرئيس التنفيذي للشركة القطرية للصناعات التحويلية ان الشركة تعمل بشكل مكثف من أجل مواكبة رؤية قيادتنا الرشيدة التي تقدم كافة أنواع الدعم للقطاع الصناعي ، مشيرا الى ان الشركة أعادت تشغيل مصنع الجبس بطاقة 60 ألف طن سنويا ، وبعد الحصول على موافقات الدولة على إعادة تشغيل هذا المصنع ، والذي أصبح انتاجه يغطي كافة احتياجات السوق المحلي وجزء من انتاجه نخطط لتصدير للاسواق الخارجية.

مشيرا الى انه قبل الحصار كان السوق المحلي يعتمد على مادة الجبس من أسواق الدول المحاصرة ، وبعد الحصار توقف الاستيراد بشكل كامل من هذه المادة وارتفعت أسعارها في السوق بشكل كبير إلا انه وبعد اعادة تشغيل المصنع تم تغطية هذه الاحتياجات بجودة عالية وبأسعار تنافسية ، خصوصا ان الجبس القطري هو الاجود على مستوى المنطقة حيث ان مادة الجبس القطري الخام في المحجر تتميز بدرجة نقاء تصل الى 99.9 %.

وكشف الانصاري ان الشركة بصدد تدشين هذا الشهر الخط الثاني لسحب الالمنيوم ، خصوصا ان خط الانتاج الاول يعمل بكامل طاقته الانتاجية ويغذي احتياجات السوق المحلي ، وبالتالي فان تشغيل الخط الثاني سيعزز القدرات الانتاجية للشركة ويعزز تنافسية منتجاتها في الاسواق العالمية.

مشيرا الى ان الشركة تصدر حاليا الالمنيوم لاسواق كندا وبلجيكا والمغرب وتونس والجزائر وفلسطين وبريطانيا التي فزنا مؤخرا بعقد لتوريد احتياجات ثلاث منشآت رياضية بها ، حيث سيتم التصنيع في قطر والتصدير الى بريطانيا ، كما دشنا الشهر الماضي أكبر خط للصبغ بالالمنيوم بالتغطيس (انودايزن) وهذا يحتاجه السوق بشكل كبير ، وقد فزنا بمشروع لتوريد قواطع لمشروع الريل سيتم سحبها وصبغها بخاصية انودايزن ، مشيرا الى ان هذه القواطع كان يتم استيرادها من الاسواق الخارجية والان تصنع في قطر بدل الاستيراد.

وقال الانصاري : أهلا بالحصار الذي مكننا من اعادة النظر في استراتيجياتنا ودفعنا للتصنيع والانتاج بدل الاعتماد على الاستيراد ، منوها الى ان الشركة تعمل على تغطية احتياجات السوق المحلي من كثير من المنتجات ، كما ساهم رفع طاقتنا الانتاجية تقليل التكلفة ورفع تنافسية منتجاتنا في الاسواق المحلية والدولية.

الارتباط بمقومات الاقتصاد
من جانبه أكد رجل الاعمال والخبير المالي عبد الله الخاطر ان الدولة وضعت الرؤي والتصورات لقيام صناعات صغيرة ومتوسطة وفق استراتيجية التنويع الاقتصادي ، وجاء الحصار الجائر ليسرع من وتيرة التحرك حيث أصبح تحقيق الاكتفاء الذاتي في النسبي واجب وطني وليس مجرد مسألة خطط ودراسات ، مشيرا الى أن هذا التحرك وهذه الارادة الجادة من مختلف الجهات العامة والخاصة في الدولة سينتج عنه ظهور العديد من الصناعات في قطاعات رئيسية.

واعتبر الخاطر ان الحديث عن الصناعات الصغيرة والمتوسطة يجب ان يكون مرتبطا بالمقومات الاساسية في الاقتصاد الوطني ، والتركيز على الصناعات المرتبطة بالصناعات الكبيرة التي استثمرت فيها الدولة مبالغ طائلة وأصبحت قطر تتصدر هذه الصناعات على المستوى العالمي ، فمثلا يجب التركيز على الصناعات الصغيرة والمتوسطة المرتبطة بصناعة تحويل الغاز الى سوائل وكذلك في مجال نقل الغاز والذي تمتلك فيه قطر اكبر شركة لنقل الغاز المسال وهي ناقلات ، هذا بالاضافة الى الصناعات المرتبطة بالتروكيماويات ، وصناعة الالمنيوم.

مشددا على ان اقامة صناعات صغيرة ومتوسطة مرتبطة بهذه الصناعات وتحقق التشابك معها يعطي قيمة مضافة كبيرة ويرفع تنافسية الصناعات القطرية الصغيرة والمتوسطة في الاسواق العالمية ، هذا بالاضافة الى الاستثمار في ادارة الثروات والاستفادة من خبرات جهاز قطر للاستثمار في ادارة الاموال والاصول وادارة المخاطر ، والعمل على دعم رواد الاعمال واصحاب المبادرات وتعزيز التحول الرقمي ولاقتصاد المعرفة ، مشددا على ان قطر لديها مقومات لبناء صناعات صغيرة ومتوسطة بمستويات عالمية وهناك استثمارات قوية من القطاع الخاص ورواد الاعمال ، وما نحتاجه هو وجود الحاضنة لهذه المشاريع والتركيز على الصناعة الرقمية.

الاكتفاء الذاتي
أما رجل الاعمال شاهين المهندي فقد شدد على ان دولة قطر مقبلة على تحقيق اكتفاء ذاتي في مجال الامن الغذائي في ظرف قياسي بفضل رؤية القيادة الرشيدة ودعمها للقطاع الخاص وأصحاب المبادرات ، مشيرا الى وجود استراتيجية واضحة لدى الجهات المعنية مثل وزارة الطاقة والاقتصاد والغرفة وبنك قطر للتنمية لاقامة الصناعات التي يحتاجها السوق المحلي ، مشيرا الى أن هناك دراسة متكاملة بالمصانع التي يحتاجها السوق واقامة دراسات الجدوى اللازمة لضمان تحقيق الاعتماد على الذات وتقليل فاتورة الاستيراد.

وأضاف المهندي ان هذه الرؤية والاستراتيجية من شأنها خلق صناعات صغيرة ومتوسطة في العديد من القطاعات الاستراتيجية وجعل هذه الصناعات قادرة على تأمين احتياجات السوق المحلي والتصدير للأسواق العالمية.

السابق
بلومبرج: زيادة طلب الصين على نفط قطر بنسبة 17% في ديسمبر
التالي
المرور: التشدد بعقوبات القيادة المتهورة والسرعة