الرياض ليست ذلك الشريك المهم

وكالات – بزنس كلاس:

وجهت صحف عالمية انتقادات للسياسة العنيفة التي تنتهجها السعودية، خاصة في أزمتها مع كندا، وعبرت عن رفضها لسياسة استعراض العضلات، وفي هذا الصدد، قالت مجلة “لايز أفار” الكندية أن السعودية التي تتهم كندا بالتدخل في شؤونها الداخلية، على المستوى السياسي، فالإجابة الاقتصادية لا تعني شيئاً لأن السعودية ليست شريكًا تجاريًا وماليًا مهمًا لكندا..
وبيّن تقرير الذي أعده الخبير في الجيوبولتيك فرونسوا نورمود أنه على الرغم من هذه القرارات الانتقامية من جانب السعودية، مثل طرد السفير الكندي وتجميد التجارة والاستثمار، وإعادة طلابها المبتعثين، ووقف رحلات الخطوط الجوية السعودية، فإن المخاطر الجيوسياسية والخسائر التي ستلحق المستثمرين والمصدرين ستكون في مستوياتها الدنيا، باستثناء أس أن سي لافالين الدولية، الذي تأتي 11% من عائداتها من السعودية في عام 2017، وفقاً لجلوب اند ميل.
وأورد التقرير أن الإحصائيات تبرز عدم ضخامة المبادلات بين البلدين: ففي عام 2017، بلغت صادرات البضائع الكندية إلى الشرق الأوسط 1.5 مليار دولار كندي، وفقاً لإحصائيات كندا. وهذا يمثل 0.3 % من إجمالي صادرات كندا، حيث تصدر كندا بشكل رئيسي المركبات العسكرية 43% من إجمالي الصادرات إلى السعودية.
وفي عام 2014، وقعت شركة جنرال ديناميكس لاند سيستمز، وهي شركة في لندن، عقدًا بقيمة 15 مليار دولار كندي لتصدير مركباتها المدرعة الخفيفة إلى السعودية. وفي الوقت الراهن، لا يوجد ما يشير إلى أن هذا العقد مهدّد بالتوترات بين الرياض وأوتاوا بالإضافة إلى ذلك، بلغت واردات كندا من السعودية 2.6 مليار دولار كندي في العام الماضي. وهذا يمثل 0.5 % من إجمالي واردات كندا. وتستورد كندا النفط الخام بشكل أساسي، وكذلك خام النحاس والألمنيوم غير المشغول وهذا الأسبوع ، قالت السعودية أن واردات كندا النفطية لم تكن مهددة على الرغم من الأزمة الدبلوماسية مع أوتاوا. كما أن العلاقة بين البلدين هي أيضاً محدودة للغاية من حيث الاستثمار، أقل من 0.1% من الاستثمار الأجنبي المباشر الكندي (FDI) موجود السعودية، بينما تمثل كندا 0.2% من الاستثمار الأجنبي المباشر في السعودية، وفقاً لبيانات الحكومة الكندية.
واعتبر التقرير أن كندا بمثابة مثال للديمقراطيات الأخرى، وأشار تحليل المخاطر السياسية لشركة أمريكية إلى “إن تخفيف حدة الأزمة الدبلوماسية سيستغرق بعض الوقت، وأن القيادة السعودية الجديدة تستخدم أدوات اقتصادية وسياسية لإرسال رسالة لشركائها إن التدخل في شؤونها الداخلية لن يتم التسامح معه”.
وأِشار التقرير إلى أن كندا رغم الأزمة الدبلوماسية مع السعودية لكنها من ناحية أخرى على المستوى الاقتصادي والمالي، بعيدة عن ما يمكن اعتباره أزمة ولن تنخرط في سياق تشجيع الديكتاتوريات مثل السعودية على أن تكون أقل تسامحاً في مواجهة انتقادات للغرب فيما يتعلق بحقوق الإنسان.
السابق
البلدية والبيئة: لا نستورد دجاج من الدول المصابة بأنفلونزا الطيور
التالي
قطر: نحو 49 مليون معاملة حكومية في النصف الأول 2018