الشيخة المياسة: متحف قطر الوطني.. هدية الدوحة للعالم

الدوحة – بزنس كلاس:

يسابق مسؤولو متحف قطر الوطني الزمن لإنجاز هذا الصرح العريق ليصبح جاهزاً للافتتاح في موعده المقرر يوم 28 مارس المقبل، ليسرد المتحف فصولاً عدة من قصة قطر وشعبها منذ قديم الأزل، وحتى الوقت الحاضر.

وبهذه المناسبة، نظم متحف قطر الوطني أمس أول مؤتمر صحفي للإعلان عن تفاصيل هذا الصرح العريق، حيث استعرض عدد من مسؤولي متاحف قطر ومتحف قطر الوطني تفاصيل المشروع الكبير.

وفي بيان أصدرته متاحف قطر، خلال المؤتمر الصحفي، قالت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، إن “قطر بلد عريق، يزخر بعادات أهل الصحراء والبحر، وهو أيضا موطن للعديد من الحضارات القديمة، ولا تزال قطر حتى اليوم وفية لقيمها الثقافية الأصيلة، برغم تيار الحداثة الذي غير معالم بنيتها التحتية”.

وأعربت عن التطلع لإهداء هذه التجربة المتحفية الجديدة في ربيع العام المقبل لمجتمعنا الثري بتنوعه والفخور ببلاده ولضيوف الدوحة الذين نرحب بهم من جميع أنحاء العالم”.

وخلال المؤتمر الصحفي تحدث كل من: السيد منصور بن إبراهيم آل محمود، المستشار الخاص لسعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، والشيخة آمنة بنت عبدالعزيز آل ثاني، مدير متحف قطر الوطني، والدكتورة هيا آل ثاني، نائب مدير شؤون تنظيم المعارض بمتحف قطر الوطني.

كما تحدث بالمؤتمر كل من: السيد سيف الكواري، نائب مدير العمليات في متحف قطر الوطني، والدكتورة كارين إكسيل، اختصاصي تطوير متاحف أول بمتحف قطر الوطني.

تصميم فريد

أكد السيد منصور بن إبراهيم آل محمود أن “متحف قطر الوطني يحتفي بتراثنا وثقافتنا، ويعكس بتصميمه المعماري وبما يحتويه من تقنيات حديثة مبتكرة روح العصر الحالي، وقدرتنا على المضي قدماً في أن نكون جزءاً من المشهد الثقافي العالمي”.

وقال آل محمود إن المتحف يعكس ذاكرة المجتمع القطري، ويستحضر ماضيه والأحداث التاريخية التي شكلت هويته”. لافتاً إلى بذل جهود مضنية للحفاظ على القصر القديم للشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني وترميمه، “باعتباره معلماً قريباً من القلب وله منزلة خاصة في تاريخنا”.

وتابع: “ظل هذا القصر لسنوات طويلة مسكناً للعائلة الحاكمة ومقراً للحكومة، ثم تحول منذ ما يزيد عن 40 عاماً إلى متحف قطر الوطني القديم، كما أن أهل قطر يحتفظون بذكرياتهم مع المتحف حُفرت في قلوبهم”. لافتاً إلى أن تواجد القصر وسط المتحف الجديد يعني أن المتحف القديم صار قلباً نابضاً للمتحف الجديد، والذي أبدع فيه المهندس المعماري جان نوفيل مستلهماً تصميمه بأقراصه المتداخلة من وردة الصحراء.

النشأة الجيولوجية

قالت الشيخة آمنة بنت عبدالعزيز آل ثاني: إن “المتحف تبدأ قصته مع النشأة الجيولوجية لشبه الجزيرة العربية قبل ملايين السنين، إلى يومنا الحاضر، ونولي اهتماماً لتاريخ شعبنا وتراثه، مع انفتاحنا على العالم الخارجي”. لافتة إلى أن الزائرين ستتكشف أمامهم فصول قصة قطر عبر ثلاث محطات كبرى، هي التاريخ الطبيعي والآثار، والثقافة والتراث، وتاريخ قطر المعاصر منذ 1500 عام حتى الآن”.

وتابعت: سيجد الزائر أبياتاً شعرية للمؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني تنسجم مع الحالة العامة التي تسود صالات العرض، وهي قصة يرويها المتحف بدأنا في كتابتها العام 2013″.

ولفتت إلى أن المتحف يخصص صالة عرض للبيئات الطبيعية، ويعرض مئات من المجسمات البديعة لحيوانات تمثل البيئات المتغيرة. موضحة أنه ستكون هناك عروض رقمية لاستكشاف الحيوانات، ويخصص المتحف فضاءً تعليمياً، وصالة عرض، بجانب الحديقة المحيطة بالمتحف، علاوة على برامج أخرى لسرد القصص وتدريب المعلمين وأنشطة أخرى.

مرويات شفهية

الدكتورة هيا آل ثاني، قالت إن “مهمة فريقنا هي اصطحاب الزوار عبر رحلة تدريجية تبدأ من الماضي وصولاً إلى العصر الحاضر، وانتهاء بما هو متوقع في المستقبل، فالطراز المعماري للمتحف يتيح إبراز التجارب المتحفية في شكل لوحة بديعة تغرس حب الوطن وعراقة الهوية القطرية وتراثها وتاريخها وحاضرها العالمي ومستقبلها”.

وقالت إن المتحف يشجع روح الاستكشاف والخصائص المميزة لدولة قطر، وإن محتوياته تدمج العالم الطبيعي بالتاريخ والقطع التاريخية، وسيتم عرض آلاف القطع في سياقها الاجتماعي والتاريخي، “وستمكن العروض الرقمية بالمتحف الزوار من التعمق في الأرشيفات الموجودة لدينا”.

وتابعت: إن المرويات التاريخية الشفهية تعد من أهم محتويات المتحف، وتسلط الضوء على ثقافة قطر وتراثها، وأنه تمت دعوة سكان قطر للمشاركة بقصصهم، وشارك فيها أكثر من 300 شخص، وتم تسجيل مئات الساعات من المقابلات القصص والتجارب الشخصية المختلفة، “وأنشأنا قاعدة بيانات لأكثر من 240 فيلماً من أفلام المرويات التاريخية الشفهية”، لافتة إلى أن المتحف سيخلد التراث الشعبي وحفظه للأجيال المقبلة.

تفاعل الجمهور

أوضح السيد سيف الكواري “إن المتحف سيدعم التفاعل مع الجمهور، ويناسب جميع العائلات والأذواق والأعمار، فحديقته بها مسارات للمشي والجري وركوب الدراجات، ويقدم باقة متنوعة من الأنشطة العائلية، علاوة على سلسلة المطاعم تناسب الجميع”.

وتابع: إن حديقة المتحف تمكن ساحات اللعب من اكتشاف الحياة في قطر، وأن تصميمها يشجع التفاعل مع تاريخ وتراث قطر، وأن المتحف جرى تصميمه لتعزيز روح الاستكشاف والاتصال بمجموعة من السمات التي تصف قطر وشعبها، وعرض قرابة 114 نافورة، تحاكي أشكال الخط العربي، علاوة على إقامة مقهى ومتاجر للهدايا”.

بدورها، قالت د. كارين إكسيل، إنه تمت صناعة أكثر من 1400 مجسم للعرض بالمتحف، تشمل التاريخ الطبيعي والمعماري والأثري، وتم إنتاج ما يزيد عن 150 عرضاً رقميا لدعم صالات العرض، وتمت دعوة فنانين محليين ودوليين لصنع أعمال تعرض بالمتحف تتوافق مع مجموعة المتحف وتعزز معروضاته.

وأضافت أن تصميم المتحف الخارجي منسجم مع نظيره الداخلي وأنه لا توجد مساحتان بالمتحف متشابهتان، وأن لكل صالة عرض شكلها المميز.

عراقة التاريخ القطري

وحول مدى الحفاظ على القصر التاريخي بكامله داخل المتحف قالت الدكتورة هيا آل ثاني إن زوار المتحف سيلاحظون القصر بشكل واضح، وستكون هناك صالات عرض تبرز عراقة التاريخ القطري، بإبراز أجزاء كبيرة مما تبقى من القصر، وستحمل هذه الصالات رمزيات تدل على أماكن القصر ومحتوياته في السابق.

التعريف بالمتحف

وحول مدى القيام بحملات تسويقية للتعريف بمتحف قطر الوطني، واستقطاب الزائرين من دول العالم إليه. أكد حضور المؤتمر أنه سيتم البدء بحملات تسويقية للتعريف بالمتحف عقب اليوم الوطني للدولة، وذلك بغية جذب الزائرين إليه.

السابق
“مدى”: التكنولوجيا وذوي الإعاقة.. تفاصيل
التالي
الخزانات الاستراتيجية.. الأكبر في العالم