الحوار القطري – الأمريكي.. العطية: الدوحة لا تسعى للحرب.. القوة سبيل الاستقرار

واشنطن – وكالات بزنس كلاس:

أكد سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع أن قطر لا تسعى للحروب، بل تعمل على حماية مجالها الجوي، معتبراً أن من يتصرفون بشكل صبياني يفتقدون للرؤى ويضرون بالمنطقة. وقال سعادة وزير الدولة لشؤون الدفاع في ندوة بمؤسسة التراث “هيرتج” الامريكية أمس بعنوان “العلاقات العسكرية الأمريكية القطرية” على هامش الحوار الاستراتيجي القطري الأمريكي الذي يبدأ اليوم، ان مذكرة التفاهم التي وقعت بين قطر والولايات المتحدة في يوليو الماضي لمكافحة تمويل الارهاب تعد قراراً استراتيجياً، مشيراً الى أن قطر تسير في المسار الصحيح بمجال مكافحة الارهاب، وأضاف أن وزارة الدفاع تخطط مع نظرائها في الولايات المتحدة لتوثيق الملفات العسكرية، وبين أن حكمة القيادة الرشيدة بشرائها لطائرات C17 هي التي انقذت قطر من الحصار حيث عملت جسراً جوياً زود قطر بالامدادات الغذائية اثناء الحصار.
واعلن عن تخريج أكثر من 60 طياراً قطرياً العام المقبل، مؤكداً أن منظومة الطائرات والمعدات الجديدة سيكون تشغيلها بكوادر قطرية قائلاً “قطري واحد يساوي مئة رجل ولا خيار لدينا غير ذلك”.
وقال سعاته بأن نحو 50% من عمليات التزود بالوقود في الجو تتم من خلال قاعدة العديد العسكرية التي تعد نقطة مهمة في العلاقات الامريكية القطرية، معلناً عن بناء نحو 200 وحدة سكنية جديدة لعائلات الضباط بالقاعدة. وقال إن القوة أحد افضل السبل لجلب الاستقرار للدول، مشيراً إلى أن قطر تسعى للحصول على افضل التكنولوجيات المتقدمة في المجال العسكري.
وفي معرض حديثه عن قاعدة العديد العسكرية، قال سعادة الدكتور خالد العطية، بالعودة للتاريخ للوراء في 1996، عندما حدث اضطراب في الاقليم، واجهت قطر محاولة انقلابية من قبل جيرانها عندها جاءت الولايات المتحدة ووقفت بجانبنا، وكان لديها أول حضور عسكري في ذلك الوقت وهو الأمر الذي منع أي صدام مع جيراننا ويمثل ايضاً تحالفنا مع الولايات المتحدة، وهذه هي فعلاً بداية العلاقات بين قطر والولايات المتحدة في منظورها العسكري.
وتابع العطية في 2002، عندما قررت الولايات المتحدة مغادرة جيراننا لم تنس قطر وقوف الولايات المتحدة معها في 1996، ورحبنا بهم في قطر، ولضرورة وجودها في الاقليم فتحنا لها قلوبنا وايادينا ولم ننس ما قدمته لنا في السابق.
وبين سعادة وزير الدولة لشؤون الدفاع، أن هناك مرافق دائمة يتم توسيعها من أجل تلبية حاجة العائلات الموجودة في قاعدة العديد، مضيفاً، وجدنا أن زملاءنا ملزمون بالعيش خارج العديد وبالتالي اختاروا الاقامة في المدينة ولم يشعروا بالراحة لانها بعيدة عن القاعدة، وقبل بضعة ايام التقيت ببعض المهندسين في القاعدة ورأينا بأنه من الافضل بناء مجمع سكني تستطيع العائلات الاقامة فيه وتتوفر فيه المدارس، وهنالك مدرسة امريكية تلبي الاحتياجات، ولكن نريد أن تشعر العائلات براحة اكبر وقررنا ان نبدأ فوراً في بناء 200 وحدة سكنية لعائلات الضباط وسننقلهم من الثكنات القديمة لاخرى جديدة بجانب زيادة المرافق.

طائرات C17

 

وفيما يتعلق بالاستحواذات التي قام بها الجيش القطري في الفترة الماضية ومن بينها طائرات C17، قال سعادة وزير الدولة لشؤون الدفاع، انه في الوقت الذي قررنا فيه شراء هذه الطائرات كان لدينا منظور مغاير لما هو الان، ونحن أعضاء في تحالف وثيق مع دول مجلس التعاون الخليجي بجانب تحالفنا مع الولايات المتحدة، وبذلك يمكننا المساعدة في الاعتماد على انفسنا ودعم الاخرين دون الحاجة لطلب الدعم من الاخرين.
وتابع، لكن بعد الخامس من يونيو حيث فرضت علينا دول الجوار حصاراً ومن دون توقع فقدنا حدودنا البرية الوحيدة مع السعودية ووجدنا انفسنا دون اي منفذ جوي وبالتالي انقذتنا طائرات C17 بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وقمنا بانشاء جسر جوي من الدوحة إلى الكويت وتركيا والمغرب وعمان لجلب كل الاحتياجات الضرورية من الغذاء والطعام لانه كان هناك حصار شامل، ومن ثم ادركت حكمة قادتنا عندما قرروا شراء هذه الطائرات.
وفي الجانب العسكري ركزنا علي الجانب العملياتي الذي يتطلب الكثير من التدريب للطاقم، ونود الاشارة الي أنه وجدنا تعاوناً من وزير الدفاع الامريكي ماتيس الذي ساعدنا في هذا الشأن كثيراً، وقمنا بكثير من الجولات في افغانستان وبينما نحن نتحدث الان فان طائرات من طراز C17 تعمل جنباً الى جنب مع الامريكيين في حملات مكافحة الارهاب، وتقوم بعمل جيد في هذا المجال.
واضاف العطية، قبل 20 عاماً كنا “جيش ذو ثقافة أوروبية، ونركز على أوروبا في معظم معداتنا العسكرية، والان معظم انظمتنا ومعداتنا امريكية”، وحصلنا الان علي موافقة للحصول علي رادار التحذير المبكر، وهي إحدى الامور التي نعتمد عليها لتكون لدينا مراقبة بالاضافة لشراء طائرات الاباتشي والباتريوت وحتى بعض معدات القوات البرية وهذا يتطلب الكثير من التدريب والتغيير في العقيدة العسكرية بالاضافة للوظائف التي تم خلقها وتقدر بمئات الالاف ونحن سعداء بذلك.

الكوادر البشرية

وحول تلبية الاحتياجات البشرية للكثير من الصفقات التي حصلت عليها قطر مؤخراً من المعدات والطائرات العسكرية، قال سعادة وزير الدفاع “القطري الواحد يساوي مئة رجل” ويجب أن يكونوا كذلك ولا خيار لديهم، وبالاضافة إلى ذلك لدينا برنامج جيد ونعمل يداً بيد مع نظرائنا من الولايات المتحدة وعبر الملحق العسكري لقطر لتوسيع برنامج التدريب، ولدينا أكاديمية جوية في قطر وخرجت العديد من الطيارين كما خرجنا 35 طياراً قبل يومين والعام القادم نتوقع تخريج 60 طياراً، ولدينا نتائج جيدة من الأكاديمية الجوية القطرية، ومع وصول المنظومة إلى قطر سيكون لدينا أعداد كافية لتشغيلها وكلهم سيكونون قطريين.

قاعدة العديد

وحول أهمية قاعدة العديد للمنطقة قال العطية، إن قطر تعد موقعا استراتيجيا جغرافيا، وبالنظر للمناطق الساخنة في المنطقة مثل العراق وسوريا وغيرها “لا أبالغ إن قلت 80% من عمليات إعادة الامداد الجوي للوقود تتم عبر قاعدة العديد الجوية، وهم من يبقون الطائرات في الجو.
وترى قطر أن قاعدة العديد ذات أهمية بالغة والشعب القطري شعب مرحب ومضياف ومنفتح ويحبون التنوع لذلك الامريكيون والقطريون متقاربون ونحن نتعلم على الشق العسكري الكثير من التحليق جواً مع الشجعان الامريكيين لأن البيئة هي بيئة عمليات حقيقية ولا مكان للخطأ والكل يبذل اقصى ما في طاقته ووسعته لتحقيق التوقعات.

تحالف استراتيجي

وأكد الدكتور العطية أن التحالف مع امريكا استراتيجي، ورؤيتنا 2040 العسكرية الامريكية القطرية والجوانب المختلفة توضح مدى قوة هذه العلاقة. وفي مجال الطاقة والتي هي مورد اساسي بالنسبة لها فإن رؤية قطر 2030 والتي تقوم علي تنويع مصادر الدخل، 30% من طاقتنا نعمل بها مع شريكنا بها وهي شركة اكسون موبيل الأمريكية ولدينا أكبر حقل لتصدير الغاز في العالم تشاركنا فيه اكسون موبيل وهي معنا الى الأبد.
وفي مجال التعليم فان معظم القطريين الشباب يتخرجون من جامعات امريكية ولدينا مؤسسة قطر ولديها المدينة التعليمية التي تضم 6 جامعات امريكية عريقة مثل جورج تاون ونورث ويسترن وكارنيجي ميلون وكورنيل وغيرها من الجامعات العريقة موجودة بقطر كجامعات أم وليست فروعاً صغيرة، كل ذلك يوضح مدى قرابة العلاقة بين البلدين والتي تمتد إلى ما بين 60 إلى 70 عاماً.

 

 

الجيش القطري

وحول رؤيته للجيش القطري بعد 10 أعوام، قال سعادة وزير الدفاع، إن قطر اعتمدت بشكل كبيرعلي أمريكا، وعلينا أن نطور قدراتنا والانضمام لاصدقائنا وحلفائنا كشركاء والدفاع عن بلدنا ومنطقتنا معهم، ونحن لا نود أن نستمتع بالحياة الجيدة ونترك امريكا للقتال بالنيابة عنا لذلك بدأنا ببناء قدراتنا. وبين سعادة وزير الدفاع أن القوة هي أفضل السبل لجلب الاستقرار، خاصة وان لدينا دولة جارة عملاقة وقد نصبح يوماً ونجدها آذتنا سواء قصدوا أم لا لطبيعة تحركهم وبالتالي يجب أن نكون قادرين على حماية انفسنا.
وحول مذكرة التفاهم التي وقعتها قطر مع امريكا في يوليو الماضي لمكافحة تمويل الارهاب، قال سعادة وزير الدفاع إن هذه المذكرة والتي وقعت هي نتاج اجتماعنا في الرياض مع الرئيس ترمب، واضاف، اقول بكل فخر نحن الدولة الوحيدة التي كانت جادة في مكافحة الارهاب بعد اجتماع الرياض وقمنا بتوقيع هذه المذكرة مع امريكا بمشاركة فرق من كافة الجهات المعنية مثل وزارات الدفاع والداخلية والمالية واعتقد أننا في المسار الصحيح وحققنا تقدماً علي مستوى هذه المذكرة.
وأضاف: نحن في هذا العصر لم نقاتل عدوا تقليديا بل نقاتل اعداء غير تقليديين، مثل هؤلاء الارهابيين الذين يقومون بمهاجمتنا بشكل سريع ولا ندري من اين يأتون لانه ليس لديهم موطن، بالتالي فان توقيع مذكرة التفاهم مع الولايات المتحدة لمكافحة الارهاب يعد قراراً استراتيجياً اتخذته قطر في هذا الاتجاه.
وحول التعاون مع الجيش الامريكي، قال العطية إن التعاون في هذا المجال جيد جداً، وقمنا بشراء بطاريات الباتريوت والجيش الامريكي ييسر لنا كافة الامور وكما تعرفون لدينا معسكر السيلية الذي يتضمن القوات والمعدات والاجهزة لذلك فان علاقاتنا متكاملة مع كافة القطاعات.

المنظومة الروسية

وقال إن انتقال القيادة العسكرية الوسطى لقاعدة العديد، بسبب المنشآت المتقدمة في القاعدة ولدينا خطط كبيرة بشأن توسيع قاعدة العديد لتكون قاعدة دائمة.
وحول المعلومات التي رشحت بشأن نية قطر شراء أنظمة صواريخ s-400 من روسيا، قال سعادة وزير الدفاع إن الوزارة لم تعلن ذلك ونحن ننظر إلى كافة الفرص المتاحة، وعندما تدرس منظومة بعينها فان الامر يتعلق بما يناسب احتياجاتك واحتياجات بلدك، لذلك لا أرى ضيراً في البحث عن منظومات اخري ولا يعني بالضرورة ان هذا بديل عن علاقاتنا بالولايات المتحدة، وعلاقاتنا في مجال الدفاع الجوي قوية جداً وعلى كافة الاصعدة ولا يعني ذلك الا نبحث عن فرص اخرى وبدائل متاحة في العالم.
وحول امكانية امتلاك أدوات غير بشرية في مجال الدفاع الجوي أو البحري أوالاستطلاع أو اجهزة ومعدات الكترونية قال سعادة وزير الدفاع، بالطبع فإن أحد الجوانب التي نركز عليها هي التكنولوجيا العسكرية ونتواصل مع الجهات التي لديها قدرات تكنولوجية متميزة لندخل معها في شراكات للحصول على افضل التكنولجيا.

منظومة الاقتصاد

وقال وزير الدفاع، إن ما يحدث في المنطقة خلال الاشهر السبعة الماضية ليس جيداً للتدفق السلس للطاقة وأمنها، وابقاء مجلس التعاون الخليجي كمنظومة متناغة أمر مهم في تدفق الطاقة بالمنطقة، وجيراننا الذين يمتلكون ثروات هائلة من النفط ولدينا مخزون قطري يوفر نحو 30% من احتياجات الغاز الطبيعي المسال. ولكن من يتصرفون بشكل صبياني ويفتقدون الرؤى يضرون بالمنطقة، والبلدان مرت بتجارب سيئة فيما يتعلق بالتلاعب باسعار النفط ومحاولتها لاخضاعنا نحن نقول لهم يكفي من هذه التصرفات وعليهم التوقف فوراً.
وبين ان علاقاتنا مع الولايات المتحدة أكثر عمقاً ولا تتغير بسبب شراء منظومات من هنا أو هناك وهي علاقات تاريخية متجذرة علي كافة المستويات لذلك لا أعتقد أن حدوث امر كهذا سيؤثر علي علاقاتنا مع امريكا. كما أن تركيا دولة عضو في حلف شمال الاطلسي وهي دولة شريكة لنا وتربطنا بها علاقة شراكة علي مستوى المنشآت واشترينا منهم مركبات ونحن نمتلك حصة 50% في هذه الشركة التي تصنع المركبات.
وتابع، قطر لا تسعى للحروب ونحن منذ أكثر من 100 عام نستضيف ونحتضن من يعيشون في الخوف والترويع ودأبنا هو حماية مجالنا الجوي والمنطقة ممن يريدون الترويع وعدم الاستقرار.

أمريكا والمنطقة

قال وزير الدفاع ان على أمريكا ان تبذل المزيد في الشأن الايراني والدفع تجاه حوار جدي وان يبقى الحوار مفتوحاً، واذا حدث شئ غير الحوار سيكون كارثة علي المنطقة، وفيما يخص الازمة الخليجية فان الوحيد من يستطيع حل الازمة الخليجية هو الرئيس الامريكي ترامب وبامكانه حل الازمة بمكالمة هاتفية واحدة ولهذا طالما حثثنا البيت الابيض ممثلاً بالرئيس لدعوة الجميع لطاولة المفاوضات لحل هذه القضية بالحوار وبسبب أنه لا أحد يستفيد مما يجري في المنطقة الا المنظمات الارهابية وان ما يجري في مجلس التعاون الخليجي يؤثر علي كل العمليات، واضاف “انا مطلع على كل العمليات واشرف عليها واعرف أن هذه الفوضى تؤثر على محاربة الارهاب بالاضافة إلى مشكلة اليمن وسوريا.

تنظيم الدولة

وحول خطط قطر في التعاون مع الاطراف الرئيسية في محاربة تنظيم الدولة، قال وزير الدفاع إن قطر طالبت منذ بداية الازمة بالحوار والانفتاح ومستعدون، ولكن لن نقبل فرض شروط علينا أو الحوار بشروط مسبقة أو محاولة التلاعب بسيادتنا ونحن حازمون ولا نقبل بأية املاءات ولكن في نفس الوقت منفتحين على أي قضية يرون بأنها مبعث قلق بالنسبة لهم، وقال ان الخلاف في المنطقة هو انه لا يمكننا محاربة الارهاب بالطريقة التي يحاربون بها والامر يتطلب تبادلا للمعلومات وتآزراً في استخدام كل الموارد وهذا الامر لا يتم الان، وهذه الازمة الوحيدة في التاريخ البشري التي لا مجال فيها للحوار بينما حدث ذلك حتى في الحرب البادرة. وبالتالي نحن نرى بأن ذلك لن يساعد في تحقيق هدفنا النهائي.
وقال العطية إن التعامل مع ايران يجب أن يكون هنالك دائماً حوار من أجل الصفقة النووية التي تمت، وما يجب علينا الحديث عنه بجدية هو الحديث عن الاشراف على تنفيذ الاتفاق النووي مع ايران وفقط حينها يمكن أن يتم تعديل الامور ان كان هناك بعض الامور التي لم تشمل فى الاتفاق وبخلاف ذلك فإن الصورة ليست جيدة.

السابق
متاحف مشيرب تقيم ندوة بالتعاون مع المعهد الفرنسي في قطر
التالي
الاقتصاد: ارتفاع قيمة القطاع الصحي المضافة