الحكومة البريطانية تستعد لمنح حق التصويت لشباب 16 و17 عامًا

تستعد الحكومة البريطانية لمنح 1.5 مليون شاب وشابة تتراوح أعمارهم بين 16 و17 عامًا حق التصويت، ما يفتح قاعدة ناخبة جديدة أمام الأحزاب السياسية المتنافسة، مع توقع أن تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورًا أساسيًا في نجاح هذا التوجه.

أعلنت الحكومة يوم الخميس عن خطة لتقديم مشروع قانون انتخابي يمنح هذه الفئة العمرية حق التصويت في جميع انتخابات المملكة المتحدة، وهو أكبر تغيير في نظام الناخبين البريطاني منذ خفض سن الاقتراع من 21 عامًا عام 1969. وإذا أقره البرلمان، فسيشكل إصلاحًا شاملاً للنظام الديمقراطي، وسيجعل الانتخابات الوطنية متوافقة مع نظيراتها في اسكتلندا وويلز.

في ظل هذا التغيير، تواجه الأحزاب السياسية البريطانية تحديًا جديدًا في كيفية إشراك الناخبين الأصغر سنًا، لا سيما في عصر يهيمن فيه الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي.

أفاد تقرير صادر عن مكتب الاتصالات البريطاني (Ofcom) عام 2024 بأن المراهقين يتجنبون المصادر الإعلامية التقليدية، ويتجهون أكثر إلى وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على الأخبار، إذ يستخدم 88% من الشباب بين 16 و24 عامًا المصادر الإلكترونية، و82% منهم يعتمدون على وسائل التواصل، مقارنة بنصفهم فقط الذين يشاهدون التلفزيون.

وبين الفئة العمرية من 12 إلى 15 عامًا، يشير 12% إلى أن “تيك توك” هو مصدرهم الرئيسي للأخبار.

علق ستيفن باكلي، محاضر علم اجتماع الإعلام الرقمي في جامعة مدينة لندن، قائلاً: “تيك توك بلا شك من أشهر منصات المحتوى الرقمي بين الشباب، ومن الصعب رؤية تغير في هذا الاتجاه العام نحو اعتماد المحتوى الإخباري عبر هذه التطبيقات.”

وأضاف أن المحتوى السياسي يجب أن يكون ذا مصداقية وأصالة، مؤكدًا أن محاولات إرضاء الشباب عبر نشر مقاطع مبالغ فيها ستفشل، لأنهم يميزون بسهولة ما هو حقيقي وما هو مسرح.

وأشار إلى أن الشباب مهتمون بقضايا مثل عدم المساواة، والبيئة، والعدالة الاجتماعية، ويجب على السياسيين التعامل مع هذه القضايا بصدق لكسب ثقتهم.

وتعد وسائل التواصل الاجتماعي محورًا أساسيًا في الحملة الانتخابية الحديثة، حيث كان استخدام الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما لفيسبوك عام 2008 نقطة تحول، فيما ساهمت تغريدات الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب في حشد الناخبين خلال حملتيه عامي 2016 و2024.

ومع سهولة الوصول للمعلومات السياسية، لم تترجم هذه الميزة إلى زيادة كبيرة في المشاركة الانتخابية؛ إذ سجلت نسبة المشاركة في الانتخابات العامة البريطانية لعام 2024 أدنى مستوى منذ 2001، بمعدل 59.7%.

ما زال الجدل قائمًا حول مدى تأثير منح حق التصويت لهذه الفئة العمرية على المشاركة السياسية. وأظهر استطلاع أجرته شركة “ميرلين ستراتيجي” أن 18% فقط من شباب 16 و17 عامًا سيصوتون بالتأكيد لو أُجريت الانتخابات غدًا.

وقالت سكارليت ماغواير، مؤسسة الشركة، إن على الأحزاب تطوير استراتيجيات تكنولوجية وإعلامية شاملة لجذب هذه الفئة، موضحة أن الشباب لا يتفاعلون كثيرًا مع السياسة حاليًا، مما يتطلب جهودًا مضاعفة من السياسيين.

ويُعتقد أن حزب العمال هو المستفيد الأكبر من خفض سن التصويت، رغم أن حزب “الإصلاح في المملكة المتحدة” اليميني بزعامة نايجل فاراج قد يجذب دعمًا كبيرًا من هذه الفئة، لا سيما أنه يملك ستة أضعاف متابعي حزب العمال على “تيك توك”.

وأكدت ماغواير أن حزب الإصلاح يمتلك أفضل استراتيجيات الإعلام الرقمي بين الأحزاب، ويحقق أداء جيدًا مع الشباب، خاصة الذكور المراهقين، مما يطرح تساؤلات حول قدرة الأحزاب الأخرى، خاصة المحافظين، على المنافسة.

تشمل خطط الحكومة أيضًا قبول البطاقات المصرفية كبطاقة هوية للناخبين في مراكز الاقتراع، وذلك استعدادًا للانتخابات العامة المقبلة المقررة عام 2029.

السابق
مؤشرات الأسهم الأوروبية تغلق على انخفاض
التالي
عقوبات أوروبية جديدة على روسيا تشمل النفط و”نورد ستريم”