الدوحة – جاكرتا.. علاقات عميقة

الدوحة – قنا:

قطر وإندونيسيا تربطهما أواصر تاريخية، وقواسم مشتركة، تجمعها وحدة الموقف، وانسجام الرؤية، والتطلع إلى المزيد من التنمية والحرية ودعم حقوق الشعوب، لذلك فإن الزيارة التي يقوم بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى إندونيسيا حالياً ضمن جولة آسيوية لسموه تشمل أيضاً ماليزيا وسنغافورة، تعكس حرص البلدين والقيادتين على تعميق وترسيخ العلاقات التاريخية بين قطر وإندونيسيا، وبناء مستقبل واعد بالنمو والازدهار للشعبين الصديقين، وبالمزيد من التقارب والانسجام السياسي والاقتصادي والثقافي بين الدولتين.
ومنذ مؤتمر باندونج في إندونيسيا عام 1955، الذي شكل النواة الأولى لنشأة حركة عدم الانحياز، والذي خرج بقرارات مهمة لصالح القضايا العربية، والدوحة وجاكرتا تسيران في طريق واحد، ومسار واحد، هدفه تعزيز الأمن والسلم العالمي، وخدمة القضايا العربية والإسلامية والإنسانية العادلة.
وتعتبر الزيارة التي يقوم بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى إندونيسيا، حالياً هي الأولى لسموه تلبية لدعوة من القيادة الإندونيسية، حيث سيجري سمو أمير البلاد المفدى، خلال الزيارة، مباحثات مع كبار المسؤولين فيها، تتناول العلاقات الثنائية وسبل تطوير وتنمية علاقات التعاون بين دولة قطر وإندونيسيا، إضافة إلى بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، كما سيتم خلال الزيارة، توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات.
وقد أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين دولة قطر وجمهورية إندونيسيا منذ 40 عاماً، وتحديدا في عام 1976، فيما تم افتتاح سفارة دولة قطر في جاكرتا عام 1996م، وافتتحت سفارة جمهورية إندونيسيا في الدوحة عام 1999م.
وقد شهدت العلاقات القطرية الإندونيسية منذ عام 1995 العديد من الزيارات والمشاركات الرسمية المتبادلة بين الجانبين، منها مشاركة الجانب القطري في المؤتمر السادس لوزراء الأوقاف الذي انعقد بجاكرتا في أكتوبر 1997م، وفعاليات مؤتمر مجموعة الـ 77 المنبثقة من الأمم المتحدة بشأن التعاون الاقتصادي، والذي عقد في جزيرة بالي خلال شهر ديسمبر 1998م، ومؤتمر دعم الاستثمار في إندونيسيا في شهر مايو عام 2000م، وقيام وفد من اللجنة الأهلية القطرية بزيارة إندونيسيا في شهر مايو بنفس العام، للحصول على دعم إندونيسيا لتنظيم دولة قطر دورة الألعاب الآسيوية لعام 2006م، وتأكيداً على الدور القطري وبناء على اجتماع وزير خارجية إندونيسيا مع سفراء الدول العربية بالإضافة إلى إيران وتركيا بتاريخ 7 يونيو 2000 حول موقف حكومة بلاده الرافض للإعلان الصادر من مؤتمر إقليم بابوا الغربية بانفصال الإقليم عن إندونيسيا، قامت الوزارة بتوجيه المندوب الدائم لدولة قطر في نيويورك للتصويت لإندونيسيا في حالة طرح أي مشروع قرار يستهدف وحدة وسلامة أراضي إندونيسيا.
كما شاركت قطر عام 2000م في الاجتماع الوزاري الذي عقد في جزيرة بالي تكملة للاجتماع الوزاري الخاص بدعم الاستثمار في إندونيسيا، والاجتماع التحضيري الرابع للقمة العالمية لمؤازرة التنمية الذي عقد في جزيرة بالي في يونيو 2002م.
وتوجت العلاقات القطرية الإندونيسية بزيارة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني «حفظه الله» إلى إندونيسيا خلال الفترة من 18-19 مايو 2009م.
وشاركت قطر في المنتدى العالمي لتحالف الحضارات الذي عقد في جزيرة بالي خلال الفترة في 29-30 أغسطس 2014م، واجتماع البنوك المركزية ومحافظي السلطات النقدية للبلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، والذي عقد في سورابايا عام 2014م، والمشاركة في مؤتمر قمة آسيا إفريقيا بجاكرتا عام 2015م، وأيضاً المشاركة في أعمال المؤتمر الثاني لوزراء العمل لدول منظمة التعاون الإسلامي عام 2015م، والمنتدى العالمي للاقتصاد الإسلامي في جاكرتا عام 2016م.
وعلى الجانب الإندونيسي، استقبلت الدوحة على مدار 20 عاماً العديد من المسؤولين، حيث قام فخامة الرئيس جوكو ويدودو رئيس جمهورية إندونيسيا بزيارة لدولة قطر عام 2015م، كما قام فخامة الرئيس سوسيلو بامبانج يودويونو، رئيس جمهورية إندونيسيا السابق بزيارة إلى دولة قطر خلال شهر مايو 2006م، وزيارة فخامة الرئيس عبد الرحمن واحد الرئيس الإندونيسي الأسبق في نوفمبر عام 1999م، كما زار فخامته دولة قطر خلال نوفمبر 2000 للمشاركة في قمة منظمة التعاون الإسلامي.
وعلى مدار الأعوام الماضية، وفي إطار تنمية وتطوير العلاقات، تم التوقيع على العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، ومنها محضر مشترك بين وزيري خارجية دولة قطر وجمهورية إندونيسيا حول تطوير العلاقات الثنائية ـ الدوحة 27 / 3 / 1997م، واتفاقية بين حكومة دولة قطر وجمهورية إندونيسيا بشأن تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة ـ الدوحة 18 / 4 / 2000م، ومذكرة تفاهم بين وزارة خارجية دولة قطر ووزارة خارجية جمهورية إندونيسيا ـ الدوحة، 21 / 4 / 2002م، واتفاقية تعاون إخباري بين وكالة الأنباء القطرية «قنا» ووكالة الأنباء الإندونيسية «أنتارا» جاكرتا، 2002/9/30م، كما تم التوقيع على اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب المالي فيما يتعلق بالضرائب على الدخل ـ الدوحة ، 30 / 4 / 2006م، أصبحت نافذة بتاريخ 19 / 9 / 2007م، ومذكرة تفاهم بين حكومة دولة قطر والحكومة الإندونيسية بشأن إنشاء صندوق أو شركة استثمارية مشتركة، واتفاقية بشأن التعاون الاقتصادي والفني، واتفاقية بشأن تنظيم استخدام القوى العاملة الإندونيسية في دولة قطر، واتفاقية ثنائية بشأن إلغاء متطلبات تأشيرة الدخول لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخدمة والخاصة بين البلدين، وملحق مذكرة تفاهم بين حكومة جمهورية إندونيسيا وجهاز قطر للاستثمار بشأن الاستثمار.
وفى نهاية الشهر الماضي وقعت الهيئة العامة للطيران المدني بالأحرف الأولى، اتفاقية نقل جوي مع جمهورية إندونيسيا، والتي جاءت في إطار الاتفاقيات المتعددة التي تبرمها الهيئة العامة للطيران المدني مع التطور الكبير الذي يشهده قطاع النقل الجوي، وتشييد مطار حمد الدولي.
وتعكس الأرقام الاقتصادية أهمية التبادل التجاري بين البلدين الذي ارتفع في الفترة الأخيرة بنسبة 260 %، إلى 1.688 مليار دولار، كما ارتفعت صادرات قطر إلى إندونيسيا من النفط والغاز الطبيعي لتصل إلى 1.231 مليار دولار، وازدادت الواردات القطرية غير النفطية إلى 92.8 مليون دولار، حيث تُعتبر إندونيسيا ثالث أهم مصدر لقطر من بين دول جنوب شرق آسيا، بعد سنغافورة وتايلاند.
كما تشكل العمالة الإندونيسية عنصر تعاون بناء بين البلدين، ولها إسهامات إيجابية في النهضة التي تشهدها الدولة، وتتنوع الاستثمارات القطرية في إندونيسيا بين الاتصالات والبنوك وغيرها، وهي الدولة العربية الأولى في إندونيسيا حالياً بهذا المجال.