الثقافة: 12 إصدار جديد.. “نحو مجتمع واعٍ بوجدان أصيل وجسم سليم”

تحت رعاية سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة دشنت إدارة البحوث والدراسات الثقافية بالوزارة اليوم 12 إصدارا جديدا متنوعا في مختلف المعارف، ما بين فكرية وأدبية وتراثية وأعمال مترجمة، وذلك بهدف رفد المكتبة القطرية والعربية.
وتم حفل التدشين أمس في مقر بيت الحكمة بوزارة الثقافة والرياضة بحضور عدد من المسؤولين بالوزارة و وأصحاب المؤلفات والمهتمين.
وأكد السيد فالح حسين الهاجري مدير إدارة البحوث والدراسات الثقافية، خلال كلمته في حفل التدشين، حرص الإدارة على الإسهام في دعم المسيرة الثقافية في قطر.. مشيرا إلى أن تدشين 12 إصداراً جديداً يأتي امتداداً إلى الإصدارات التي سبق ودشنتها الإدارة في مايو الماضي، ووصل عددها إلى 10 إصدارات، ليكون إجمالي ما أصدرته الإدارة هذا العام 22 إصداراً في مختلف ألوان المعرفة والأدب والثقافة لتكون الإصدارات القطرية رافداً مهماً من روافد الإبداع العربي، وذلك مواكبة للرؤية الاستراتيجية الشاملةِ للدولة “قطر 2030″، والتي تنطلق منها رؤية وزارة الثقافة والرياضة، وشعارها “نحو مجتمع واعٍ بوجدان أصيل وجسم سليم”.
وأشار إلى أن هذا الكم من الإصدارات الثقافية والمعرفية والأدبية، يأتي في مواجهة تحدي الكتاب المطبوع الذي يجد منافسة من الوسائل الحديثة ليس في قطر ولكن على الساحة الثقافية، عربياً ودولياً، فخرجت الكتب المطبوعة الجديدة بتنوع دون الاقتصار على لون ثقافي أو معرفي أو أدبي، بل كان هناك الكتاب المترجم، إلى اللغة الإنجليزية تارة وإلى التركية تارة أخرى.
وشدد على أن الإصدارات الجديدة تعكس الواقع الثقافي في قطر وأنها إضافة نوعية للمكتبة القطرية والعربية خاصة أن 75% من الإصدارات قطرية خالصة، الأمر الذي يعكس مدى تطور الحراك الثقافي القطري.. مشيرا إلى أن معرض الدوحة الدولي للكتاب قد عكس نجاح إصدارات الوزارة، حيث تم بيعها بأسعار رمزية، وقد لقيت رواجا كبيرا ونفدت بعض الكتب، كما كانت المشاركة في معرض الشارقة للكتاب ومعرض الكويت مؤشرا على هذا النجاح، وذلك بتزايد الإقبال على جميع الإصدارات، ما يجعلنا نؤكد أن الإصدارات القطرية لم تعد تتوجه إلى الداخل القطري وفقط، ولكن إلى المتلقي العربي في كل مكان، وأنها قادرة على الانفتاح على غيرها، بفضل رسوخ وعمق المشهد الثقافي القطري.
وردا على سؤال حول معايير اختيار الكتب القطرية للترجمة، قال السيد فالح الهاجري “هناك لجنة مشكلة لهذا الغرض تختار ما يمكن أن نقدمه من لآلئ فكرية وأدبية عن المشهد الثقافي القطري، وكذلك التراث مع مراعاة أن الترجمة للغة معينة يتم بناء على استطلاعات رأي ومعرفة اهتمامات كل دولة، فمثلا هناك اهتمام بجانب المعمار في تركيا فتمت ترجمة كتاب العمارة التقليدية في قطر، كما أن هناك بلادا لها اهتمامات أدبية او تراثية، أكثر كل هذا يتم وضعه عند اختيار العناوين المترجمة”.
وردا على سؤال لوكالة الأنباء القطرية قنا حول الطرق التي تستخدمها الإدارة لوصول الكتب القطرية المترجمة إلى لغات أخرى إلى القارئ الأجنبي، قال مدير إدارة البحوث والدراسات الثقافية “لدينا العديد من الطرق منها التواصل مع السفارات الأجنبية واتفاقياتنا معهم ونعرف مدى اهتماماتهم، وكذلك الأسابيع والفعاليات الثقافية ومشاركاتنا الخارجية، كما يتم أيضا التعريف بهذه الكتب من خلال سفاراتنا بالخارج، وكذلك عرب المهجر الذين يعتبرون سفراء للثقافة العربية المترجمة لنضمن بالعديد من الطرق وصول الثقافة القطرية إلى الآخر”.
وخلال حفل تدشين الإدارات الجديدة بوزارة الثقافة والرياضة اليوم ألقى عدد من المؤلفين نبذة حول كل كتاب من الكتب المدشنة وهي “رسالة الغفران” لأبي العلاء المعري، وأعاد كتابتها بلغة عصرية جديدة الإعلامي السوري نزار عابدين والذي أوضح أن الكتاب يعد استكمالا لتجربته السابقة في تيسير التراث وتقريبه إلى القارئ المعاصر، حيث سبق له كتابة ” البخلاء ” للجاحظ بلغة بسيطة ولقي استحسان النقاد، ويعد الكتاب الجديد من أهم كتب التراث، لما فيه من الرؤية الفلسفية والفكرية الشي الكثير، ويحاول الكاتب أن يقربه إلى القارئ المعاصر الذي بعدت المسافة الزمنية بينه وبين وقت تأليف الكتاب، وذلك دون أن يؤثر عمل عابدين على مضمون وجوهر الكتاب الذي وضعه المعري.
ومن الإصدارات الأدبية التي تم تدشينها ديوان “منهل الصادي” للشاعر محمد إبراهيم السادة، والذي أكد أنه تناول فيه بعاطفته حبه لقطر ومناسباتها الاجتماعية المختلفة، كما تناولت قصائده الغوص ووصف المحامل التقليدية وغيرها، ليتناول العديد من الأغراض الشعرية.
كما صدر ديوان “هلال في منتصف الشعر” للشاعر عبدالرحمن بن عبدالله الدليمي، وقد جمع بين الشعر العربي التقليدي ذي الوزن الواحد والقافية الواحدة في القصيدة، وبين الشعر الحر ذي الأوزان المتنوعة والقوافي المتعددة.
ومن إصدارات إدارة البحوث والدراسات الثقافية بوزارة الثقافة والرياضة في مجال الأدب التي تم تدشينها اليوم المجموعة القصصية “وردة وخمس بتلات” للكاتبة شمة شاهين الكواري وهذا العمل يتناول القضايا الاجتماعية للفتيات في فترة من فترات حياتهن.
كما تم تدشين كتب متنوعة ومنها دليل الجوائز والمسابقات في قطر، وأعدته كل من نوال علي خليفة الكبيسي، وأنيسة حمد جاسم سيار، وجاء إيماناً من إدارة البحوث والدراسات الثقافية بوزارة الثقافة والرياضة بأهمية وضرورة مواكبة الفعاليات والأنشطة والمسابقات المقامة بمختلف وزارات وهيئات ومؤسسات الدولة، وتحديد أهداف كل مسابقة، والفئات العمرية المسموح لها بالمشاركة في المسابقات والفعاليات، ليكون الكتاب توثيقا لبعض تلك الجهود، كما يرصد قيمة الجوائز التشجيعية والتقديرية التي تقدمها الوزارات والهيئات، ومقدارها، ومستوياتها.
وأما كتاب “السياسة العامة للمسؤولية الاجتماعية في دولة قطر ودور منظمات المجتمع المدني” للكاتبة منى جاسم الخليفي فجاء ليلقي الضوء على دور منظمات المجتمع المدني التي تمارس نشاطاً اجتماعياً في السياسة العامة للمسؤولية الاجتماعية في دولة قطر، ليأتي كتاب “مدخل للإحصاء التطبيقي في تقييم الأداء الثقافي” للكاتب فاضل محسن الربيعي ليبين دور الإحصاء التطبيقي في تقييم الأداء الثقافي برصد الأداء المؤسسي الحكومي عن طريق جمع البيانات وتنظيمها في جداول وعرضها خاضعة لمقاييس عدة معتبرة عند الإحصائيين.
وقد اهتمت إدارة البحوث والدراسات الثقافية في إصداراتها الجديدة بجانب الترجمة سواء من العربية عن طريق ترجمة المؤلفات القطرية إلى لغات مختلفة أو ترجمة أعمال أجنبية إلى العربية، ومن أهم المؤلفات القطرية التي ترجمت وتم تدشينها اليوم كتاب “الزواج نظمه، وعاداته، وتقاليده في المجتمع القطري” تأليف الباحثة الشيخة نورة بنت ناصر آل ثاني وقام بترجمته إلى الانجليزية الدكتور عبدالودود العمراني، وقالت الكاتبة “إن الكتاب يعطي معلومات موثقة تم جمعها عن طريق الجمع والمشافهة من الأجداد والجدات وأدوات التحليل البحثية الميدانية، ليقدم كل ما يتعلق بأمور الزواج ومن قبله إعداد البنات وتربيتهن، فالكتاب يتحدث عن الثقافة والتربية الاجتماعية لكل من الفتيات والفتيان خلال مرحلة الطفولة وإلى سن البلوغ، كما يركز على العادات والأساليب الشعبية التي تحيط بموضوع الزواج وتحتفي به، وكذلك جميع خطوات الزواج من مرحلة الخطوبة حتى ليلة الزفاف وطقوس الصبحية التي هي الصباح الأول للعروسين في بيت الزوجية، وتذكر فيه عادات وتقاليد وأدوات تراثية خاصة بالمجتمع القطري”.
ومن المؤلفات المترجمة أيضا كتاب “العمارة التقليدية في قطر” للكاتب الراحل محمد جاسم الخليفي وترجمه إلى التركية عبدالقادر عبداللي، والكتاب توثيق وتسجيل التراث المعماري في قطر والنابع من التقاليد العربية الإسلامية، ويعد مرجعاً للباحثين والدراسين والمهندسين المهتمين بالتراث المعماري في قطر، حيث تناول البيوت القديمة والمساجد والقلاع والحصون وغيرها ليقدم معلومات متكاملة عن المعمار في قطر قديما.
وصدرت ترجمة كتاب “غلال” وهو مجموعة قصصية لعدد من الكتاب القطريين وترجمته إلى الانجليزية سمر الشيشكلي، وقام بتحريره الدكتور أمير العذب، وفيه 13 قصة تم اختيارها من مجموعات قصصية مختلفة لأدباء وأديبات من قطر، صدرت في مراحل زمنية متفاوتة، ثم جمعت في كتاب مشترك. وقد تم اختيارها بهذا التنوع لتعطي فكرة عن تطور فن القصة في الوسط الأدبي القطري ولتعرف القارئ الأجنبي على شيء من الهوية المجتمعية والثقافية القطرية، كما صدرت ترجمة لنفس الكتاب إلى اللغة التركية وقام بها محمد شاير.
أما الكتابات الأجنبية المترجمة فتمت ترجمة الكتاب الفرنسي “الفكرة القاتلة السياسة، الأعمال ، الثقافة ” لمؤلفه نيكولا بورداس وترجمته إلى العربية وفاء التومي وراجعه وحرره الدكتور نزار شقرون وتنطلق فكرة الكتاب من تحليل لمعنى الفكرة ومراحل نموها وعوامل تساعدها على البقاء والتأثير حتى تكتسب عناصر السيطرة والامتداد.
Previous post
“كتارا”: تعزيز التعاون الثقافي مع “البابطين”
Next post
بنتلي كونتيننتال Black Edition . . ولكنها ياللعجب لن تأتي باللون الأسود!!