السادة يفتتح “صنع في الصين” بنسخته الثالثة

الدوحة – بزنس كلاس:

تتواصل الفعاليات الاقتصادية في البلاد مع ارتفاع وتيرة النشاط بالاتجاه الاقتصادي لكثير من الفعاليات بالتزامن مع ترأس حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى لاجتماعات المجلس الأعلى للشؤون الاقتصادية والاستثمار، حيث افتتح سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة -وزير الطاقة والصناعة- مساء أمس، النسخة الثالثة من معرض «صنع في الصين»، الذي تنظمه غرفة قطر، تحت رعاية معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وبحضور كل من سعادة الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني رئيس غرفة قطر، والسيد صالح بن حمد الشرقي مدير عام غرفة قطر، وسعادة السيد لي تشن سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الدوحة.
ينطلق المعرض بمشاركة أكثر من 80 شركة عارضة، تمثل مختلف القطاعات الاقتصادية والتجارية في جمهورية الصين الشعبية، ويستمر لمدة 4 أيام بمركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات.
تلبية حاجة السوق
وصرح سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة -وزير الطاقة والصناعة- للصحافة قائلاً: «مع انطلاق النسخة الثالثة من معرض «صنع في الصين» فإنه من الملاحظ أن عدد العارضين يزداد في كل نسخة جديدة، بالإضافة إلى ارتفاع مستوى جودة المواد المعروضة، وأن علاقتنا بالصين علاقة قوية جداً، خاصة في مجالات التجارة والصناعة».
وبيّن سعادته أن هذا المعرض يسهم في تقوية العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، وقد رأينا معروضات ركزت على ما يحتاجه السوق القطري، مضيفاً أن قطر تشهد نهضة مباركة في كثير من الإنشاءات المتنوعة والمختلفة، والمعرض يعرض آخر ما توصل له الصينيون من مواد إنشائية وتكنولوجية، منوهاً بأنه بات معرضاً سنوياً يرتفع مستواه من سنة لأخرى، مؤكداً على تقديم الدعم لكافة المجهودات التي تبذل لإنجاح مثل تلك المعارض.
وأضاف: «من المعلوم أن الدوحة في حركة دائمة من مشاريع ونهضة ومعارض، وهي مزدحمة تماماً بالأنشطة، حيث أصبحت قاعات مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، تنتقل من معرض إلى آخر، وأصبحت قطر جالباً للشركات العالمية والنشاطات المختلفة كما كانت دائماً».
تحالفات ثنائية
من جانبه، أشاد سعادة الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني -رئيس غرفة قطر- بالمشاركة الواسعة من قبل الشركات الصينية، التي جاءت إلى دولة قطر من أجل المشاركة في معرض «صنع في الصين»، لافتاً إلى أن مشاركة أكثر من 80 شركة من كبرى الشركات الصينية في المعرض تؤكد ثقة هذه الشركات بالسوق القطري، على الرغم من الحصار الجائر على دولة قطر من قبل بعض الدول الخليجية المجاورة.
ولفت الشيخ خليفة بن جاسم إلى أن معرض «صنع في الصين» يوفر أرضية خصبة للشركات القطرية للاطلاع على ما تقدمه الشركات الصينية من ابتكارات تكنولوجية حديثة، ومنتجات صناعية، وحلول تقنية، تساعد في إقامة صناعات جديدة في قطر، منوهاً بأن هذه الأرضية سوف تساعد في تكوين تحالفات بين الشركات القطرية والصينية بما يعزز من علاقات القطاع الخاص القطري مع العالم، ويترجم توجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في خطابه الأخير، في دور الانعقاد الـ 46 لمجلس الشورى، بضرورة التوسع في العلاقات الاقتصادية والتجارية القائمة، وبناء علاقات ثنائية جديدة.
وأشار إلى أن معرض «صنع في الصين» يقام في دورته الثالثة على التوالي هذا العام، بعد النجاح الذي حققه في الدورتين السابقتين، حيث تم تنفيذ العديد من العقود والتحالفات بين شركات قطرية وصينية، لإقامة مشروعات يستفيد منها الاقتصاد القطري، لافتاً إلى متانة العلاقات التي تربط بين دولة قطر والصين، وتطور التعاون التجاري بين البلدين، خصوصاً في السنوات الأخيرة، حيث يزيد حجم التبادل التجاري عن 20 مليار ريال قطري، متوقعاً تزايد التبادل التجاري بين البلدين، خصوصاً بعد أن تم تدشين خطوط بحرية مباشرة بين ميناء حمد الدولي وبعض الموانئ الصينية.
استقطاب الشركات
بدوره، أكد سعادة السيد محمد بن أحمد بن طوار -نائب رئيس غرفة قطر- أن المعرض يعد فرصة جيدة لمجتمع الأعمال القطري والمهتمين، للتعرف بشكل أوسع على المنتجات الصينية في مجالات مواد البناء والديكور وأجهزة الطاقة الشمسية والزراعة والأعمال الهندسية وأنظمة معالجة المياه والأجهزة الطبية، وهو فرصة أيضاً لعقد صفقات وشراكات مع الموردين والوكلاء والمصنعين الصينيين، خاصة وأن المعرض في كل نسخة يستقطب شركات جديدة لم يسبق لها المشاركة من قبل، وهو ما يؤكد أن المعرض أصبح نافذة للقطاع الخاص القطري، للاطلاع على أبرز المنتجات الصينية في عدد من القطاعات التي تتميز بها.
وأوضح أن إقامة المعرض للعام الثالث على التوالي يعكس اهتمام الجانب الصيني بالسوق القطري، والرغبة في دخول تحالفات مع أصحاب الأعمال القطريين، وهو ما لمسناه من خلال الإقبال الصيني على المشاركة، مشيراً إلى أن الغرفة استضافت عددًا كبيراً من الوفود التجارية الصينية خلال الثلاثة أعوام الماضية، بهدف تعزيز العلاقات التجارية، والتعرف على فرص الاستثمار المتاحة في مختلف القطاعات الاقتصادية في البلدين.
ودعا بن طوار أصحاب الأعمال والشركات والموردين والوكلاء لزيارة المعرض الذي يعقد على مدار أربعة أيام، للتعرف عن كثب على المنتج الصيني في عدد من القطاعات، وبحث إقامة شراكات وصفقات، والاستفادة من التكنولوجيا الصينية في مجالات التصنيع كافة، خاصة وأن قطر تشهد الآن عقب الحصار إنشاء عدد كبير من المصانع، وهو ما يعد فرصة للتعاون مع الصين الرائدة في هذا المجال.
تبادل الخبرات
فيما قال السيد صالح بن حمد الشرقي -مدير عام غرفة قطر- إن معرض «صنع في الصين» هذا العام قد شهد مشاركة واسعة من الشركات الصينية، التي تمثل مختلف القطاعات الاقتصادية والتجارية في جمهورية الصين الشعبية، منوهاً في تصريحات صحافية بالإقبال الواسع على المعرض في يوم الافتتاح، خصوصاً من قبل رجال الأعمال والمستثمرين، والذين اطلعوا على الصناعات التي تقدمها الشركات الصينية المشاركة في المعرض، وتباحث بعضهم مع الشركات الصينية من أجل إقامة تحالفات مشتركة تسهم في نقل التكنولوجيا الحديثة التي تنتجها هذه الشركات إلى قطر».
وبيّن أن ظروف الحصار الجائر على دولة قطر لم تثنِ الشركات الصينية الكبرى عن المشاركة في المعرض وعرض صناعاتها أمام السوق القطري، لافتاً إلى أن الشركات الصينية تأمل في دخول السوق القطري من بوابة هذا المعرض، والذي يجمع المستثمرين القطريين والصينيين تحت سقف واحد، مما يتيح الفرصة لمناقشة جميع القضايا المتعلقة بتعزيز الاستثمارات المتبادلة.
وأوضح أن معرض «صنع في الصين» يهدف إلى تعزيز التعاون بين أصحاب الأعمال من البلدين، والاستفادة من الخبرة الصينية في الصناعة وتبادل الخبرات وخلق صفقات تجارية بين الشركات.
وتوقع الشرقي الاتفاق على إبرام العديد من الصفقات التجارية بين رجال أعمال قطريين ونظرائهم من أصحاب الشركات الصينية المشاركة خلال الأيام المتبقية من المعرض، لافتاً إلى أن بعض الشركات الصناعية الصينية ترغب في تسويق منتجاتها إلى السوق القطري، وسوف تنتهز مشاركتها في المعرض، للتباحث مع وكلاء قطريين لتوزيع منتجاتها في قطر.
وأوضح أن هنالك العديد من الفرص الاستثمارية التي سيتم بحثها بين رجال الأعمال من البلدين خلال المعرض، والتي تهيئ الفرصة نحو إبرام تحالفات قطرية صينية في بعض القطاعات الصناعية الإنتاجية.
تعاون تجاري كبير
من جهته، أكد سعادة السيد لي تشن -سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الدوحة- أن دولة قطر تتطور بشكل متواصل وسريع في جميع المجالات، وهناك تعاون تجاري واقتصادي كبير وملموس بين البلدين، إذ إن هناك اهتماماً من قبل الشركات الصينية بالاستثمار والتواصل مع الشركات القطرية، لافتاً إلى أن الصين ترحب برجال الأعمال القطريين، خاصة في زيارتهم والاستثمار في الصين، وإقامة الشركات والتعاون أكثر مع الشركات الصينية.
وبين أن حجم التبادل التجاري شهد ارتفاعاً ملموساً خلال التسعة أشهر الأولى من عام 2017، إذ ارتفع بنحو 30 % عن نفس الفترة من العام الماضي، لافتاً إلى أن حجم التبادل التجاري تجاوز 5 مليارات دولار خلال التسعة أشهر الأولى من العام الحالي.

السابق
صاحب السمو يترأس اجتماع المجلس الأعلى للشؤون الاقتصادية والاستثمار
التالي
التوسع بمبادرة “المنتج الوطني”