أعلنت للمرة الأولى عن نتائجها المالية غير العادلة
بزنس كلاس – سليم حسين
رغم أن نتائج أعمال مجموعة الخطوط الجوية القطرية – الشركة الأم للناقلة الوطنية ومقرها الدوحة – كشفت عن صافي ربح عملياتها الجوية الذي قفز إلى 328% في السنة المالية 2015-2016، إلا أن هذه البيانات ربما لم تشفع للمراقبين بعدم فتح مصراع التوقعات بأن شركة الخطوط الجوية القطرية نفسها قد تخسر حوالي 30% من إيرادتها، في حال استمرت الأزمة الراهنة بين الدوحة وجيرانها من الخليجيين والعرب.
ومع أن تلك التوقعات جاءت بعدما تم إلغاء أكثر من 50 رحلة يوميًا، بالإضافة إلى تغيير مسار الرحلات التي لم يتم إلغاؤها، ولكن ما سجلته الخطوط الجوية القطرية المملوكة لحكومة قطر يشي بأن صافي الربح بلغ 1.6 مليار ريال (439 مليون دولار) في السنة المالية المنتهية في 31 مارس ارتفاعا من ربح قدره 374 مليون ريال (103 ملايين دولار) في السنة السابقة.
والجديد في هذه التطورات أنها المرة الأولى التي تعلن فيها مجموعة الخطوط الجوية القطرية نتائجها المالية التي أصبحت قيد التدقيق بعدما اتهمتها شركات طيران أمريكية ونقابات العاملين بها بالمنافسة غير العادلة من خلال تلقيها دعما حكوميا. حيث نفت الخطوط القطرية تلك المزاعم، وقالت إن الناقلات الأمريكية تخسر حصة سوقية بسبب ضعف خدماتها. وقالت الخطوط القطرية في بيان إنه على مستوى المجموعة انخفضت النفقات 1.5% وزادت السيولة النقدية والأرصدة البنكية 54% رغم نمو العمليات وتحركات غير مواتية لأسعار صرف العملات الأجنبية. وتخطط الناقلة لتسيير رحلات إلى 17 وجهة جديدة في السنة المالية الحالية ويتضمن ذلك الرحلات التي أطلقتها إلى أديلايد وأتلانتا ومراكش ويريفان في الآونة الأخيرة. وفي مايو زادت الخطوط القطرية حصتها في مجموعة آي.إيه.جي المالكة للخطوط الجوية البريطانية، وايبريا الأسبانية، وإير لينجوس الأيرلندية إلى 15.01%، وقالت إنها تدرس الاستحواذ على مزيد من الأسهم في المجموعة على مدى الوقت.
وبموجب الحصار الجوي المفروض لم يعد بمقدور أي طائرة قطرية التحليق فوق الأراضي السعودية أو الإماراتية أو البحرينية أو المصرية، وهو ما يعني – حسب متابعين – أيضا ارتفاع تكاليف السفر إلى الوجهات الأخرى غير الدول الأربع التي لم تعد تسافر إليها. في وقت أكدت التقديرات الصادرة عن شركة “فوريست آند سوليفان” للاستشارات، وهي شركة متخصصة في قطاع الطيران، أن الاستمرار في الوضع الحالي يعني أن إيرادات شركة الخطوط القطرية ستتراجع بنسبة تصل إلى 30% عما كانت عليه في السابق، بحسب ما جاء في تقرير لوكالة “بلومبيرغ”.
و يرى خبراء دوليون بارزون بأن إغلاق المجال الجوي والبري والبحري من قبل دولة من الدول لا يجوز أن يطبق عبر إغلاق الممرات الخاصة بالطيران الدولي. ولهذه الأسباب أجبرت قطر من خلال المنظمة الدولية للطيران المدني “الإيكاو” ، البحرين والإمارات على فتح ممرات جوية لطائرات الخطوط القطرية، رغم العقوبات المفروضة على الدوحة من دول الحصار منذ الخامس من يونيو الماضي..
وقال المتحدث باسم المنظمة “أنطوني فيلبين” إن منظمته عملت مع “مختلف دول الشرق الأوسط لضمان الدخول العادل للطائرات المسجلة في قطر إلى الأجواء” ، مضيفًا أنه “تم التأكيد على توفر عدد من الخطوط الجوية الحالية، كما تم فتح عدد من الممرات المؤقتة أو الطارئة” بما في ذلك عبر أجواء البحرين والإمارات. وقال فيلبين إن “آيكاو والدول ذات العلاقة تراقب بشكل مستمر الخطوط الجوية المناسبة وإجراءات إدارة حركة الطيران، التي ربما تخضع لمزيد من التعديلات في حال الضرورة بالاتفاق المشترك”.
وكانت قطر تقدمت بشكوى إلى منظمة الطيران المدني العالمية تنتقد فيها إغلاق دول الحصار أجواءها بالمخالفة للقانون، واستجابت المنظمة لشكوى قطر وطالبت جميع الدول بالالتزام باتفاقية شيكاغو، ما أجبر هذه الدول على فتح 3 ممرات طوارئ. وفي ناحية أخرى ردت إيران على هذه القطيعة العربية لحليفتها الدوحة، بإعلان فتح مجالها الجوي أمام قطر لمساعدتها على تخطي الإجراءات التي اتخذتها كل من السعودية والبحرين والإمارات ومصر. وبذلك تطير وسائل النقل الجوية القطرية عبر إيران، ثم الدخول الأجواء التركية، ومنها إلى دول الاتحاد الأوروبي وشمال أمريكا. ولن تتجه الخطوط الجوية القطرية إلى الطيران في الأجواء العراقية والسورية لأنها غير آمنة، بسبب إطلاق روسيا صواريخ ضد مواقع “داعش”، كما يشهد المجال الجوي السوري والعراقي زحمة في الطيران الحربي من كافة الدول العالم، التي تستهدف التنظيمات الإرهابية بقيادة التحالف الدولي الذي تقدوه أمريكا. كما ستطير الخطوط الجوية القطرية إلى الأجواء الإيرانية، ثم الدخول إلى سلطنة عمان وبحر العرب، ثم الدخول في المجال الجوي السوداني والإيرتيري والصومالي، من أجل الوصل الى دول إفريقيا وأمريكا الجنوبية.
وتصل رحلات الخطوط الجوية القطرية حاليا إلى 150 وجهة في العالم، وتمكنت خلال السنوات الماضية من استقطاب عدد كبير من المسافرين إلى الوجهات الأخرى في العالم بحيث يستخدمون الدوحة كترانزيت. ووصل عدد المسافرين الذين استخدموا مطار الدوحة العام الماضي إلى 37.3 مليون مسافر، بحسب الأرقام والبيانات الرسمية القطرية.
واتخذت دول عربية إجراءات ضد الدوحة تضمنت سحب السفراء وإغلاق الحدود والمجال الجوي أمام الطائرات القطرية، وهو ما اضطر الشركة القطرية التي تعتبر ثاني أكبر شركة طيران في العالم العربي إلى تغيير مسار رحلاتها، فضلا عن أنها أوقفت تماما السفر إلى الدول العربية التي انقطعت معها العلاقات.