الدوحة – وكالات – بزنس كلاس:
أكدت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر أن دولة قطر أصبحت موحدة أكثر من أي وقت مضى والأزمة جعلتنا أقوى، وأن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ازدادت شعبيته بعد الحصار.
وقالت في حوار مع مجلة باري ماتش الفرنسية: إن دول الحصار حاولت التفريق بين الشعوب الخليجية ولكنهم لم ينجحوا وأنه حتى لو فرضوا علينا حصارًا فلن يستطيعوا محو جيناتنا.
وتحدثت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر حول التحديات التي تواجه التعليم، مؤكدة أن توفير التعليم وحماية المدارس في مناطق النزاع معركتها الشخصية، منوهة بأن مشكلتنا أن التعليم ليس من أولويات القادة، وقالت إن 63 مليون طفل حول العالم محرومون من التعليم، محذرة من أن العدد سيرتفع ما لم نتخذ تدابير صارمة.
وحول مبادرة “علم طفلاً” قالت سمو الشيخة موزا: إننا حققنا أهدافنا، لكن ما نقوم ببنائه هناك من يدمره في نفس الوقت، لافتة إلى أن غياب التعليم هو أحد أسباب التطرف. وفيما يلي نص اللقاء الذي جرى على هامش زيارة سموها إلى باريس..
*باري ماتش: هل كان هذا لقاؤك الأول مع بريجيت وإيمانويل ماكرون؟
الشيخة موزا: نعم لأول مرة ألتقي بريجيت ماكرون، لقد أمضينا ساعة ونصف الساعة معاً في قصر الإليزيه. لدينا الكثير من القواسم المشتركة، خاصة على مستوى رؤيتنا للتعليم.
*باري ماتش: كشفت اليونسكو أن 63 مليون طفل لا يتلقون أي شكل من أشكال التعليم.. ماذا يقول لنا هذا الرقم عن وضع العالم؟
الشيخة موزا: هذا الرقم مؤسف، ومما يحزننا حقاً أنه يرتفع عاماً تلو الآخر، فقبل وصولنا إلى باريس، تم إعلامنا أن الرقم وصل إلى 61 مليوناً في الواقع، وها هو يصل إلى 63 مليوناً. من جانبنا، هدفنا مساعدة 10 ملايين طفل في ست سنوات. والمشكلة هي أن التعليم عموماً ليس من أولوية القادة، حيث يعيش ثلثا هؤلاء الأطفال في مناطق النزاع، وطالما أننا لا نتخذ تدابير صارمة لحماية التعليم، وفي المقام الأول المدارس، فإن هذا العدد سيرتفع. وهذه معركتي الشخصية التي بدأتها منذ وقت طويل، أريد أن تعتبر المدارس كأماكن مقدسة، لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن تكون مستهدفة من قبل المتحاربين.
* باري ماتش: في عام 2012، قمت بتأسيس برنامج “علّم طفلاً” هل زادت الأوضاع سوءا؟
الشيخة موزا: لدينا اليوم 82 شريكاً في هذا المشروع. من جانبنا، لقد حققنا أهدافنا، لكن ما نقوم ببنائه هناك من يدمره في نفس الوقت، وهذا يعني أنه إذا أخفقنا في فرض قواعد صارمة فقد تكون المشكلة بلا نهاية.
* باري ماتش: كل يوم، يتم تجنيد الأطفال كمقاتلين بعضهم مع تنظيم الدولة، حيث يخضعون لغسل الأدمغة، فيما يتم سحق الآخرين تحت قنابل الطيران.. من يستطيع أن يفعل شيئًا؟ المؤسسات الدولية؟ بعض البلدان؟ المنظمات غير الحكومية؟
الشيخة موزا: من جانبنا، نحن نعمل في العديد من البلدان، وأعطيك مثالين أولاً في بنغلاديش، في المناطق المتضررة من الكوارث الطبيعية لأنه بسبب الفيضانات، لا يمكن للأطفال الذهاب إلى المدرسة، لذلك قمنا بإعداد نظام نقل يقوم على مجموعة من القوارب لإيصالهم إلى مدارسهم. لقد ذهلت بإصرار هؤلاء الأطفال وعزمهم على مواصلة تعليمهم. حيث ترى الأطفال يقومون بواجباتهم المنزلية على الأرض، وفي اليمن، لدينا برنامج تعليمي وبرنامج آخر للتوظيف. نحن ندرب رواد الأعمال الشباب ونحاول إدماجهم في سوق العمل، وللأسف، أطلق التحالف هجومًا يفترض أنه يساعد البلاد، لكنه في الواقع يمنعها من المضي قدمًا، ويجب أن يخضع مرتكبوا هذه الأفعال إلى المساءلة وتحمل المسؤولية، وكمجتمع دولي، يجب أن نأخذ موضوع التعليم على محمل الجد.
* باري ماتش: هل من الممكن مساعدة الأطفال في مناطق النزاع في اليمن أو سوريا؟
الشيخة موزا: برنامجنا يهتم بجميع اليمنيين، لكن اليوم تضرر من الحرب، كنا نعمل في اليمن قبل تغيير النظام بشكل جيد. وعندما تغير النظام، واصلنا تقديم المساعدة. واليمن بلد متحضر يجب أن يكون قادراً في نهاية المطاف على إدارة شؤونه بنفسه.
* باري ماتش: أمام اليونسكو، أعلنت أنك تتطلعين لمساعدة 335 ألف طفل في 11 دولة بحلول عام 2021. هل هذا واقعي؟
الشيخة موزا: هذا الهدف مرتبط بالشراكات مع المنظمات غير الحكومية الفرنسية والحكومة، وإذا عملنا معاً سنصل إلى ما نصبو إليه، يمكنكم الثقة بي، إنه هدف واقعي ويمكن تحقيقه. في أفريقيا، تمر التنمية عبر التعليم والرئيس ماكرون يعرف ذلك وقد منح مساعدات ضخمة بلغت 200 مليون يورو، وأتمنى أن ينسج الآخرون على منواله.
* باري ماتش: من في العالم يدعمك أكثر؟
الشيخة موزا: لدينا 82 شريكاً، وتقدم لنا اليونسكو مساعدة مهمة من خلال تزويدنا بدعم تقني لا يمكن الاستغناء عنه ونتطلع للمزيد من التنسيق والتعاون.
* باري ماتش: كملاحظة أولية، مكانة المرأة في العالم تراجعت خاصة مع ظهور التطرف؟
الشيخة موزا: لست متأكدة، ليس لدي إحصاءات في هذا الموضوع، أسافر كثيراً، ألتقي النساء في كل مكان، وفي قطر. ويبدو لي أنهم على العكس من ذلك هن أكثر حضوراً، فهن أصبحن أكثر وعياً بحقوقهن وأشد ثقة بأنفسهن، فقد قابلت في اليونسكو، شابة قطرية متطوعة تتحدث عن تجربتها والحال أنه قبل عشر سنوات، لم يكن من الممكن رؤية فتاة في الثامنة عشرة من عمرها تتحدث أمام جمهور، المرأة لا يمكن أن تصمت، الآن، إذا كنت تعتقدين أن الناس يمكن أن تعيش تحت سيطرة الأيديولوجيات المتطرفة. وهنا أشدد مرة أخرى على أن غياب التعليم هو أحد أسباب هذه الظواهر، هؤلاء النساء ليس لديهن خيار آخر في ظل هذه الوضعية المتأزمة، ومع ذلك يجب علينا تطوير حسهن النقدي وتزويدهن بوسائل لحماية أنفسهن.
* باري ماتش: الإنسانية تكال بمكيالين…
الشيخة موزا: ليست القضية خاصة بالنساء فقط، نشعر بالقلق إزاء الأطفال وجميع الفئات المستضعفة، يجب أن نعيد التفكير بشكل كامل في إنسانيتنا، لنتمكن من استرجاع مبادئنا وقيمنا المشتركة. ولا يمكن الاكتفاء بالكلام لقد تعب العالم من كل الخطب الجوفاء، ويجب أن يشاهد الناس نتائج ملموسة على أرض الواقع، يريد الناس أن يكونوا قادرين على العودة إلى منازلهم دون خوف من أن يتم اختطاف أطفالهم وهم في طريقهم إلى المدرسة.
* باري ماتش: لقد فرضت السعودية حصاراً على قطر.. ما هو شعورك حيال اتهامكم بدعم الإرهاب؟
الشيخة موزا: هي تهم واهية، مجرد ترديد شائعات ونشر الأكاذيب، وهذا يكفي. عندما كان أطفالي صغاراً أخبرتهم وما زالوا يتذكرون، “لا تكذب أبداً، لأن الكذب لا يدوم طويلاً”. وفي يوم ما ستتضح الحقيقة. لدينا تاريخ طويل مع السعودية، هناك علاقات مصاهرة بيننا. ومنطقتنا تعيش في شكل قبائل حتى إنه في وقت ما لم يكن بيننا حتى حدود. ويعيش أفراد من عائلاتنا في السعودية والبحرين والإمارات. لا يمكنك إنهاء هذه العلاقات بين عشية وضحاها حتى لو فرضوا علينا حصاراً، فلن يستطيعوا محو جيناتنا. وأعرف الكثير من الناس في هذه الدول رافضين لما حدث. وبالأمس قرأت إحصائية أجراها معهد بجامعة قطر توضح أن 78 ٪ من القطريين يشعرون أن روابطهم العائلية قد تأثرت بهذا الحصار، والأرقام متطابقة تقريبًا بالنسبة للإماراتيين. حاولوا التفريق بيننا لكنهم لم ينجحوا. لقد جعلتنا هذه الأزمة أقوى. لقد جعلتنا نتساءل من نحن، قطر موحدة أكثر من أي وقت مضى تحت قيادة صاحب السمو الشيخ تميم الذي ازدادت شعبيته.