باتت عمليات التجميل في ايامنا هذه تجذب كثيرين، سواءٌ كانوا من الإناث أو الذكور، خصوصاً عمليات تجميل الأنف التي تعد الأكثر شيوعاً، إذ إنّ الأنف يتوسط الوجه وهو اكثر الملامح بروزاً، فيعتبر البعض أنه يجب أن يخلو من الانحناءات والتقوّسات ليكون مثالياً.كثير من الناس التي لا يعجبها انفها ويشعرها بعدم الثقة، لا تحبّذ العمليات الجراحية لتصغير الانف لاسباب عدّة، منها الخوف من مضاعفات التخدير الكلي، الآلام والورم بعد العمليّة، الحاجة لفترة من النقاهة قبل العودة الى ممارسة الحياة الطبيعية، عدم معرفة كيف سيكون شكل الشخص بعد العملية.
الطرق غير الجراحية
من هنا، ابتكر الاطباء طرقاً بديلة وسريعة، تسمح بتصحيح التجويف، أو الشدّ وتضييق الأنف ورفعه دون الحاجة الى الجراحة اطلاقاً وذلك من خلال الحقن.
وفي هذا السياق كان لـ«الجمهورية» حديث خاص مع الإختصاصي في الأنف والأذن والحنجرة وفي الجراحة والتجميل الدكتور إبراهيم الأشقر الذي استهلّ حديثه قائلاً: «لا يُعتبر هذا الاجراء جديداً في لبنان، فنحن نستعمله منذ 10 سنوات تقريباً، ولكنه نال حديثاً اهتمام الناس اثر تسليط الضوء عليه من خلال وسائل الاعلام المختلفة الامر الذي جذب كثيرين الى عياداتنا مطالبين بإجراء التصغير دون جراحة».
لا يمكن للحقن أن تحلّ مشكلة الإنسدادات الداخليّة وصعوبة التنفس بالأنف، انما يقتصر عملها على تحسين المظهر الخارجي، ويشرح الاشقر عن تفاصيل هذه العملية موضحاً: «التصغير دون جراحة يعني الاستغناء عن المشرط والابتعاد عن جرح الانف، والاعتماد فقط على حقن التعبئة واهمها حمض الهيالورونيك (Hyaluronic acid)، او الدهن الذي يستخرج من الشخص نفسه. وتُعتبر الحقن الطريقة الاسرع مقارنة بحقن الدهن».
لكلّ حالة إجراء مختلف!
تُعتبر نتائج التجميل الجراحية افضل، خصوصاً انها دائمة، وفي حال كان انف الشخص كبيراً جدّاً يحبّذ الخضوع للجراحة، وإذا كان صغيراً نسبياً ولكن فيه تشوّهات او غير متناسق مع الوجه ويريد الشخص نتيجة سريعة عندها يمكن اجراء التجميل عبر الحقن. اما عن طريقة جعل الانف متناسقاً مع الوجه فيفصّل الاشقر: «نعتمد خلال هذه الطريقة على النسبية، فنحقن اماكن محددة في الأنف لتصغيره، مثلاً في عظمة الانف او اسفله او بينه وبين الشفاه او على رأسه مثلاً. أي اذا كان كبيراً من الامام يتم الحقن في اعلى الانف فيصغر حجمه.
واذا كان الشخص يعاني من عظمة الانف الظاهرة يتم الحقن خلف العظمة وامامها فتختفي الأخيرة تلقائياً. وفي حال كان عريضاً من الاسفل يحقن بين الانف والشفاه وعلى رأس الانف فيتناسق مع وجهه».
وقت الإجراء
زاد الطلب على هذا النوع من التجميل كثيراً في لبنان في الفترة الاخيرة، وعن سبب ذلك، يشرح الاشقر أنّ «هذا الاجراء سريعٌ جداً، فنحن بحاجة الى دقيقتين او 5 دقائق كحد اقصى في العيادة لتصغير الانف، اي انه يمكن لأيّ شخص أن يأتي وقت استراحة الغداء في عمله ويخضع لهذا النوع من التجميل، وأن يعود بعدها الى عمله بشكل طبيعي. لأنّ طريقة التجميل هذه لا تستدعي أيّ نوع من التخدير فهي غير مؤلمة، كما انها لا تسبب الاحمرار والازرقاق والورم».
العوارض الجانبية
رغم أنّ هذا الاجراء غير جراحي، لا يخلو الامر من بعض العوارض الجانبية، ابرزها بحسب الاشقر «الالتهاب ، تهيج الانف او توقف تغذية الجلدة ما يسبب في موتها وذلك في حال لامست الحقن احد الشرايين، اضافةً الى الجلطة التي يمكن أن يسببها تسرّب المواد المحقونة الى داخل الشريان وتوجّهها الى اماكن غير مستحبّة».
بعد العملية
تختلف طريقة الحقن والتجميل حسب حالة انف كلّ شخص، ولا يحتاج المريض عادةً سوى لحقنة واحدة، وبعكس التجميل الجراحي، تختلف حال المريض بعد العملية، ويوضح الاشقر: «لا ضرورة لوضع أيّ شيء على الانف كالضمادات مثلاً، كما أنّ النتائج تظهر بعد الحقن مباشرةً فيصبح متناسقاً مع الوجه، وتستمرّ النتيجة لمدّة سنة تقريباً حسب كلّ حالة، بعدها على المريض معاودة الحقن».
الكلفة
واختتم حديثه قائلاً «يُعتبر هذا الإجراء سهلاً جدّاً حتى إننا لا نصف للمريض أيّ نوع من المضادات الحيوية او الحاجة الى المسّاجات. كما أنه أوفر على المريض من الجراحة وتراوح كلفته بين الـ500 و600$».