الرياض تنتظر القمة لتفجير الجامعة العربية

وكالات – بزنس كلاس:

أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية أن القمة العربية في دورتها الـ 29 ستعقد في 15 أبريل المقبل في الرياض. وقال في تصريحات للصحفيين: إن الأمانة العامة للجامعة تلقت “إخطارا رسميا” بذلك من السعودية.

وكان من المفترض أن تعقد القمة أواخر مارس الجاري كما جرت العادة كل عام، لكن وزير الدولة للشؤون الأفريقية أحمد القطان قال مطلع الشهر الجاري: إن موعد الانتخابات الرئاسية في مصر المقرر إجراؤها من 26 إلى 28 مارس الجاري، استدعى اقتراح موعد آخر، إلا أن هذا الموعد لم يناسب الأردن الرئيس الحالي للقمة، مضيفا انه سيتم تحديد موعد جديد.

ويأتي الإعلان عن موعد لقمة الجامعة العربية في الرياض، تحديدا، غداة تقرير نشره موقع “ميدل إيست آي” البريطاني كشف فيه تآمر أبوظبي والرياض، في قمة سرية عقدت نهاية 2015، ناقشت إقامة تحالف إقليمي من 6 دول على أنقاض الجامعة العربية ومجلس التعاون. وقد ظهرت بوادر نتائج تلك القمة من خلال الأزمة الخليجية وحصار قطر، والتي ضربت كيان مجلس التعاون في العمق.

وفي تقرير حصري كشف موقع “ميدل إيست آي” أن رجل الأعمال الأميركي اللبناني جورج نادر — مستشار نظام أبو ظبي — نظم أواخر 2015 على متن يخت في البحر الأحمر قمة سرية جمعت قادة ومسؤولين بارزين في 5 دول عربية، ناقشت تشكيل تحالف إقليمي من 6 بلدان؛ بهدف الإطاحة بالجامعة العربية ومجلس التعاون.

ونقل الموقع البريطاني عن مصدرين مطلعين ما دار في الاجتماع، أن القمة السرية، تمحورت حول إدارة تشكيل المنطقة بما يسمح بهيمنة السعودية والإمارات عليها، ومواجهة تركيا وإيران. وقال المصدران: إن نادر أكد للزعماء أن التحالف المقترح يمكن أن تعتمد عليه الولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة نفوذ تركيا وإيران، وأنه سيتولى الترويج للتحالف في واشنطن.

وجورج نادر شخصية مقربة من أبوظبي، ورجل أعمال أمريكي من أصل لبناني، ومدان في قضية استغلال أطفال جنسياً، ويتعاون حالياً مع المحقق الخاص، روبرت مولر، في قضية التدخل الروسي بالانتخابات الأمريكية في 2017، وتمويل حملة دونالد ترامب بأموال إماراتية.

وذكر الموقع، حسب ما جاء في “الخليج أونلاين” أن القادة العرب الذين حضروا “قمة اليخت السرية” من دول السعودية، والإمارات، والبحرين، والأردن، ومصر، بهدف التآمر لمواجهة ما أسمته النفوذ التركي والإيراني، واستبدال مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية بكيان جديد.
وقال نادر للزعماء الحضور إنهم إذا وافقوا على هذا المقترح “فسأضغط من أجله في واشنطن”، مضيفاً أن الكيان الجديد “يمكن أن يصبح قوة في المنطقة، ويمكن للحكومة الأمريكية الاعتماد عليه” لمواجهة نفوذ تركيا وإيران، وفقاً للمصدرين.

وفي سياق آخر متصل بجورج نادر، كشفت “ميدل إيست آي” أنه أجرى اتصالات متكررة في العامين الماضيين (2016 — 2017) مع الحرس الثوري الإيراني، رغم أنها مؤسسة إيرانية، يُعدَ لها مشروع قانون في الكونغرس الأمريكي لفرض مجموعة جديدة من العقوبات عليها، كما يمنع دخول طهران إلى منظمة التجارة العالمية. ونقل الموقع عن مصادره أن جورج نادر أسس للتواصل مع الحرس الثوري من خلال مساعدة الزعيم الشيعي العراقي، عمار الحكيم وجماعته، وأن المؤسسة العسكرية الإيرانية استخدمت نادر لتمرير رسائل إلى دول الشرق الأوسط.

ورأى الموقع أن القادة العرب قرروا، في أواخر عام 2015، أن المرشح الرئاسي الأمريكي الأفضل لهم سيكون دونالد ترامب، الذي يمكن أن يكون المفتاح لخططهم ليصبحوا “هيمنة إقليمية جديدة”.

وأوضح موقع “ميدل إيست آي” أن الأردن تراجع بشكل دراماتيكي بعيداً عن “دول اليخت” — بحسب الموقع — الأمر الذي رأته السعودية في مواقف عمان غير الكافية في فرض الحصار على دولة قطر، في يونيو الماضي، التي اكتفت بقطع العلاقات الدبلوماسية فقط.

وسلط الموقع الضوء على اتساع الفجوة بين السعودية والأردن أكثر عندما صوتت عمان ضد قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وعن دور اللوبي الذي مارسه جورج نادر في واشنطن، قال الموقع إنه برز في الآونة الأخيرة كقناة خلفية رئيسية بين أبوظبي والادارة الامريكية، مستشهداً بتقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” حول تحقيق مولر في التمويلات الإماراتية غير القانونية لحملة ترامب الرئاسية عبر نادر.

وذكرت الصحيفة الأمريكية أنه في الأسابيع الأخيرة استجوب المحقق مولر نادر حول شراء الإماراتيين النفوذ السياسي؛ من خلال توجيه الأموال إلى حملة ترامب الرئاسية. وحاول موقع “ميدل إيست آي” الحصول على تعليق من جورج نادر، والسفارات السعودية والإماراتية في لندن، دون رد.

السابق
تفاصيل.. 3798 عدد الوظائف الشاغرة في قطر
التالي
الزراعة والغذاء.. غرفة قطر تبحث مع تعزيز التعاون مع وفد باكستاني