الدوحة – وكالات – بزنس كلاس:
أظهرت أحدث نتائج مشروع «أصول الدوحة التاريخية»، الذي يُقام بالتعاون بين كلية لندن الجامعية قطر ومتاحف قطر، أن دولة قطر شهدت حالة من النمو بداية من مطلع القرن الثامن عشر وحتى القرن العشرين بفضل تجارة اللؤلؤ التي حوّلت قطر إلى مركز جذب للتجارة والسكن خلال تلك الفترة. قام بالكشف عن نتائج المشروع كل من البروفيسور روبرت كارتر، زميل البحوث المهنية في كلية لندن الجامعية قطر، والدكتور فرحان سكال، رئيس شؤون الآثار في متاحف قطر، خلال محاضرة عامة أقيمت يوم الثلاثاء الموافق 5 ديسمبر.
وحسب النتائج فإن سكان الدوحة أعادوا بناءها 4 مرات على الأقل على مدار المائتي عام الماضية، وهو ما تشير إليه الشواهد الأثرية وفقًا للدكتور سكال الذي أوضح أن الحفريات الأخيرة كشفت عن وجود 4 طبقات متراكبة من البناء تدل على إعادة بناء المنازل والمنشآت على أنقاض المباني القديمة خلال تلك الفترة. وأوضحت النتائج أن تجارة اللؤلؤ يرجع لها الفضل في إطلاق شرارة التنمية في مدينة الدوحة على غرار العديد من بلدان الخليج الأخرى، إذ يعتقد الباحثون أن منطقة الخليج كانت تساهم بنحو 80 % من إنتاج اللؤلؤ في العالم مع مطلع القرن التاسع عشر، وكانت قطر وقتها من أبرز منتجي اللؤلؤ في المنطقة. وكشفت الحفريات عن مجموعة من الشواهد التي تدل على الاتصال الخارجي لقطر مع دول العالم بفضل تجارة اللؤلؤ الذي كان يُستخدم في البلدان الغربية كنوع من الترَف، وأوضحت أن قطر كانت تستورد في المقابل بضائع أجنبية مثل منتجات السيراميك من أوروبا والشرق الأقصى.
وأفادت النتائج أن قطر تأثرت بشدة بسبب الكساد الكبير الذي ضرب العالم في عام 1929، حيث كان لذلك تبعات سلبية على تجّار اللؤلؤ في أنحاء العالم، قبل اكتشاف النفط بنحو 20 عامًا والذي دفع حركة التنمية وعزز دعائم الاستقرار في قطر مجددًا. قال البروفيسور روبرت كارتر، زميل البحوث المهنية في كلية لندن الجامعية قطر: «الدوحة التي نراها اليوم هي امتداد لحركة متواصلة من النمو والقدرة على التكيّف منذ مئات السنين، هذه الدراسة تكشف لنا جانبًا من حياة الأقدمين، وتثبت لنا الاتصال الوثيق لدولة قطر مع العالم الخارجي عبر شركائها التجاريين، كما تبيّن لنا الدراسة كيف تغلب سكان الدوحة السابقون على التحديات الناجمة من العيش في مكان كان منعزلًا جغرافيًا وهو ما يفسر غياب الإشارة إليها في المصادر التاريخية عبر حركة التعمير والتجارة مع دول العالم، ونيابة عن كلية لندن الجامعية قطر، أود أن أشكر متاحف قطر وقطر ريل على دعمهما لنا في القيام بهذه الحفريات».