وكالات – بزنس كلاس:
أظهر تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال لعام 2017، تقدما ملحوظا لدولة قطر في مؤشر قطاع ريادة الأعمال خلال العام 2017، مقارنة بالعام الذي قبله (2016).
وجاء في التقرير، الذي تم إعداده بالتعاون مع المعهد العالمي للريادة والتنمية ومقره العاصمة الأمريكية واشنطن، أن دولة قطر احتلت المرتبة 33 في ريادة الأعمال الناشئة في عام 2017 مقارنةً ب 44 خلال العام 2016، والمرتبة 42 في ملكية المنشآت الجديدة، والمرتبة 42 في النشاط الريادي المبكر، والمنزلة 17 في معدل إغلاق الأعمال، وذلك مقارنة مع 54 اقتصادًا آخر شارك في تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال.
ويعتبر تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال، تقريرا مستقلا يُشخّص واقع ريادة الأعمال في 54 دولة حول العالم وفقًا لأفضل الممارسات العالمية، ويضع النتائج أمام الجهات الحكومية وصناع القرار بغرض تطوير بيئة ريادة الأعمال في كل دولة.
وذكر بنك قطر للتنمية (العضو في تحالف المرصد العالمي لريادة الأعمال) أن إعداد هذا التقرير تم وفقاً لدراسة شاملة ودقيقة، تألفت من استطلاع رأي لأكثر من 2700 مشارك من الرجال والنساء من مختلف الجنسيات ضمن المقيمين في دولة قطر، من الفئات العمرية ما بين 18-64 عامًا، إضافة إلى استطلاع آراء ستين خبيرًا في مجال ريادة الأعمال حول كافة المؤشرات والعناصر التفصيلية المؤثرة على واقع ومستقبل هذا القطاع في الدولة.
وأظهرت نتائج التقرير أن نسبة 45.6 % من رواد الأعمال يؤمنون بوجود فرص في الدولة لبدء مشروعات أو أنشطة تجارية، وكانت نسبة من يعتقدون بوجود فرص لبدء مشروع بين المواطنين أعلى منها بين الوافدين (48.6 % من المواطنين مقابل 38.4 % من الوافدين)، فيما كانت نسبة الإناث ممن يرون أن هناك فرصًا لبدء مشروع أعلى من نسبة الذكور (55.8 % من بين الاناث مقابل 43.4 % من بين الذكور).
وحول المواقف الاجتماعية من ريادة الأعمال في دولة قطر، أظهرت نتائج التقرير وجود موقف إيجابي للمجتمع من ريادة الأعمال في الدولة، إذ يعتقد معظم سكانها البالغين (77.3 %)، أن رواد الأعمال يحظون بمكانة عالية واحترام في المجتمع، كما ترى نسبة (65.9 %) من المستطلعة آراؤهم أن تأسيس مشروع جديد يُعد خيارا مهنيا جيدا ، فيما يرى أكثر من نصف السكان (54 %) أن وسائل الإعلام العامة والإنترنت تقدم تغطية جيدة للشركات الجديدة الناجحة.
وفيما يخص دوافع ريادة الأعمال في قطر، تجاوز عدد رواد الاعمال الذين ذكروا أن الدافع وراء تأسيسهم لعمل جديد هو توفر الفرصة، سبعة أضعاف الذين قالوا إن الدافع وراء تأسيس أعمالهم هو الضرورة، حيث بلغت نسبة الفئة الأولى 82.4 %، والثانية نحو 12.0 %، لتكون نسبة رواد الأعمال المدفوعين بتوفر الفرص في دولة قطر الأعلى في منطقة الشرق الأوسط والثامنة عالمياً.
وأشار عدد من المستطلعة آراؤهم أثناء إنجاز التقرير إلى ارتفاع مستويات الابتكار في دولة قطر منذ أكثر من عامين، حيث أوضحت نسبة كبيرة من رواد الأعمال (63.5 %) أن منتجاتهم تعتبر جديدةً بالنسبة لجميع المستهلكين أو بعضهم، فيما يعتبر نصفهم (52.2 %) مختلفين تماماً عن منافسيهم (أي أشاروا إلى عدم وجود منشآت تقدم المنتجات أو الخدمات نفسها)، في حين أشار أكثر من ثلث المشاركين في الاستطلاع (37.9 %) إلى أنهم يبيعون منتجات أو خدمات جديدة بالنسبة لجميع العملاء أو بعضهم مع وجود منشآت قليلة تقدم المنتجات نفسها أو عدم وجود أي منشآت.
يشار إلى أن التقرير قدم عددا من التوصيات توزعت على محاور متعددة من بينها السياسات الحكومية، والدعم المالي، والأعراف الاجتماعية والثقافية، والتدريب والتعليم، حيث أولى بأهمية مراجعة السياسات واللوائح التي تعزز من أنشطة القطاع الخاص وتسهل ممارسة الأعمال، بالإضافة إلى ضرورة رفع الوعي بالمتطلبات القانونية لتأسيس الأعمال، ودراسة إمكانية السماح لرواد الأعمال من الحصول على إجازة من الوظيفة لتأسيس عمل جديد.
كما أوصى التقرير بتطوير حلول تمويلية بديلة للشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة، وتمويل طلبات براءات الاختراع.. مشيرا إلى وجود حاجة إلى تشجيع رواد ورجال الأعمال عبر وسائل الإعلام المختلفة بحيث يصبحون قدوة للأجيال القادمة، فضلا عن ضرورة تشجيع الابتكار واكتشاف المواهب، وزيادة التعاون بين المؤسسات التعليمية، وتدريس مفاهيم ريادة الأعمال أولا في مرحلة التعليم قبل المدرسة من خلال الرسوم المتحركة والقصص.
من جهته، قال السيد عبدالعزيز بن ناصر آل خليفة، الرئيس التنفيذي لبنك قطر للتنمية، إن البنك يصدر للعام الثاني على التوالي تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال لدولة قطر لعام 2017، حيث تأتي هذه الدراسة في إطار عضوية البنك في تحالف المرصد العالمي لريادة الأعمال.. مشددا على أهمية هذا النوع من التقارير لما يقدمه لمتخذي القرار والباحثين من قاعدة جيدة من المعلومات والبيانات التي تمثل مدخلا هامًا لتطوير قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال.