الذكرى السنوية لاختراق “قنا”.. “الحرب” مرت من هنا!

الدوحة – بزنس كلاس:

يصادف يوم غداً الأربعاء 23 مايو / ايار الذكرى السنوية الأولى لاختراق قراصنة من الإمارات العربية المتحدة، كما اثبتت التحقيقات لاحقاً، موقع وكالة الأنباء القطرية “قنا”، في جريمة إلكترونية وصفت بأنها الأخطر والأسوأ في هذا النوع. واستغلت دول الحصار حينها ذلك الاختراق لدس أخبار مزيفة عن دولة قطر وأميرها المفدى من أجل فتح النار على الدوحة من كل الجهات كي تسقط بـ “نيران صديقة”. ولم تكن عملية الاختراق سوى مقدمة خبيثة لخطة شريرة لم ترد اي خير لا بدولة قطر وشعبها ولا بأي من شعوب دول الخليج، خصوصاً بعد أن شهد الجميع تداعياتها المؤلمة للجميع إنسانياً واقتصادياً وسياسياً.

فضيحة الاختراق وجسامته كسابقة خطيرة في تاريخ العلاقات الدولية أثارت استياء المجتمع الدولي الذي اصطف بقوة مع قطر بعد أن أعجب بدبلوماسيتها (العاقلة الوقورة) وهى تخوض معركتها في إدارة الأزمة متسلحة بالموضوعية وعدم الإسفاف‘ مع صدق النوايا والانفتاح على الحوار الدبلوماسي المتزن الهادئ بعيدا عن الانفعال ‘ وممسكة في نفس الوقت (بشعرة معاوية) انطلاقا من مسؤولياتها والتزاماتها القومية تجاه الأشقاء وحتى لا يتصدع البيت الخليجي؛ وفى هذا السياق جاء ترحيب والتزام القيادة القطرية منذ تفجر الأزمة بالوساطة الكويتية المشكورة كسبيل لعبور وحل الأزمة بينما قبلها المحاصرون صوريا دون الوفاء ببنودها ‘ وبدلا من ذلك شغلوا أنفسهم بالبحث عن اتهامات بلا قرائن أو أدلة. مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (اف .بى. اى) تعاطف مع الدوحة ودخل على خط تحقيق الفضيحة، ونقلت صحف أميركية عن مصادر بارزة وقوف دولة الإمارات خلف الاختراق. فيما أكدت الدوحة أنها ستتابع المتورطين…السطور التالية ترصد محطات الاختراق ويومياته…

* 23 مايو 2017 : اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية وبث تصريحات منسوبة إلى صاحب السمو ، وسارعت قطر بتكذيب الادعاءات ودعت وسائل الإعلام إلى تجاهلها.

* 24 مايو: وكالة الأنباء القطرية (قنا) تعلن قرصنة حسابها على تويتر، ودول عربية وأجنبية تعبر عن استعدادها للمشاركة بالتحقيق في الاختراق.
– مدير مكتب الاتصال الحكومي الشيخ سيف بن أحمد آل ثاني يقول إن ما تم نشره ليس له أي أساس من الصحة، وأكد أن الجهات المختصة في قطر تباشر التحقيق لبيان ومحاسبة كل من قام بهذا الفعل “المشين”، على حد وصفه.

* 25  مايو: وزارة الخارجية القطرية تستغرب مواصلة بعض وسائل الإعلام تداول الأخبار الملفقة، ووزير الخارجية سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني يقول إن اختراق الوكالة القطرية جريمة إلكترونية سيتم تشكيل فريق للتحقيق فيها والوصول إلى مرتكبيها وتقديمهم للقضاء.

* 2 يونيو: محققون من مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) يشاركون في التحقيقات الخاصة باختراق وكالة الأنباء القطرية، ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر وصفته بأنه مقرب من التحقيق إن فريقا من “أف بي آي” موجود في الدوحة منذ أسبوع بعدما طلبت الحكومة القطرية مساعدة واشنطن. وقالت قطر إنها ستلاحق وتقاضي المسؤولين عن عملية قرصنة الموقع الرسمي لوكالة قنا، مؤكدة أن بعض الدول الشقيقة والصديقة أبدت استعدادها للمشاركة في عملية التحقيق.

* 5 يونيو: السعودية والبحرين والإمارات ومصر تعلن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر وبدء حصارها، وطلبت من الدبلوماسيين القطريين المغادرة، وأغلقت كافة المجالات والمنافذ الجوية والبرية والبحرية مع الدوحة.

– وزارة الخارجية تُعرب – في بيان لها عن أسفها واستغرابها الشديدين من قرار دول في مجلس التعاون الخليجي، وقالت الوزارة إن هذه الإجراءات “غير مبررة وتقوم على مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة”. وأضافت أن دولة قطر تعرضت لحملة تحريض تقوم على افتراءات وصلت حد الفبركة الكاملة، “مما يدل على نوايا مبيتة للإضرار بالدولة”.

– وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون يدعو دول التعاون للحفاظ على وحدتها، والعمل على تسوية الخلافات بينها.

– تركيا تدعو إلى الحوار، وتقول إنها مستعدة للمساعدة في جهود تهدئة الأزمة.

* 8 يونيو: مواقع شبكة الجزيرة ومنصاتها الرقمية تتعرض لمحاولات اختراق ممنهجة ومتزايدة، كما تعرض الموقع الإلكتروني لتلفزيون قطر لمحاولات مماثلة قبل أن تتصدى لها أنظمة الحماية.
واستهدفت محاولات الاختراق الممنهجة والمستمرة كل أنظمة شبكة الجزيرة ومواقعها ومنصاتها في وسائل التواصل الاجتماعي، وتشهد هذه المحاولات تزايدا كبيرا وبإتباع أساليب مختلفة.

–    شبكة “سي أن أن” الأميركية تعلن أن المحققين الأميركيين يشتبهون في تورط قراصنة روس في عملية اختراق الوكالة وبث أخبار مفبركة عبرها. ووفقا للشبكة، فإن المحققين توصلوا إلى أن قراصنة روسيين كانوا وراء التقارير المفبركة التي نشرت عبر موقع وكالة الأنباء القطرية عقب اختراقه، وأوضحت أن هذه المعلومات تم التوصل إليها في البحث الذي يجريه فريق من مكتب التحقيقات الفدرالي موجود في الدوحة لمساعدة الحكومة القطرية بالقضية.

اتهام دولة الإمارات
* 17 يوليو: صحيفة “واشنطن بوست” تنقل عن مسؤولين في المخابرات الأميركية إن الإمارات العربية المتحدة تقف وراء اختراق وكالة الأنباء القطرية ومواقع حكومية أخرى، وهو ما أدى إلى اندلاع أزمة الخليج. وبحسب الصحيفة، فإنه ليس من الواضح من معلومات المخابرات الأميركية ما إذا كانت الإمارات هي التي قامت بالقرصنة بشكل مباشر أو أنها أوكلت لمتعاقدين القيام بذلك.
وذكرت الصحيفة نقلا عن مسؤولين في المخابرات الأميركية أن مسؤولين كبارا في الحكومة الإماراتية ناقشوا خطة قرصنة وكالة الأنباء القطرية في 23 مايو 2017، أي قبل يوم من حادث القرصنة.

* 18 يوليو: قطر تعرب عن أسفها لما نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية بشأن ضلوع دولة الإمارات في جريمة القرصنة التي تعرض لها الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء القطرية، مؤكدة أنها ستلاحق مرتكبي هذه الجريمة.

وقال مدير مكتب الاتصال الحكومي الشيخ سيف بن أحمد آل ثاني إن المعلومات التي نشرتها الصحيفة الأميركية تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ارتكاب جريمة القرصنة التي تعرض لها الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء القطرية، مضيفا أن ارتكاب جريمة القرصنة من قبل دولة خليجية يعد خرقا للقانون الدولي وللاتفاقيات الثنائية بين الدول.

وأكد في الوقت نفسه أن تحقيقات النيابة القطرية ما زالت مستمرة، وأن قطر ستتخذ الإجراءات القانونية لمقاضاة مرتكبي هذه الجريمة والمحرضين عليها أمام القضاء القطري أو الجهات الدولية المختصة بجرائم الإرهاب الإلكتروني.

* 19 يوليو: قناة “أن بي سي” الأميركية تنقل عن مسؤولين أميركيين، تأكيدهم صحة التقارير عن قرصنة الإمارات وكالة الأنباء القطرية. ونقلت القناة عن مسؤول أميركي استخباراتي أن واشنطن ترى أن الإمارات مسؤولة عن قرصنة الوكالة، وأنها استخدمت متعاقدين خاصين لتنفيذ العملية. وأبلغ مسؤولون أميركيون قناة “أن بي سي” أن فبركة المعلومات عن قطر تهدف للإضرار بعلاقاتها مع واشنطن. وأكدوا أن المعلومات عن دفع دولة قطر فدية لتحرير صيادين قطريين كانوا مخطوفين في العراق، هي معلومات مفبركة.

 اعتقال 5 متهمين ضمن تعاون تركي
* 24 أغسطس.. يكشف سعادة الدكتور علي بن فطيس المري النائب العام ، عن توقيف 5 أشخاص على صلة بجريمة الاختراق . وقال سعادته إنه وفي إطار التعاون بين دولة قطر والجمهورية التركية في مجال مكافحة الهجمات والجرائم الإلكترونية، قامت السلطات التركية بإيقاف 5أشخاص متورطين في الجريمة. وأوضح سعادته أنه بعد الجريمة بدأت السلطات القطرية تحقيقا بالداخل والخارج ، وتواصلت مع دول صديقة للمساعدة في الموضوع، باعتبار أن الجرائم الإلكترونية عابرة للحدود بطبيعتها.

المفاجآت تتوالى
* 30 أكتوبر.. تتوالى مفاجآت الجريمة القرصنة وتفتضح تفاصيل أكثر عمقا‘استنادا إلى ما كشفته آخر التحقيقات والنتائج التي أعلن عنها الجهاز الوطني لمكافحة الجريمة السيبرانية في بريطانيا “كوارتز”، مفاجأة جديدة تتعلق بالقرصنة .

التفاصيل المهمة التي أعلن عنها “كوارتز” تعتمد على تقرير أعده الصحفي والمحلل المختص بشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بيتر ساليسبري كشف فيه عن تفاصيل الأمر قائلاً: “كل شيء بدأ باختراق سيبراني”. وجاءت أهم الحقائق التي كشفتها “كوارتز” لتؤكد أن المحاولة بدأت قبل نحو شهر من القرصنة الحقيقية، وبالتحديد في 19 أبريل ، حينما نجح قراصنة من الوصول إلى موقع الويب على شبكة الإنترنت التابع لوكالة الأنباء . وان عناوين بروتوكولات هؤلاء القراصنة كانت روسية (لكن تقنياً فإن ذلك لا يثبت أن الاختراق قد تم من داخل روسيا ).

ويضيف تقرير الصحفي البريطاني انه بعد ثلاثة أيام من محاولات القراصنة البحث عن ثغرات موقع “قنا”، وجدوا أخيرا ضعفاً في ترميز الشبكة الداخلية للوكالة واستطاعوا الدخول، وبعد أسابيع، وفي مساء يوم 23 مايو، دخل الهاكرز نظام الوكالة ، وقاموا بتحميل القصة الإخبارية الملفقة المنسوبة إلى حضرة صاحب السمو أمير البلاد.

ويكشف التقرير انه في حوالي الساعة 11 مساء يوم 23 مايو، قبل نشر الخبر المزيف بقليل، بدأ موقع الوكالة على الإنترنت في ملاحظة ارتفاع غير عادي في حركة المرور، وقام اثنان من عناوين الـ”آي بي” في الإمارات بالوصول إلى الصفحة الرئيسية لموقع الويب وتحديثها عشرات المرات على مدار الساعة والنصف التالية، ويبدو أنهم كانوا في انتظار “خبر ما”.

وهكذا يتضح من التحليل الذي قدمه الصحفي بيتر ساليسبري وتداعيات المواقف السياسية أن كل ما تم كان طُعماً ليس لاستدراج قطر، ولكن لاستدراج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي ابتلع الطعم وذهب في ردة فعله إلى القدر الذي دفع إلى الاعتقاد بأن قرار حصار قطر، كان فكرته، لكنه وبعد أن اتضحت الرؤى كاملة عنده حث بعد ذلك دول الخليج على إيجاد حل دبلوماسي للأزمة.

السابق
إطلالات العرس الملكي توّجتها القبعات…إليك أكثر ما أعجبنا
التالي
بورصة قطر: رسملة السوق تبلغ نحو 500 مليار ريال