* دعم إعلامي ومالي لأكبر صفقة مشبوهة في المنطقة تقودها الرياض لفرضها على الفلسطينيين
* السعودية تلهث خلف علاقات سياسية – اقتصادية مع تل أبيب في السر والعلن
* قطر دعمت غزة وأهلها.. والسعودية دعمت هشتاق الرياض أهم من القدس
بيد أن البديهي لدى جريدة عكاظ ومن يديرها أصبح تلفيقاً بغير الحقيقة، فتحت عنوان “قطر تلتف على القضية الفلسطينية وتتوسط للإسرائيليين” نشرت الصحيفة السعودية كلاماً يصعب على الكثيرين تصديقه ربما وحتى فهمه، فالتقرير المنشور بتاريخ الإثنين9 يوليو 2018 تقول فيه عكاظ “إن قطر لم تتهاون عبر تاريخها المعاصر في التطبيع مع الكيان الصهيوني في الخفاء والعلن.. إذ تسعى قطر دوماً إلى إرضائهم بكل الطرق لتكوين علاقة دافئة على حساب العرب وعلى حساب تفتيت قضيتهم الأولى”.
كلام الصحيفة السعودية يصف تماماً ما تسعى المملكة لتحقيقه وتكوينه مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وهذا ما تؤكده سابقة خطيرة لم يجرؤ عليها أي مسؤول عربي، اعترف ولي العهد السعودي بحق الشعب اليهودي في إقامة دولة على أرض فلسطين (ما قبل حدود 1967 التي سبق أن استولت إسرائيل عليها). جاء هذا في حوار مع مجلة ذي أتلانتيك الأمريكية، اعترف فيها أيضا بإمكانية أن يكون هناك مصالح كثيرة بين السعودية وإسرائيل.
تصريحات ولي العهد السعودي سبقها وتلاها رصد تطبيع سعودي إسرائيلي متنام ، كان أحدثه السماح للطيران الهندي المتوجه لتل أبيب بالتحليق في أجواء المملكة في سابقة هي الأولى في التاريخ السعودي.
ولي العهد السعودي ذاته قال إن الشعب اليهودي له الحق في دولة قومية في جزء من موطن أجداده وأضاف أعتقد أن كل شعب ، في أي مكان ، له الحق في العيش في دولته بسلام. وقال ولي العهد السعودي :” إسرائيل هي اقتصاد كبير مقارنة بحجمها ، وهي اقتصاد متنام ، وبالطبع هناك الكثير من المصالح التي نتقاسمها مع إسرائيل ، وإذا كان هناك سلام ، سيكون هناك الكثير من المصالح بين إسرائيل ومجلس التعاون الخليجي، و دول وبلدان مثل مصر والأردن”.
فلسطينيون يلوحون بأعلام قطر ويرفعون لافتات شكراً قطر
بينما في الرياض كان هشتاق “الرياض أهم من القدس” المثير للغضب العربي يعبث في عقول المجتمع السعودي، حيث بذل الذباب الإلكتروني الذي يقوده سعود القحطاني جهداً كبيراً لانتشاره بقوة بين الشباب السعودي والعربي ويثير من التساؤلات الكثير.
وبالعودة إلى عمق العلاقات الإسرائيلية السعودية ولأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، أقلعت رحلة طيران هندية من نيودلهي إلى تل أبيب، محلقة فوق أجواء السعودية ، لتكون المرة الأولى التي تسخر فيها المملكة أجواءها لمرور رحلة متجهة إلى مطار اللد “بن غوريون” الإسرائيلي.
أيضا تصدر سيناريو التطبيع السعودي- الإسرائيلي واجهة السعودية الإعلامية بشكل لافت، وذلك على صعيد إخراج العلاقات السريّة مع تل أبيب إلى العلن، ما شكّل «صدمة» في الشارعَين السعودي والعربي، فُهمت من قِبل المختصين، بأنها متطابقة مع «سياسة الصدمات» التي يتبعها النظام السعودي مع شعبه..
وما بات يخفى التحركات السياسية السعودية في سياق تغيرات سياسية في المنطقة تقودها الإدارة الأميركية برئاسة ترامب ضمن إستراتيجية شاملة تحت مسمى “صفقة القرن” والتي تدعمها الرياض إعلاميا ومالياً بشكل ضخم لفرضها على الفلسطينيين، التي تهدف إلى إحداث تحولات كبيرة في المنطقة من خلال تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج في كافة المجالات العسكرية والاقتصادية والأمنية والدبلوماسية وأخيرا القفز عن المسألة الفلسطينية من خلال إدارة الصراع وعدم إيجاد حلول في المرحلة القادمة وترتيب موضوع المقدسات في القدس باعتبارها تقع ضمن عاصمة إسرائيل الأبدية.
ومن أخطر الخطوات التطبيعية التي أقدم عليها الإعلام السعودي، حوار مثير للجدل لصحيفة «سبق» السعودية المحلية واسعة الانتشار، مع حاخام يهودي وأشاد بنشاط النظام السعودي، وفيه أيضاً دعوات للاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل.
وبعد كل مؤشرات التطبيع الإسرائيلي السعودي يتضح بأن عكاظ ومن خلال ما تنشره باتهام قطر بالالتفاف على الفلسطينيين ما هي إلا لعبة مكشوفة وتلفيق علني تختبئ خلفه معطيات الانسجام الاقتصادي السياسي والأمني بين تل أبيب والرياض ولعل الأيام القادمة تكون كاشفة لما هو أعظم من ذلك.