التحق فرانك ريبيري (33 عاما) بفريق بايرن ميونيخ عام 2007، عندما كان سنه 24 عاما. أما أرين روبن (32 عاما) فانضم للفريق عام 2009 وكان عمره 25، بينما صعد توماس مولر (27 عاما) إلى الفريق الأول في نفس العام وكان يبلغ من العمر آنذاك 20 عاما. والآن مرت ثمانية مواسم على الثلاثي وهم يلعبون بجوار بعضهم في تشكيلة الفريق. وأصبحوا كتلة واحدة في ظل المدربين السابقين: لويس فان خال، ويوب هاينكس، وبيب غوارديولا.
تغيير نظام اللعب أعادهم للتأل
ويقول موقع فوكوس الألماني إن هذا الثلاثي (مولر وروبن وريبيري) لا يمكن الاستغناء عنه وما زال في غاية الأهمية للفريق البافاري. بل إن الطريقة الجديدة، التي يلعب بها المدرب كارلو أنشيلوتي، أظهرت أنه يعتمد عليهم حاليا أكثر من أي وقت مضى.
فللمرة الثانية على التوالي يتحرر المدرب الإيطالي من طريقة لعبه التقليدية، المحفوظة عنه “4-3-3″، حيث لعب بطريقة 4-2-3-1، أمام فولفسبورغ السبت الماضي ونجح في الفوز 5- صفر بعد أن طبقها لأول مرة أمام ماينز وفاز 3-1. وقال روبن بعد مباراة فولفسبورغ: “أنا بكل بساطة مستمتع (باللعب)، وكل شيء على مايرام من الناحية الجسمانية حاليا، وأشعر بالانتعاش.”
الطريقة الجديدة التي يلعب بها أنشيلوتي، تجعل روبن جناحا أيمن وإلى جواره مولر كصانع ألعاب، وبجانبه ريبيري كجناح أيسر. ويذكر هذا النظام بزمن المدرب يوب هاينكس، آخر من فاز مع البافاري بدوري أبطال أوروبا. كما كان يستخدمه أيضا غوارديولا، لكنه كثيرا ما كان يتحول إلى 4-1-4-1. وكيفما كان الأمر فإن نتيجة تحول أنشيلوتي هي تحرر توماس مولر من الطريقة السابقة للمدرب الإيطالي، التي جعلته يلعب كجناح وبدا وكأنه جناح مكسور.
مولر وربن وريبيري والتألق في الدوري الألماني، لقطة من مباراة هانوفر فاز فيها بايرن 2- صفر مولر وربن وريبيري والتألق في الدوري الألماني، لقطة من مباراة هانوفر فاز فيها بايرن 2- صفر
أما الآن فقد بدأ مولر يظهر من جديد واستطاع تسجيل هدف في مباراة فولفسبورغ، بعد صيام عن التهديف دام 13 جولة في الدوري. وقال روبن إن طريقة اللعب الجديدة “ليست جيدة فقط بالنسبة له (يقصد مولر) وإنما للفريق أيضا، فحركاته وتواجده في الأمام شيء رائع.” أما مولر نفسه، وبحسب موقع فوكوس، فقال “الأمر يتعلق بأن أجد منطقتي، التي أكون فيها خطيرا. وتلك كانت دائما المنطقة التي تنتهي مساراتها في العمق (الدفاعي للخصم)، وهذه ليست لوغاريتمات ولا تحتاج لتفسيرات، يجري باستمرار الحديث عنها.”
مسيرة حافلة وأرقام رائعة
كان الثلاثي مولر وروبن وريبيري هو المسيطر على مشهد مباراة فولفسبورغ، عبر الجري لمسافات طويلة والرفعات من الجانب والانطلاقات السريعة والتمريرات الخطيرة والتسديد على المرمى. وكانت الأفضلية عند المقارنة تذهب لأحدهما في نقطة من النقاط وتذهب وللثاني في نقطة ثانية وللثالث في نقطة ثالثة وهكذا.
ويقول روبن : “وجود توماس (مولر) كرقم 10 (صانع ألعاب) طريقة لعبنا بها كثيرا في الماضي. ومنذ وجودي هنا (في بايرن) كان يتغير فقط رأس الحربة. في البداية كان (ماريو) غوميز، ثم ماندجوكيتش والآن ليفاندوفسكي. وكان الأمر دائما هكذا مع فرانك (ريبيري) وتوماس، فنحن نلعب سوية منذ مدة طويلة جدا ونفهم بعضنا جيداً.”
ريبيري وروبن ومولر في لقطة من المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا 2013 وفاز فيها فيها بايرن على دورتموند ريبيري وروبن ومولر في لقطة من المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا 2013 وفاز فيها فيها بايرن على دورتموند
بايرن يعرف قيمة الثلاثي فقد رفض عروضا مغرية لبيع مولر ووقع معه عقدا حتى عام 2021. أما ريبيري فنجح الفريق البافاري في تمديد عقده بحيث ينتهي في يونيو/ حزيران 2018. أما روبن فينتهي عقده في يونيو/حزيران القادم، ومن المنتظر أن تجري مفاوضات بينه وبين الفريق بشأن العقد في فصل الربيع، لكنه يقول: “أنا لست على عجل كما أنني مرتاح جدا.”
يتقدم مولر الثلاثي من حيث عدد المباريات مع بايرن فقد لعب 374 مباراة سجل فيها 156 هدفا، وصنع 124. أما ريبيري فهو الأفضل من حيث صناعة الأهداف، فقد لعب 335 مباراة سجل فيها 108 أهداف وصنع 164 هدفا. بينما يتفوق روبن على ريبيري من حيث عدد الأهداف، فقد لعب 232 مباراة سجل فيها 121 هدفا وصنع 79 هدفا، ومن المؤكد أن تلك الأرقام ستتغير في المباريات القادمة.
مولر وروبن وريبيري، ثلاثي يعطي بايرن ميونيخ نكهة خاصة محليا ودوليا منذ عام 2009، واستطاع أن يجلب له الثلاثية (الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا) في عام 2013، كما فاز معه بالدوري والكأس وصعد لنصف نهائي ونهائي أبطال أوروبا مرارا وتكرارا.