التعليم: عقوبات مشددة للغش في الامتحانات

الدوحة – وكالات – بزنس كلاس:

تتابع وزارة التعليم والتعليم العالي عملية التحضير من أجل الاختبارات النصفية للعام الدراسي 2018 – 2019 مشددة على قضية الغش في الاختبارت ووجوب الوقوف بحزم بوجه هذه الظاهرة غير الصحية. وفي هذا الإطار، أصدرت وزارة التعليم قراراً وزارياً تضمن عقوبات مشددة بحق الطلاب الذين يتم ضبطهم بوسائل اتصال داخل لجان الاختبار، أو الطلاب الذين يساعدون على ترويج الأسئلة والأجوبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وحدد القرار عقوبات تصل إلى إلغاء جميع الاختبارات للطالب واعتباره راسباً في حالة ضبطه يقوم بالإخلال بالنظام العام للاختبارات.

كما تضمن القرار حرمان الموظف من المشاركة في أعمال الاختبارات ومن أية مكافآت مقررة عن عمل من هذه الأعمال إذا طبع أو صور أو نشر أو أذاع أو روج بأية وسيلة، أسئلة أو أجوبة أية اختبارات تتعلق بمراحل التعليم المختلفة، بقصد الغش.

وبالرغم من هذه العقوبات المغلظة، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لاختبار مادة الكيمياء تم تسريبها أثناء وقت الاختبار عبر مجموعات واتس آب خاصة، مع وضع الحلول النموذجية لأسئلة الاختبار. وتبين أن هذه المجموعات يشترك بها مجموعة من الطلبة بالإضافة إلى مدرسين لمادة الكيمياء. مما يشير إلى تحدٍ صارخ من الطلاب ضد قرارات وزارة التعليم، ومغامرة تدل على مدى اعتماد هؤلاء الطلبة على الغش بشكل كامل ضاربين بالقرارات واللوائح والنظام عرض الحائط.

تجدر الإشارة إلى أن جميع المدارس أكدت قبل انطلاق الاختبارات توفر بوابات وأجهزة للكشف عن الأجهزة الإلكترونية والهواتف النقالة، فضلاً عن التأكيدات بتفتيش الطلاب قبل الدخول إلى اللجنة، ولكن تداول أسئلة الاختبار أثناء انعقاد اللجنة دليل على وجود خلل في بعض اللجان، مع غياب دور المراقبين. إذ لن يستطيع الطالب تصوير ورقة الأسئلة وإرسالها وانتظار الأجوبة ونقلها إلى الورقة بدون ملاحظة المراقب، إلا أذا كان متواطئاً مع الطلاب، أو غير مؤهل بالدرجة الكافية.

وأكد تربويون ومواطنون، أن الأمر أصبح خارج سيطرة وزارة التعليم والتعليم العالي، وبعض الطلاب يلجأون إلى الغش بأي وسيلة كانت من أجل النجاح، وهذا يضر بالعملية التعليمية برمتها ويخل بنظام تكافؤ الفرص بين جميع الطلاب، فلا يعقل أن يجتهد طالب طوال العام من أجل تحصيل درجات مرتفعة، أن يتساوى بطالب آخر لم يفعل شيئا سوى تسريب سماعة في أذنه داخل اللجنة ليستخدمها في الغش بالاتفاق مع مدرس معدوم الضمير مقابل أموال.

وأضافوا أن وزارة التعليم تتحمل مسؤولية مراقبة اللجان، وتأهيل المراقبين لكشف جميع خدع الطلاب والتقنيات التي يستخدمونها في الغش. كما أن تربية الطالب أيضاً في المدرسة أو المنزل عليها عامل كبير، فمعنى لجوء بعض الطلاب إلى الغش هو أنهم يفتقدون إلى القيم والأخلاق التي من المفترض اكتسابها من المدرسة والمعلم، ومن الأسرة في المقام الأول. مطالبين بسرعة الكشف مع كل طالب ومدرس متورط في تسريب الاختبارات، والكشف عن أسمائهم أمام الجميع ليكونوا عبرة لغيرهم، وليعلم كل طالب أنه إذا أقدم على تلك الفعلة سيتم فضحه وستكون وصمة عار تلاحقه طوال حياته.

وردت وزارة التعليم عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتمعاي “تويتر”، نافية حدوث أي تسريب لاختبار مادة الكيمياء أمس الأربعاء، وقالت: ” نود التوضيح بعدم وجود أي تسريب للاختبارات، فالتسريب يكون قبل الاختبار وليس بعد بدئه. وما حدث عبارة عن حالات غش فردية يتم التعامل معها بحزم من قبل الجهات المختصة”.

أكد أنها تكثر بين طلاب المنازل.. حزام الحميداني:

ندعو لتوفير تقنيات متطورة للكشف عن حالات الغش

يجب تفعيل دور الأسرة لتوعية الطالب بخطورة الغش

 

نبه التربوي حزام محمد الحميداني، مدير مدرسة الرازي الإعدادية، إلى ضرورة توفير تقنيات متطورة لمواجهة ظاهرة الغش، مشيرا إلى أن التعليم تحرص على مواجهة هذه الظاهرة بشكل تربوي من خلال غرس القيم في نفوس الطلاب. وطالب الحميداني بتوفير ممثلين عن الجهات التي يعمل بها طلاب المنازل للمشاركة في لجان الامتحانات كمراقبين، مؤكدا دور هذا في محاربة ظاهرة الغش بشكل فعال.

وأكد مدير مدرسة الرازي الإعدادية على أهمية دور الأسرة في توعية الطالب بخطورة اتخاذ الغش كمسلك لتحقيق النجاح، موضحا أهمية تحفيز الطالب لاعتماد على قدراته الذاتية لتحقيق النجاح.. وتابع قائلا” والطالب الذي يعتمد على الغش لا يغش الا نفسه، كما أنه يعرض نفسه للحرمان من الامتحان عند اكتشافه من قبل المراقبين”.

وحول أسباب لجوء الطالب للغش، أوضح مدير مدرسة الرازي الإعدادية، أن هذا تعبير ذاتي من الطالب عن عدم حبه للتعليم، مشيرا إلى أن الطالب في هذه الحالة جاء ليأخذ من التعليم شهادة وليس لأخذ العلم. وأشار إلى أن الغش ظاهرة تكثر بين صفوف طلاب المنازل الذين يتوجهون للتعليم للحصول على شهادة لتعديل أوضاعهم الوظيفية، مبينا أن الطالب النظامي يتسم بالجدية في المجمل.

ولفت إلى أن المعلمين على دراية بأساليب الغش التي يتبعها الطلاب، مشيرا إلى أن المراقبين عند الدخول إلى لجان طلاب المنازل يعلمون مسبقا أنهم سيواجهون الكثير من حالات الغش. وشدد مدير مدرسة الرازي الإعدادية على أن المراقبين يقومون بتوضيح التعليمات داخل اللجان، ومن ثم يتم التعامل مع حالات الغش بحزم، مشيرا إلى أن الحالات تقل مع الوقت للتأكد من تطبيق القانون على الجميع دون استثناء.

إبراهيم مبارك: التعليم وضعت تدابير من شأنها مواجهة ظاهرة الغش بحزم

أكد التربوي إبراهيم مبارك العيدان، مدير مدرسة اليرموك الإعدادية، أن وزارة التعليم والتعليم العالي قد اتخذت من الإجراءات ما يكفل لمواجهة هذه الظاهرة بشكل حازم، مؤكدا أن هذه الإجراءات عالجت الثغرة التي كانت تسببها الهواتف المحمولة والأجهزة المرتبطة بها في السابق.

وشدد التربوي ابراهيم مبارك على أن ظاهرة الغش تكثر في المرحلة الثانوية بين طلاب المنازل، مبينا أن هذه الظاهرة نادرة الحدوث بين طلاب المرحلة الإعدادية.

وتابع قائلا” إن طالب المرحلة الإعدادية قليل الاهتمام بالهواتف المحمولة مقارنة بطالب المرحلة الثانوية، نظرا لاختلاف المرحلة العمرية واهتماماتها”. ونبه مدير مدرسة اليرموك الإعدادية إلى أن ولي الأمر لا يرضى أن ينجح ابنه عن طريق الغش، مؤكدا أن هذه الظاهرة شبه معدومة في المدارس الحكومية.

عادل الهاشمي: يجب البحث عن جذور المشكلة وإيجاد الحلول لها

قال عادل الهاشمي: إن الطلاب بحاجة ماسة لزيادة تثقيفهم ووعيهم بعدم الغش في الاختبارات، وذلك للحديث الشريف “من غشنا فليس منا”، متسائلا عن المسؤول عن تسرب مواد الاختبار بهذا الشكل.. وتابع قائلا: الغش أو التسريب يتسبب في مساواة الطالب المتفوق، بنظيره من الطلاب الذين لا يذاكرون طوال العام، كما انه يؤدي إلى ضياع الجهود، وسرقتها بشكل غير قانوني، فهذا الطالب سيذهب للجامعة، وقد يصبح مهندسا أو طبيبا، وقد تتعلق عليه آمال الوطن، فكيف سيتحمل المسؤولية لهذه المهام، الأمر الذي يؤثر على المجتمع ككل.

واشار إلى أنه برغم الرقابة والجزاءات تحدث دائما ثغرة ما، لذلك لابد من البحث عن جذور المشكلة التي تتكرر، ومحاولة إيجاد الحلول اللازمة لمعالجتها، مؤكدا على انه يجب حل تلك المشكلة عن طريق التوعية والتثقيف للطلاب والأبناء في المراحل الدراسية المختلفة، ومعاقبة المسؤول عن ذلك ليكون رادعا لغيره، وأضاف أيضا أن الأسرة يقع عليها جزء كبير من ناحية تعليم الابناء، وتوجيه النصح والارشاد لهم، بأن الغش لا يفيد، وأن الهدف من العلم هو التحصيل والاستفادة والمعرفة.

دعا لتشديد الرقابة.. راشد الإبراهيم: أولياء الأمور مسؤولون عن تنامي ظاهرة الغش

حث ولي الأمر راشد الإبراهيم الأبناء الطلاب على الاجتهاد والتحصيل العلمي لأن الطالب المجتهد لا يلجأ للغش بأي حال من الأحوال.. وقال الإبراهيم إن عمليات الغش دائما يلجأ اليها الطلاب المهملون الذين لا يكترثون لمستقبلهم ويلعبون طوال العام ثم تفاجئهم الامتحانات فيلجأوا الى هذه الوسائل الملتوية.

وأضاف الإبراهيم إن هذه الظاهرة قديمة ولكنها لا يجب أن تتجدد خاصة مع تطور الوسائل التقنية.. وحمل الإبراهيم جانبا من المسؤولية الى أولياء الأمور أنفسهم إذ يجب أن يراقبوا سلوك أبنائهم ويتابعوا معهم دروسهم، ودعا إدارات المدارس ولجان الامتحانات الى التشديد في مراقبة الامتحانات لأن الطلاب الذين ينجحون بالغش يكونون قد نجحوا ليس بجهودهم ولم يسهروا يوما.

وقال إن الطالب الذي يغش في الامتحان قد يلجأ إلى الغش في بقية حياته، لذلك يجب منعه من الغش حتى لا يتحول الى سلوك دائم. ولفت الى أن وسائل الغش عند الطلاب قد تتطور نتيجة انتشار الوسائل المعينة إلا أن الغش واحد.. وأضاف ” إن الغش خاصة في امتحان الشهادة الثانوية نتيجته وخيمة لأن الطالب قد يغش ويحصل على نتيجة متقدمة إلا أنها ليست من جهده ولا تعني هذه النتيجة أنها حقيقية، لذلك يظهر مستواه متدنيا في الجامعة التي قد لا يستمر فيها لأنه ليس بالغش يمكن أن ينجح في كل مراحل التعليم.

محمد علي المري: تهاون المدارس يشجع الطلاب على الغش

قال محمد علي المري إن امتحانات الثانوية امتحانات مصيرية يجب أن تكون نتيجتها حقيقية بحيث يحصل الطالب على التقدير الحقيقي الذي يعبر عن مستواه العلمي الحقيقي الذي يؤهله للجامعة أو حتى لسوق العمل اذا أراد أن يتوقف في الدراسة على الشهادة الثانوية..

وأضاف “مسألة غير أخلاقية أن يغش الطالب في أي مادة إذ الواجب على الطالب والطالبة أن يؤديا الامتحان بغاية الأمانة لأن المقصود أن تعرف منزلتهما في العلم والتحصيل الأكاديمي وأهليتهما ومدى ذكائهما وفطنتهما، مؤكدا أن الخيانة أو الغش تفسد هذا وتضيع هذا.. وقال المري إن الواجب على الطالب وعلى الطالبة ليس في المرحلة الثانوية فقط بل في كل المراحل أن يؤديا الأمانة وأن يبتعدا عن الغش لأن السنة النبوية منعت الغش وحذرت منه لعموم قوله ﷺ: “من غشنا فليس منا”

وشدد هو الآخر على تحكم إدارات المدارس ولجان الامتحان المراقبة على أن يتم منع أي طالب من استخدام أي وسيلة تساعد على الغش سواء الجوال أو غيره.. وأضاف ” إن التهاون الذي يحدث من جهات الاختصاص في وزارة التعليم والتعليم العالي تغري الطلاب غير المجتهدين على انتهاج أساليب الغش حتى يرضوا آباءهم وأمهاتهم على حساب الطلاب الآخرين المجتهدين.

د. محمود عبد العزيز: لجوء الطالب إلى الغش من كبائر الذنوب

قال الداعية الدكتور محمود عبد العزيز إن الغش حرام، سواء كان في البيع أو الشراء أو الامتحانات أو غير ذلك لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي) رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.. وقال إن الغش في الامتحانات محرم، بل من كبائر الذنوب، لا سيما وأن هذا الغش تترتب عليه أشياء في المستقبل: يترتب عليه الراتب، والمَرْتبة، وغير ذلك مما هو مقرونٌ بالنجاح.

وأضاف: من أراد الحصول على النجاح والدرجات العالية فعليه بالجد والاجتهاد والمذاكرة لا بالغش، فإن الغش تمقته النفوس، والغاش يكرهه الناس، وهو خلاف الصدق والأمانة، وحليف الكذب والخيانة، فعلى العاقل تجنبه فإذا علم المسلم أن الغش في الامتحانات هذه صفته، وتأسى بأهل الجد والمذاكرة، عزفت نفسه عن هذه الخصلة المذمومة وتجنبها.

وقال إنه من المقرر أن الغش في أي شيء حرام، والحديث واضح في ذلك “من غشنا فليس منا” وهو حكم عام لكل شيء فيه ما يخالف الحقيقة، فالذي يغش ارتكب معصية، والذي يساعده على الغش شريك له في الإثم.

وزاد القول: ولا يصح أن تكون صعوبة الامتحان مبررا للغش، فقد جعل الامتحان لتمييز المجتهد من غيره، والدين لا يسوي بينهما في المعاملة، وكذلك العقل السليم لا يرضي بهذه التسوية، قال تعالى: (أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار) سورة ص.. وبخصوص العلم قال تعالى (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون).

وذكر الداعية الدكتور محمود عبد العزيز أن انتشار الغش في الامتحانات وغيرها رذيلة من أخطر الرذائل على المجتمع، حيث يسود فيه الباطل وينحسر الحق، ويعيش مجتمع بانقلاب الموازين حيث تسند فيه الأمور إلى غير أهلها، وهو ضياع للأمانة، وأحد علامات الساعة كما صح في الحديث الشريف.. وأوضح أن الذي تولى عملاً يحتاج إلى مؤهل يشهد بكفاءته، وقد نال الشهادة بالغش يحرم عليه ما كسبه من وراء ذلك.

السابق
سحب متفرقة وطقس معتدل نهاراً
التالي
الشيخة هند بمقال في “كوارتز”: خطة قطرية للمساواة بين الجنسين