لندن – وكالات:
تمكّن الذهب أخيراً من تخطي العتبة السعرية التي تتراوح بين 1200- 1300 دولار للأونصة، والتي سادت منذ شهر فبراير.
وبحسب تقرير «ساكسو بنك»، فقد جاء الارتفاع فوق مستوى 1300 دولار للأونصة من استمرار ضعف الدولار مقابل اليورو والين الياباني، بناء على الأخبار التي مفادها أن كوريا الشمالية أطلقت صاروخاً باليستياً مر فوق اليابان. وفي وقت لاحق من الأسبوع الماضي، تلاشى الدعم الضعيف للدولار، إلا أن الذهب تمكّن من الحفاظ على مكانته.
وواصلت أسعار الذهب صعودها، فيما استقرت أسعار الين الياباني والعائدات الحقيقية الأميركية خلال الأسابيع القليلة الماضية. وجاء بعض من هذا التفوق في الأداء –والذي كان يُنظر إليه بالمقارنة مع الفضة شقيقته بين المعادن الثمينة– جرّاء المخاوف من كوريا الشمالية، والقلق بشأن الرئيس ترمب، وتمايل سوق الأسهم.
وبشكل متزايد، تظهر شخصية ترمب أكثر عزلة، مع عجزه عن سن السياسة في الداخل، ومشاعر الكره تجاهه، وعدم الثقة به في الخارج. ولا يزال ابتعاده عن المنطق -والذي يظهر غالباً في تغريداته الطائشة وغير المدروسة- قادراً على تحريك الأسواق، وتلعب حالة عدم اليقين هذه دوراً كبيراً في إضافة الدعم لأسعار الذهب.
وظهر هذا الدعم من خلال الإجراءات التي اتخذتها صناديق التحوّط، والتي واصلت طوال الأسابيع الخمسة الماضية إضافة الطول، مع تقليص مراكز البيع على المكشوف. وفي الأسبوع المنتهي بـ 22 أغسطس، عزّزت هذه الصناديق صافي مراكزها لشراء الذهب إلى 196 ألف لوت، وهو أقل بنسبة 31 % من الرقم القياسي الذي بلغ 287 ألف لوت من يوليو 2016.
وشهد الاستسلام الكامل لإجمالي مركز البيع على المكشوف إلى 13200 لوت فقط، ارتفاع معدّل الشراء إلى البيع إلى 16، وهو أعلى مستوى يصل إليه منذ ديسمبر 2012.
ويمكن أن يتحوّل مثل هذا الموقف المتطرف نسبياً لصالح جانب الشراء إلى مشكلة إذا فشل الاختراق الحالي وانخفضت أسعار الذهب إلى ما دون مستوى الدعم. ويشكّل ذلك في الوقت الراهن مؤشراً على الاعتقاد القوي في ارتفاع الأسعار. وظهرت إشارات ذلك اليوم عندما أخفق تقرير فرص العمل الأميركية الضعيف في دفع أسعار الذهب نحو مزيد من الارتفاع، في الوقت الذي عزّز فيه الدولار أسعاره وانخفضت السندات.
وفي الوقت الراهن، يواصل «ساكسو بنك» التأكيد على هدفه طويل الأجل بحلول نهاية العام عند 1325 دولاراً للأونصة، ولكن مع انحراف المخاطرة بالاتجاه التصاعدي. وتتجلى أهداف الاتجاه التصاعدي في الوصول إلى الارتفاعات التي تحققت بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وذلك عند 1337 دولاراً و1375 دولاراً للأونصة على التوالي. ويمثّل السعر الأخير ارتداداً بنسبة 38.2 % من عمليات البيع بين عامي 2011 و2015.