السيسي في سيناء.. جرائم فظيعة!

الدوحة – بزنس كلاس:

أكد أبوبكر خلاف الصحفي المتخصص في شؤون سيناء، أن تحقيق الجزيرة كشف جرائم العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش المصري في سيناء، موضحًا أن العملية فقدت بوصلتها وأوقعت آلاف الأبرياء، وأن محاولة اغتيال وزيري الدفاع والداخلية أكدت وجود اختراق أمني فاضح في المؤسسات الأمنية.

وكشف في حواره مع صحيفة “الشرق” القطرية: عن وجود قوات إماراتية تشارك الجيش المصري في عمليات عسكرية في سيناء وليبيا، مشيراً إلى أن خبراء إسرائيليين كشفوا في التحقيق حقيقة التعاون العسكري والأمني مع القاهرة، وأن التحقيق كشف أن التنسيق الأمني بين إسرائيل ومصر بدأ بطلب الأخيرة.

وأوضح أن انضمام بعض الضباط للمسلحين أدى لاختراقات أمنية ونقلة نوعية، مؤكدا أن النظام المصري فصل سيناء عن عمقها المصري وجعلها خارج التغطية.

وإلى نص الحوار..

*ما أهم الاستنتاجات التي ظهرت في فيلم “سيناء.. حروب التيه” الذي عرضته قناة الجزيرة على جزءين، وهل الحملة العسكرية الحالية في سيناء تهدف بالفعل للقضاء على الإرهاب أم أن هناك أهدافا أخرى؟

*في الحقيقة، فإن الجيش المصري حدد لما يسمى العملية العسكرية الشاملة في سيناء التي بدأت مطلع العام الحالي 4 أهداف تتمثل في: إحكام السيطرة على هذه المناطق، وتطهيرها من البؤر الإرهابية، وتحصين المجتمع من شرور الإرهاب والتطرف، بالتوازي مع مواجهة الجرائم الأخرى ذات التأثير.

لكن على أرض الواقع رصد تحقيق الجزيرة تهجير أهالي سيناء بالأرقام والصور، ولأول مرة — كشف التحقيق عن حجم التغييرات الديموغرافية التي لحقت بالمنطقة منذ بدء العمليات العسكرية من عام 2013 وحتى يونيو 2018.

حروب التيه

لماذا أسميتم الفيلم حروب التيه؟

لأن أرض سيناء هي ارض التيه لبني اسرائيل عندما عصوا أمر نبي الله موسى فعاقبهم الله بذلك تيها فيها كما جاء بالاية (26) من سورة المائدة “قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ”.. ومن هنا جاء مسمى حروب التيه دلالة على حرب شاملة طالت البشر وأتت على الأخضر واليابس، بعد أن فقدت بوصلتها لتخلف آلاف الضحايا من الأبرياء بين قتلى ومصابين ومهجرين ومشردين.

هل بالفعل هناك ضباط وجنود انضموا إلى المسلحين؟

بالفعل، ففي الجزء الأول كشفنا ما يؤكد تنسيق بعض الضباط مع تنظيم ولاية سيناء وانضمامهم إلى صفوفه، وحصلنا على شهادات لعسكريين عملوا في سيناء حول هذه الوقائع، والحالات التي وثقناها موجودة في سجلات وزارة الداخلية، من خلال وثائق التحقيقات وارقام القضايا التي ضمت هؤلاء الضباط.. لذلك فإن انكار النظام المصري لهذه الحوادث، لا ينفي اعترافه بها فيما أوردته الأوراق الرسمية.

اختراق أمني

هل يمثل ذلك انشقاقا عن الجيش، أم هو مجرد اختراق أمني؟

في المجمل تبقى هذه حوادث فردية، لكنها أدت إلى اختراقات أمنية ونقلة نوعية على مستوى المواجهات بين الجيش والمسلحين، وكذلك على مستوى التخطيط والاستهداف والتدريب لهذه الجماعات بعد انضمام هذه العناصر إليها.

هل رصدتم وجود قوات إماراتية أو دولية في سيناء؟

إن استمرار العمليات العسكرية في سيناء لفترات طويلة أدى لأن تصبح مسرحا لتدخل العديد من الدول تحت ما يسمى الحرب على الارهاب، وبما أن الامارات حليف استراتيجي لنظام السيسي، فقد ظهر قيام عمليات عسكرية مشتركة في سيناء والأراضي الليبية.

على ذكر الإمارات لماذا أقحمت نفسها في القضية وهاجمت الفيلم وشخصكم؟

بالطبع، فما يتعلق بقناة الجزيرة ودولة قطر فإن الامارات لن تفوت الفرصة، لذا اتخذت مما نشره إعلام النظام المصري من أكاذيب وافتراءات حول أحد الباحثين الذين ظهروا في الفيلم، لتأخذ هذه اللقطة وتكرر الأكاذيب دون دليل أو برهان للنيل من مصداقية الفيلم، دون أن تكلف نفسها بالبحث في جدية هذه الادعاءات أو تحاول التواصل مع فريق البرنامج لتترك له فرصة الرد.

ومن جهتي ساقوم بإجراءات قانونية ضد هذه الصحيفة الاماراتية التي هاجمت التحقيق، لأنه يدخل في سياق السب والقذف والنيل من السمعة، وسأطالب بالتعويض المادي والمعنوي.

طائرات إسرائيلية

أظهر التحقيق بالصور تحليق طائرات إسرائيلية في المجال الجوي لسيناء.. هل نستطيع القول إن اسرائيل باتت تتحكم في مجال المنطقة الجوي؟

لا يمكن القول بذلك على إطلاقه، لكن يمكننا القول وفقا لتفاهمات مع الطرف المصري فانها تتحرك بطائراتها للهجوم أو جمع المعلومات بحرية كبيرة.

فشل الحملة الأمنية

هناك تقارير تتحدث عن فشل الحملة الأمنية في سيناء، برأيك ما السبب؟

في الواقع، فإن قياس الفشل أو النجاح لأي عملية عسكرية يكون بما حققته من نتائج على الأرض، والعملية العسكرية كما ذكرت لم تحقق شيئاً سوى المزيد من الدمار.

انزعاج النظام المصري

برأيك، ما سر انزعاج النظام المصري من تحقيق الجزيرة؟

أعتقد أن سر انزعاج النظام من الفيلم يعود لعدة أسباب أهمها من وجهة نظري:

1 — ظهور رواية أخرى للأحداث تختلف عما يعلنه المتحدث العسكري، وقد أراد النظام الحفاظ عليها طوال الفترة الماضية، من خلال فصل سيناء عن عمقها المصري، وجعلها خارج التغطية ومغلقة على اهلها ولا يسمح لاحد بالاقتراب من الاحداث فيها، وهذا ما يتبين من خلال قطع كافة أشكال الاتصال بينها وبين بقية المحافظات المصرية.. إلا أن التحقيق اقترب من “مسافة الصفر” ودخل المناطق “مسرح العمليات العسكرية” وروى عن سيناء من داخلها.

2 — انزعج النظام من تناول الفيلم الوضع الميداني للجنود في مواجهة المسلحين، وما كشفته شهادات جنود وضباط عملوا في هذه الفترة من العمليات العسكرية وإشارتهم إلى وصول أعداد كبيرة من الجنود إلى مناطق المواجهات دون تدريب وإعداد مسبق يؤهلهم لمواجهة حرب غير نظامية أشبه ما تكون بحرب العصابات.

3 — قيام فريق التحقيق بإجراء محادثات مع خبراء أمنيين صهاينة كشفوا فيها أن التعاون العسكري والأمني والعملياتي مع الجانب المصري بلغ أقصى مراحله، إلى حد قيام الطيران الإسرائيلي بعشرات الطلعات بطائرات بدون طيار، والتي أوقعت مئات الضحايا من المدنيين، فيما اكتفى المتحدث العسكري بنسبة هذه الحوادث إلى مجهولين تجنبا لمزيد من السخط الشعبي على القيادة العسكرية الفاشلة.

4 — التأكيد الصهيوني على أن التنسيق الأمني مع الجيش المصري تم بناء على طلب الاخيرة، وأن ما يقع من ضحايا أبرياء نتيجة طبيعية لوجود حرب وأن الحرب لابد لها من ضحايا.

5 — توثيق فريق البرنامج بعد التجول في الأحياء السكنية بشمال سيناء، والاستماع لشهادات الاهالي ورصد أحوال السكان المدنيين في ظل استمرار الحملات العسكرية وزيادة وتيرة التهجير، وهو ما دعا السلطات الامنية بعد اذاعة الفيلم للقيام بحملات مكثفة للبحث عن السيدات السيناويات اللاتي ظهرن في الفيلم يشتكين من آثار هذه الحرب التي يشنها الجيش على السكان والمزارع والبيوت، وكشفن عمليات القتل العشوائي وتدمير ممتلكاتهم ودفع السكان إلى مغادرة منازلهم دون اعطاء مهلة كافية لايجاد مأوى بديل.

استهداف وزيري الدفاع والداخلية

هل كانت محاولة اغتيال وزيري الدفاع والداخلية مؤشرا على اختراق داخل قوات الجيش؟

في الحقيقة، لقد كانت هذه المحاولة الفاشلة لاغتيال شخصيتين عسكريتين على قمة هرم المؤسستين العسكرية والأمنية، هما زيرا الدفاع والداخلية، وذلك باستهدافهما بقذيفة داخل مطار العريش قبل دقائق من إنهاء زيارتهما المفاجئة وغير المعلنة للمتابعة الميدانية لتفقد الأوضاع في المنطقة، رغم الاجراءات الامنية المشددة التي تصاحب مثل هذه الزيارات، مؤشرا على وجود اختراق أمني فاضح للجماعات المسلحة داخل المؤسسات الأمنية المصرية على أعلى مستوى.

السابق
حركة بيع كثيفة في سوق الأغنام.. المحلية والسورية الأكثر مبيعاً
التالي
المحكمة الابتدائية تغرم 3 شبان 9 آلاف ريال بسبب مشاجرة