يمكن القول إنّ باب المنزل، وهو أولّ ما يطالع الزائر، تحفة فنيّة بتصميمه، أراده المهندس بمثابة لوحة فائقة الدقّة والابتكار، بما أنّه عنوان المنزل الذي يطبع هويته الخارجية كما الداخلية، فهو يطلّ مباشرة على قاعات الاستقبال.
مصنوع من الخشب الماسيف ومحفور يدوياً بتقنية ثلاثية الأبعاد، ومقطّع إلى ثلاثة أجزاء. وزاده تفنّناً لونه البني المائل إلى الرمادي، ليظهر المزيج باللون الرصاصي. ويقول المهندس لحود: «إنّ الرائج اليوم هو التفنّن في مزج ألوان الخشب، ليصبح خارج المألوف، أو الكلاسيكي الذي اعتدنا دوماً رؤيته في معظم أعمال الهندسة والأثاث».
وتماشياً مع لون الباب الرئيس، انسحب تنسيق الألوان على بقية الأجزاء الداخلية. اللوحة اكتملت في قاعات الاستقبال التي ارتدت ورق الجدران، واختفت الأبواب التي تتفرع إلى اليمين واليسار بفنّ أيضاً. فالأبواب من الزجاج، وُضع ورق الجدران في داخلها كي لا تتشوّه اللوحة على الجدران، وقابلتها لوحتان في الأرض والسقف.
الأرض لوحة فنية، مزيج من الرخام البيج والأسود، قابلتها لوحة بالخيوط المتناسقة نفسها في السقف الذي تزيّن بالزجاج البيج والأسود أيضاً مثل تصميم الأرض.
وفي موازاة زخرفة الأرض والسقف، كان لا بدّ للمهندس من أن يستعين باللّمسة الهادئة والخفيفة للكونسول. واحد عن يمين الممرّ وآخر عن يساره. ركائزهما من النحاس البسيط التصميم يعلوهما الخشب اللماّع.
الطراز النيوكلاسيكي الذي طبع المنزل تجسّد في أثاث الصالونات، الفاخرة والبسيطة التصميم في آن معاً. أول صالون شغله مقعد بيج وثير، إلى جانبه مقعد صغير باللون الأصفر، ليضفي حياة على الجلسة، قابلته زهرية أيضاً بلمسة صفراء وبرتقالية من الزجاج، في داخلها شتلة ليمون أكملت اللمسة المفعمة بالحياة. أما طاولة الوسط، فتصميمها لافت وقاعدتها بخيوط فنيّة من النحاس المعتّق، ووجهها من الزجاج الكريستال، يضفي لوناً أبيض ناصعاً.
خلف المقعد البيج وُضعت المدفأة على طول الجدار داخل خشب بنيّ كسر رتابة ورق الجدران من الرمادي والبيج، وأضفى لمسة دفء على المكان منحت المالكين شعوراً بالراحة.
الصالون الثاني مؤلّف من مقعد وسطي الحجم من البيج الرمادي إلى جانبيه مقعدان متشابهان من المخمل البني، إطارهما من الخشب المفرّغ الظهر والجوانب، صمّمهما المهندس عمداً على هذا الشكل كي لا تُحجب غرفة الطعام في الخلف. وفي الوسط طاولتان من ماركة عالمية للأثاث ركائزهما من النحاس، والوجه بشكله البيضاوي من الزجاج المطليّ من الخلف، غاية في الذوق.
وقد استلقى على يمين المقعد ويساره مصباحان وُضعا على طاولتين متشابهتين من خشب الزيريكوت الفاخر.
وبما أنّ الواجهة الزجاج احتلّت طول جدار قاعات الاستقبال، انسدلت أمامها الستائر الشفافة من الفوال، وانقسمت إلى ثلاثة ألوان متدرّجة تراوحت بين الزاهي والداكن، بهدف كسر رتابة الجدار الذي تجنّب المهندس استخدام لونٍ واحدٍ له، بل أدخل عليه لعبة الألوان في القماش كجزءٍ من التناسق الهندسي.
وبالوصول إلى غرفة الطعام بتصميمها غير المألوف، فقد بدت قطعةً قائمةً في ذاتها أرخت بلمستها الفريدة وتفنّنها جواً ساحراً على قاعات الاستقبال. فالحائط الذي توسّط الخزانتين الخشب يميناً ويساراً، لبس المرايا المطلية من الخلف على شكل مربعات تراوحت ألوانها بين البنيّ والبيج، زخرفتها أقلام من النحاس متّصلة وكأنّها تطير أو تشكّل المستوى الأمامي للمرايا.
أما خشبها، فمنه المطفأ واللمّاع من نوع الـ«زيريكوت». مطفأ للخزائن ولمّاع لطاولة، قاعدتها عبارة عن دائرتين على شكل دولاب استقلتا على قطعة خشب. أما المقاعد فهي من الجلد الطبيعي والخشب اللمّاع كما الطاولة التي تدلّت فوقها ثريا بتصميم أنيق كانت المالكة تحتفظ بها.
الجوّ الأنيق انسحب أيضاً على حمّام الضيوف من الرخام الأسود، وتزيّن بمرايا بأشكال هندسية وُضعت على الجدران وهدفت إلى تكبير المساحة وتزيينها في آن معاً.
غرفة النوم أنيقة التصميم وعملية، استُخدم فيها نوعان من الخشب. ظهر السرير عبارة عن أقلام من الخشب البيج الزاهي امتزج مع الخشب الأبيض، كالخزانة التي احتلت طول الجدار بلونها الأبيض، وتوسطتها مستطيلات من الخشب بلون خشب السرير. أما الستائر فصُمّمت بالرمادي الزاهي والداكن، وهو ما أدخل لمسة ذوق خاصة عليها.