وكالات – بزنس كلاس:
السعودية مستعدة لزيادة إنتاجها من النفط ردا على التراجع المتوقع في حجم النفط الخام الإيراني في الأسواق الدولية بعد انسحاب الرئيس الأمريكي ترامب من الاتفاق النووي الإيراني، هذا ما قاله وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي لوكالة الأنباء السعودية “واس”.
وقد دعمت السعودية قرار ترامب بشأن الاتفاق النووي، على عكس حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا الغربية: إذ أعلن رؤساء فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا التزامهم بدعم الاتفاق النووي الإيراني.
بينما عارضت روسيا والصين، اللتان وقّعتا على الاتفاق أيضاً، قرار ترامب، ومن غير المرجح أن تجري أية تغييرات على علاقاتهما الاقتصادية مع إيران بعد الانسحاب الأمريكي، بحسب موقع Business Insider الأمريكي.
النفط الإيراني…واستقرار سوق النفط العالمي
وقال المسؤول السعودي “على إثر انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، نؤكد على التزام المملكة بدعم استقرار الأسواق البترولية لما فيه مصلحة المنتجين والمستهلكين، وسنعمل مع كبار المنتجين داخل أوبك وخارجها، ومع كبار المستهلكين للحد من آثار أي نقص في الإمدادات”
ويقدر المحللون أنه بناء على عدد الدول التي قررت وقف استيراد الخام الإيراني لتجنب غضب ترامب، فإن توافر الخام الإيراني قد ينخفض بما يقدر بـ 300 ألف إلى مليون برميل في اليوم.
يذكر أنه في المرة الأخيرة التي فرضت فيها الولايات المتحدة عقوبات على طهران، انخفضت صادراتها من النفط الخام بمقدار مليون برميل يوميا.
زيادة النفط السعودي…تنذر بنهاية أوبك
يمكن أن يضع قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق الإيراني حدا لمنظمة “أوبك”. فكما نوقش على نطاق واسع في أعقاب قرار الرئيس ترامب، فإن عودة العقوبات على إيران قد يتسبب في إعاقة إمدادات النفط، إذ تتراوح التقديرات ما بين نقص مليون برميل يوميا إلى التوقف التام للإمدادات الإيرانية، بحسب تقرير آخر لموقع Business Insider الأمريكي.
ويبدو أن هناك نوعا من الاتفاق بين الولايات المتحدة والسعودية، وهو أنه إذا ما تولت واشنطن الحرب على إيران، ستتدخل السعودية لمنع ارتفاع أسعار النفط الخام، وهي مشكلة دائمة بالنسبة للسياسيين الأمريكيين. وقال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين يوم الثلاثاء إنه لا يتوقع زيادة في أسعار النفط، مضيفا: “أجرينا محادثات مع أطراف مختلفة…وستكون مستعدة لزيادة إمدادات النفط”.
لكن إذا رفعت السعودية الإنتاج، فعليها أن تتراجع عن اتفاق أوبك. إذ أن أية زيادة أحادية في العرض تنتهك روح الميثاق، ومن المرجح أن تؤدي إلى قدر أقل من عدم ضبط النفس من الأعضاء الآخرين.
السعودية…المستفيد الأكبر
قد تكون السعودية المستفيد الأكبر من قرار ترامب، ليس فقط من ناحية جيوسياسية، ولكن لأن أي انخفاض في العرض الإيراني سيدفع الأسعار إلى الزيادة، ما يزيد المكاسب المالية للرياض دون أي عناء.
وفي الواقع، ترغب السعودية في ارتفاع أسعار النفط، مع شائعات بأنها كانت تستهدف الوصول إلى 80 دولاراً للبرميل، أو حتى 100 دولار للبرميل. وتحتاج المملكة إلى زيادة أسعار النفط لسد فجوات العجز في الميزانية، كما أنها ترغب في زيادة الأسعار قبل طرح أسهم شركة “أرامكو” للاكتتاب العام.