الثقافة البيئية محطة الوصول النهائية للسيارة الخضراء والوعي سائقها المعتمد

قطر ترسم استراتيجيات اقتصادية حديثة ممهورة بتوقيع الحداثة

الطاقة النظيفة واحدة من أولويات رؤية قطر ٢٠٣٠

شراكات مفتوحة تكسر العقبات وهدف مشترك مؤكد التحقق 

بزنس كلاس – باسل لحام

تعتبر مصادر الطاقة النظيفة أحد أهم الأولويات التي وضعها من يرسم الخطوط العريضة للاستراتيجية الاقتصادية في دولة قطر باعتبارها حاجة بيئية تزداد إلحاحاً بمرور الوقت ونافذة استثمارية مهمة في إطار بناء اقتصاد متنوع المصادر بما يتوافق مع رؤية قطر الوطنية 2030. ومن هذا المنطلق تأتي جملة من المشاريع التي تتبناها دولة قطر سواء على المستوى الحكومي والرسمي أو على مستوى الاستثمارات التي يقودها القطاع الخاص في الدولة.

وكانت آخر الخطوات التي سارت في هذا الإطار المشار له، تدشين مشروع بناء محطات شحن السيارات الكهربائية مؤخراً. فقد دشنت المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء “كهرماء” ممثلة في البرنامج الوطني للترشيد وكفاءة الطاقة “ترشيد” “مشروع محطات شحن السيارات الكهربائية المرحلة الأولى” كجزء من “مبادرة السيارة الخضراء” في قطر.

وقال المهندس عيسى بن هلال الكواري، رئيس “كهرماء” بأن الشركة وقعت مع كل من وزارة الطاقة والصناعة ووزارة المواصلات والاتصالات في شهر مايو/ايار الماضي مبادرة السيارة الخضراء النابعة من إدراك الدولة لأهمية توفير بيئة نظيفة وصحية وآمنة للأجيال القادمة.

أهداف مباشرة

وتأتي هذه المبادرة لتتوافق مع أهداف “ترشيد” من أجل تقليل الانبعاثات الكربونية الضارة بنسبة 7% من إجمالي النسبة المستهدفة وهي 17% عبر كافة القطاعات في قطر بحلول 2022، وفقا للاستراتيجية الوطنية الثانية. وأوضح الكواري أنه عندما تم إطلاق ترشيد قبل نحو 6 أعوام، فإن كهرماء أرادت نشر ثقافة ترشيد استهلاك الكهرباء والماء للحفاظ على موارد الدولة وكذلك من أجل بيئة صحية للمجتمع وللأجيال القادمة، مضيفا أن كهرماء تنطلق في خطوة جديدة من مسيرة دولة قطر نحو مستقبل أخضر من خلال استخدام السيارات الصديقة للبيئة.

الجدير بالذكر أن هكذا نوع من الخدمات التي تصب في صالح مواكبة التطور العالمي باتجاه الاستغناء عن السيارات التي تسير على مشتقات الوقود الأحفوري، يجب أن يتم توفير البنية التحتية اللازمة له وهو الأمر الذي يعتبر حيويا لتحقيق هذا الهدف. ومن ثم يأتي مشروع إطلاق محطات شحن السيارات الكهربائية كخطوة أساسية تضع قطر على الطريق الصحيح.

كما تعد السيارات الكهربائية أكثر ملاءمة لبيئة أصح كونها لا تسبب الانبعاثات الكربونية الضارة. أضافة لحقيقة أن المشروع الذي جرى تدشينه مؤخراً يعتبر نموذجا لخطط ” كهرماء” قصيرة المدى لنشر الوعي والبنية التحتية اللازمة للسيارات الخضراء بدولة قطر، إلا أن ذلك يأتي كجزء مكمل ضمن خطة حكومة دولة قطر الرشيدة الاستراتيجية وطويلة المدى فيما يتعلق بوضع اللوائح والتشريعات والسياسات المنظمة وإرساء دعائم البنية التحية اللازمة لضمان نجاح تلك المشاريع واستدامتها بما يتوافق مع أهداف التنمية الاقتصادية والمحافظة على البيئة بنفس الوقت.

شراكات مفتوحة

وتأتي المرحلة الأولى من هذه المشروع كعمل مشترك بين ترشيد، وشركة سيمنز قطر ومجموعة الفردان، حيث ستوفر مجموعة الفردان العقارية 3 محطات شحن بعدد من منشآتها الفندقية. وبجانب القطاع الخاص، ستتولى شركة سيمنز قطر الإشراف على الجانب التقني للمرحلة الأولى من هذا المشروع، وفي هذا الصدد أعرب السيد آدريان وود، الرئيس التنفيذي لشركة سيمنز قطر عن فخره بتقديم شركته للعنصر التكنولوجي في هذا المشروع ولأول محطة شحن لسيارات كهربائية في قطر. وأوضح أنه من خلال تلك المحطة تسعى سيمنز قطر لدعم تطوير البنية التحتية والكفاءة والاستدامة لهذا البلد.. مضيفا أنه على الصعيد العالمي، تستخدم سيمنز الابتكار والتكنولوجيا لبناء مدن حديثة ورقمية ومستدامة، معتبرا أن هذه الشراكة مع ترشيد هي خطوة إلى الامام في انتقال قطر إلى مستقبل أكثر اخضرارا.

من جانبه، قال السيد عمر الفردان الرئيس التنفيذي لمجموعة الفردان، إن قيام مجموعة الفردان العقارية بتوفير ثلاثة محطات شحن بعدد من منشآتها الفندقية يأتي ضمن مواصلة دعم المجموعة المطلق للمبادرات الاستراتيجية لحكومة قطر، لا سيما البرنامج الوطني للترشيد وكفاءة الطاقة، الذي يهدف إلى خلق مستقبل أكثر استدامة بيئياً. وأكد أنه من خلال هذه الشراكة، تسعى المجموعة للتعاون الكامل مع “كهرماء” و”سيمنز قطر” في طرح التقنيات النظيفة في دولة قطر بهدف إنجاح مشروع تطوير محطات شحن للسيارات الكهربائية.

محطات بالخدمة

وشهدت الدوحة في 27 فبراير / شباط المنصرم افتتاح أول محطة لشحن السيارات الكهربائية في دولة قطر وهي محطة حديقة كهرماء للتوعية والتي تعد واحدة من تسع محطات يشملها المشروع في عدد من المناطق بالدولة، والتي تشمل كذلك برج كهرماء الرئيسي وفندق كمبينسكي اللؤلؤة وأبراج الفردان وفندق سانت ريجيس الدوحة والمقر الرئيسي لمؤسسة قطر، وواحة العلوم والتكنولوجيا، ومدينة مشيرب، وفي إزدان مول الوكرة. ومن المنتظر أن ينضم عدد أكبر من الشركاء بجميع قطاعات الدولة لإرساء البنية التحتية لمحطات شحن السيارات الكهربائية وتوفير السيارات الكهربائية والهجينة ونشر الوعي المجتمعي بتشجيع اقتنائها بين جميع فئات الدولة.

وقد أقيم معرض السيارات الخضراء بحديقة كهرماء للتوعية على هامش المؤتمر الصحفي الذي عقد لتدشين مشروع محطات ترشيد لشحن السيارات الكهربائية المرحلة الأولى، والذي شارك به عدد من أهم وكالات السيارات بدولة قطر كشركة عبدالله عبدالغني وإخوانه، وشركة صالح الحمد المانع، وشركة ناصر بن خالد للسيارات، بالإضافة إلى الفردان للسيارات. وشاركت دولة قطر مؤخرا في المؤتمر السنوي الثالث والعشرين للدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتغير المناخي في مدينة بون الألمانية لتجديد التزامها بترجمة نتائج اتفاق المناخ في باريس إلى خطوات ملموسة ومشاريع ناجحة من أجل الحد من تأثير الاحتباس الحراري في العالم وتحقيق أهداف التنمية المستدامة العالمية وأهداف رؤية قطر 2030.

 

 

السابق
بالأرقام.. قطاع الصناعة يسجل نمواً استثنائياً
التالي
صور.. سمو الأمير يشهد ختام “موتو جي بي”