الرياض تجدد منع حجاج قطر من أداء العمرة

الدوحة – وكالات:

قال أصحاب حملات حج وعمرة إن الجهات المختصة في وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية طلبت من الشركات التي توفر التأشيرات للعمرة بعدم استئناف العمل مع حملات الحج والعمرة في قطر استكمالا لبرنامج حظر القطريين من العمرة التي تلي شهر الحج وهي عمرة محرم 1438 هـ .

وأكد أصحاب حملات لـ الشرق أنهم أجروا اتصالات مع الشركات التي يتعاملون معها في جدة للاستفسار عن إجراءات العمرة التي تلي موسم الحج للعام 1438 هـ إلا أن أصحاب الشركات الوسيطة قالوا إن الجهات المختصة في شؤون الحج والعمرة قررت عدم التعامل أو التواصل مع حملات الحج والعمرة القطرية بناء على القرارات الصادرة من وزارة الحج والعمرة .

وقال صاحب حملة إنه حاول التفاهم مع الشركة الوسيطة التي يتعامل معها حول الخسائر الكبيرة التي لحقته خلال موسم عمرة رمضان الماضية إلا أنه لم يجد تجاوبا مع المسؤول في الشركة .

تاريخ لا ينسى

المعروف أن دول الحصار في مقدمتها المملكة العربية السعودية فرضت الحصار في الخامس من يونيو الماضي الموافق العاشر من رمضان 1438 هـ ومنذ أول يوم من فرض الحصار ومع إغلاق السفارة في الدوحة تم التوقف عن منح تأشيرات العمرة بالنسبة للمقيمين وفي الوقت ذاته منعت السلطات السعودية دخول القطريين إلى الأراضي عبر الخطوط الجوية القطرية الناقل الوطني وفرضت على القطريين المرور عبر دولتين أخريين هما دولة الكويت وسلطنة عمان ولم يكن أمام القطريين بد من السفر عبر البلدين .

وتابع العالم كله الشكاوى التي صدرت من القطريين الذين تمكنوا من الوصول إلى مكة المكرمة عبر الطرق المعقدة التي فرضتها السعودية إذ تمت مضايقة القطريين خلال أداء مناسك العمرة فضلا عن منع الكثير من القطريين حتى من الصعود على متن الطائرات التي تمر عبر الطرق المعقدة وذلك بناء على تعليمات صادرة من سلطات الجوازات في جدة إذ منعت السلطات المعنية شركات الطيران من السماح للقطريين بالصعود على متن الرحلات المتوجهة إلى جدة حتى لا يتمكنوا من الوصول إلى مكة المكرمة .

حرمان 2300 حاج

وعقب الحصار المفروض وبعد القرارات التي صدرت من قبل وزارة الحج والعمرة السعودية تم حرمان أكثر من 2300 حاج كان مخططا لهم أن يؤدوا فريضة الحج لأول مرة هذا العام .. وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في قطر بدأت إجراءات الحج في وقت مبكر رغبة منها في خدمة ضيوف الرحمن من القطريين إلا أن فرض الحصار أجهض كل الخطوات المبكرة التي رمت لخدمة القطريين .

تعاقدات خاسرة

والخسائر الكبرى التي مني بها أصحاب الحملات تتمثل في التعاقدات التي تمت وسبقت موسم الحج مع الفنادق وجهات الترحيل في مكة المكرمة إذ إن كل الحملات وقعت تعاقدات بقيمة تتراوح بين 300 ألف ريال إلى 500 ألف ريال مع الجهات السعودية وفرضت عليهم هذه الأخيرة دفع قيمة هذه التعاقدات وتم دفعها وغير معروف متى سيتم ردها ..

وتشير الشرق إلى أن عددا من أصحاب الحملات بعد أن تسلموا خطابات من غرفة تجارة وصناعة قطر قاموا بإبلاغ لجنة التعويضات والخسائر التي تكبدتها كل حملة وتتراوح الخسائر بين 500 ألف ريال إلى أكثر من مليوني ونصف المليون ريال .

استنكار دولي للحرمان

وعقب إمعان السعودية في حرمان القطريين من أداء العمرة والحج وفرض شروط محددة عليهم لأداء فريضة الحج استنكرت المنظمات الدولية الحقوقية التصرفات التي أقدمت عليها سلطات الحج في السعودية وسلطات الطيران المدني في المملكة العربية السعودية .. ومن بين المنظمات الدولية الحقوقية التي انتقدت حرمان القطريين من الحج المنظمة العربية لحقوق الإنسان وحركة المواطنة الكندية والمنظمة السويسرية لحقوق الإنسان والمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ..ورأت هذه المنظمات أن ما تم من إجراءات هو حرمان القطريين من الحج وفي نفس الوقت تسييس الفريضة وتحد جديد لكل المواثيق وخرق للاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان كما أن الإجراءات منعت من حق ممارسة الشعائر الدينية بجانب مخالفة صريحة لتعاليم وشرائع الدين الإسلامي الحنيف .

واستنكرت المنظمات الحقوقية مضايقة القطريين خلال الحج والعمرة في فنادق مكة المكرمة وطردهم منها ومضايقتهم في مطار جدة عند التوجه للعمرة . وفي الوقت ذاته تمت مضايقة المقيمين في منفذ سلوى الحدودي عند خروجهم للعمرة من خلال التأشيرات التي كانوا تسلموها قبل فرض الحصار وإغلاق السفارة السعودية في الدوحة .

استهجان للادعاءات الكاذبة

استهجن الرأي العام في قطر وفي العالم الإسلامي الادعاءات الكاذبة التي تفوهت بها أجهزة إعلام دول الحصار خاصة في المملكة العربية والتي قالت إن المملكة العربية السعودية لم تحرم القطريين من أداء الشعائر وقدمت التسهيلات في حين أن وزارة الأوقاف في قطر كذبت هذه الادعاءات إذ أكدت على عدم التواصل بين وزارة الحج في السعودية وإدارة الحج والعمرة في قطر كما استنكر الرأي العام محليا ودوليا الادعاءات التي تحدثت عن أن القطريين أدوا العمرة بيسر وسهولة في حين تمت مضايقتهم خلال موسم العمرة .. ورفضت أجهزة الإعلام المهنية الصادقة المسرحية التي تم تدبيرها بتصوير لافتة ترحيب كبيرة ترحب بالحجاج القطريين في المعسكر الذي أعدته لهم السلطات المختصة في منى ..

30 حملة توقفت عن العمل

300 مليون ريال خسائر حملات الحج والعمرة

وقد تعطلت أكثر من 30 حملة حج وعمرة في قطر مع حرمان القطريين من الحج وتكبد أصحابها خسائر كبيرة بلغت ملايين الريالات .. وتابعت الشرق تطورات حرمان القطريين من الحج حيث تواصلت مع عدد من أصحاب الحملات من بينهم حمد الشهواني صاحب حملة القدس للحج والعمرة ومحمد جمعة الكواري صاحب حملة الدوحة للحج والعمرة وإبراهيم المفتاح صاحب حملة الأقصى للحج والعمرة وجاسم الحردان صاحب حملة التوبة وعدد من أصحاب الحملات.

وجدد أصحاب الحملات القول إنهم تكبدوا خسائر كبيرة خلال موسمي عمرة رمضان والحج الماضي إذ إن خسائر الحملات خلال موسم العمرة بلغت أكثر من 100 مليون ريال بينما بلغت خسائر الحج أكثر من 200 مليون ريال وغير معروف كيف ستتمكن هذه الحملات من تجاوز هذه الخسائر التي منيت بها لأول مرة في تاريخ الحج الذي يمنع فيه القطريون لأول مرة من زيارة بيت الله الحرام منذ بناء الكعبة المشرفة .

واشتكى أصحاب الحملات من أنهم دفعوا أكثر من 9 ملايين ريال هي قيمة نحو 30 ألف تأشيرة كانوا طلبوها للمعتمرين خلال رمضان إلا أنه بعد فرض الحصار لم يتمكنوا من الحصول على التأشيرات كما أنه لم ترد إليهم أموالهم.

السابق
الحصار دخل شهره الخامس: صخر قطر يحطم الموج
التالي
موانئ: إطلاق “سوق الميناء” في الرويس قريباً