السعودية تخسر فتبيع أبقارها.. وقطر تشتري!

الدوحة – الرياض – بزنس كلاس:

كان منع وصول المواد الغذائية إلى قطر واحداً من أهم أدوات محور الحصار لا سيما الحليب ومشتقاته خصوصاً تلك القادمة من السعودية للسوق القطرية. لكن ما حدث على أرض الواقع أن الدوحة تجاوزت هذا العائق بسهولة مع تنفيذ خطط طوارئ كانت معدة سلفاً لهذا الأمر عبر استيراد فوري لمنتجات تركية بديلة ملأت الأسواق ومراكز البيع القطرية خلال يومين من بدء تنفيذ الحصار الجائر. وقامت بنفس الوقت بتسريع خطط استراتيجية للاكتفاء الذاتي مع مباشرتها فور تطبيق الحصار ببالبدء باستقدام دفعات من الأبقار، 4 آلاف في المرحلة الأولى وصولا إلى 25 ألف بقرة تحقق ما تحتاجه قطر من حليب ومشتقاته مع فائض للتصدير.

بنفس الوقت بدأت شركات السعودية كـ “المراعي” تعاني من الخسائر وهبوط الأسهم بالبورصة لأنها تقنياً فقدت ربع إيراداتها من خلال تسويق منتجاتها في دول الخليج وعلى رأسها قطر. كما أعلنت شركة “الشرقية للتنمية”كامل قطيع الأبقار الخاص بها.

نُقلت شحنة من الأبقار الألمانية إلى قطر جوا لتعزيز إمدادات الألبان، وسط حصار تفرضه دول عربية بقيادة السعودية على الدوحة.

وتعتبر شحنة الأبقار الحلوب، البالغة 165 بقرة، هي الأولى التي تصل الدوحة في إطار صفقة تجارية مع ألمانيا لتوريد قرابة أربعة آلاف بقرة.

وتسببت قيود الحصار الجوية والبحرية والبرية في حالة من الاضطراب في قطر، التي تعتمد على الواردات في سد الاحتياجات الأساسية لنحو 2.7 مليون من السكان.

ولوحت الدول المحاصِرة، التي تقودها السعودية، بفرض قيود جديدة ضد الدوحة بعدما رفضت الأخيرة مطالبهم.

ووصلت الأبقار على متن طائرة شحن تابعة للخطوط الجوية القطرية عبر بودابست، يوم الثلاثاء، ونُقلت إلى إحدى المزارع الجديدة التي أنشئت لإنتاج الألبان.

واستوردت شحنة الأبقار شركة “باور إنترناشونال” القطرية، التي يرأسها رجل الأعمال معتز الخياط.

وفي الشهر الماضي، قالت باور إنترناشونال لوكالة بلومبيرغ إنه بمجرد وصول جميع الأبقار، فسيكون في إمكانها تلبية 30 في المئة من احتياجات الدولة من منتجات الألبان.

وستُباع منتجات الأبقار تحت علامة تجارية جديدة سيطلقها الخياط.

وفرضت السعودية والبحرين ومصر والإمارات العربية المتحدة حصارا على الدوحة بدعوى دعم الإرهابوإقامة علاقات مع إيران، وهي الاتهامات التي تنفيها قطر.

وقبل الحصار، كانت غالبية منتجات الألبان في قطر تُستورد عبر الحدود البرية مع السعودية.

وتسعى الدولة الخليجية الصغيرة لتأمين مسارات تجارية جديدة وإمدادات الأغذية من منتجات الألبان من تركيا، والسلع المجففة من المغرب وإيران.

على المقلب الآخر، تعتزم الشركة الشرقية للتنمية بيع كامل قطيع الأبقار الخاص بها، بعد دراسة وضع القطيع الحالي ومراجعة أدائه والصعوبات التي تواجهه وعدم إمكانية استمراره بالعطاء والإنتاج بشكل مجدٍ وذي عائد.

وقالت الشركة في بيان لـ”تداول”، اليوم الخميس، إن نشاط إنتاج الحليب الخام حقق خسائر متتالية على مدى الخمس السنوات الماضية بلغت 31.5 مليون ريال سعودي.

وأوضح أنه بإيقاف النشاط سيتم وقف استنزاف موارد الشركة وتخفيف أعبائها النقدية والتمهيد للبدء بتنفيذ خطط الشركة الاستثمارية القائمة على تعزيز النشاط الزراعي.

وأشارت إلى أن أهم أسباب لجوء الشركة إلى إيقاف نشاط إنتاج الحليب الخام يتمثل في انخفاض سعر البيع في السوق للحليب الخام مقارنة بالزيادة المطردة في تكاليف مدخلات الإنتاج وارتفاع أسعار الطاقة وارتفاع أسعار المواد الأولية العالمية وتكلفة الأيدي العاملة.

وتابعت: وتوجد عدم مقدرة للشركة في الحصول على قروض من البنوك التجارية أو من صندوق التنمية الزراعي بسبب عدم توفر الضمانات اللازمة.

ولفتت إلى انخفاض عدد الأبقار الحلابة بسبب حالات النفوق الناتجة عن ضعف التغذية للقطيع.

وأشارت إلى صعوبة تنافس الشركات الصغرى والمتوسطة في إنتاج بيع الحليب الخام مع الشركات الكبرى، وقيام شركات الألبان الوطنية الكبرى ببيع فائض إنتاجها من الحليب الخام محلياً وخارجياً بأسعار تقل عن تكلفة إنتاجه لدى صغار المنتجين.

وقالت إن النتائج المتوقعة لبيع القطيع ستكون إيجابية من ناحية إيقاف الصرف على تغذية وتربية القطيع وتوفير سيولة لتطوير القطاعات الربحية بالشركة، ولكن لا يمكن تحديد أثر مالي محدد خلال فترة معينة.

وتابعت: بناء على قرار إدارة الشركة ببيع القطيع وتصفية النشاط تعتبر كل الاتفاقيات الموقعة مع أطراف خارجية تتعلق بهذا النشاط في حكم المنتهية دون المساس بالذمم المالية المترتبة على هذه الاتفاقيات.

وأكدت الشركة أنها ماضية في خططها التشغيلية الحالية والمستقبلية والسعي الحثيث لتطوير موارد الشركة وتنويع إيراداتها.

وأوضحت أنها قامت في أواخر عام 2016م بالتعاون مع اللجنة الوطنية لمنتجي الألبان الطازجة بالسعي في إنشاء شركة مساهمة متخصصة بإنتاج الألبان ومشتقاته بمشاركة صندوق الاستثمارات العامة وصغار منتجي الألبان بالمملكة، والتي لم تثبت جدوى إنشائها.

وقالت إن اللجنة الوطنية لمنتجي الألبان الطازجة تقوم جاهدة لإيجاد حلول لمواجهة التحديات في قطاع الألبان بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه والزراعة ووزارة التجارة والاستثمار، وسيسهم ذلك في إيجاد وسائل اقتصادية لإعادة تشغيل رأس المال المعطل والاستثمارات المهدرة.

وتراجع سهم الشرقية للتنمية بنسبة 1.67% عند سعر 41.45 ريال.

السابق
الاحتياطي الاتحادي يخض توقعات النمو.. وتقليص الميزانية ابتداء من سبتمبر المقبل
التالي
الجزيرة ترفض أي إملاءات بشأن إعادة الهيكلة أو السياسة التحريرية