التخييم.. موسم الهروب من صخب المدن

الدوحة_الشرق

يعتبر موسم التخييم من أجمل المواسم التي ينتظرها المواطنون بفارغ الصبر مع قدوم فصل الشتاء، حيث يتحول البر إلى وجهة رئيسية لقضاء أوقات ممتعة ومليئة باللقاءات والمرح، ومنذ شهر نوفمبر وحتى مايو من كل عام، تنتشر المخيمات في مناطق التخييم البرية والبحرية، ليعيش الناس تجربة مميزة مليئة بالهدوء والاسترخاء، بعيدا عن صخب المدن.

وتشهد المخيمات تواجدا دائما طيلة موسم التخييم للاستمتاع بأجواء المخيمات البرية والبحرية، التي لا تخلو من وجود البصمة التراثية فيها، حيث كل مخيم يتميز عن الآخر بلمسات من التراث والتقاليد، وفي تلك المخيمات يلتقي الكبير والصغير، إذ انها تعتبر مدارس للأبناء فيها يتعلمون آداب المجلس، وتجهيز القهوة والترحيب بالضيوف وتوديعهم عبر مشاهدة ذلك أمامهم من قبل أبائهم وأقاربهم.

 

واعتبر عدد من المواطنين أن التخييم أكثر من مجرد رحلة قصيرة، بل هو نمط حياة وتجربة تربطهم بالطبيعة وببعضهم البعض.

 

 

   – فرصة للابتعاد عن الضوضاء

وفي هذا السياق قال حسين صفر: إن التخييم بالنسبة لي ولعائلتي هو فرصة للابتعاد عن ضجيج المدينة والتواصل مع الطبيعة، حيث إننا نحب قضاء الوقت معًا في الخيام، نجلس حول النار أثناء البرد، وهذه اللحظات تعيد إلينا الشعور بالسكينة وتخلق ذكريات لا تُنسى.

ويرى أن التخييم يمثل فرصة رائعة للانفصال عن التكنولوجيا وقضاء أوقات حقيقية مع الأصدقاء، حيث يقول: “نترك الهواتف وراءنا ونعيش يومًا كاملًا في الهواء الطلق. نلعب الكرة، نركب الدراجات، ونشوي العشاء على الفحم. التخييم تجربة تجعلنا نشعر بالحرية والراحة”.

 

 

من جهته قال ناصر الكبيسي: إن التخييم ليس مجرد نزهة، بل هو تقليد عائلي متوارث يحرص على نقله لأبنائه، حيث إنني وعائلتي اعتدنا على التخييم في المواقع البحرية شمال الدولة، واخترنا مكانا لذلك منذ عدة سنوات ولا نزال نخيم فيه ونلتقي مع بعضنا البعض بشكل اسبوعي.

وأضاف الكبيسي: في المخيمات تجتمع الأسرة بعيدا عن المشاغل، كما أن في المخيمات أيضا نصل الرحم من خلال الالتقاء مع الأشقاء والشقيقات وأبنائهم.

ولفت إلى أن التخييم يعزز الروابط الأسرية بشكل كبير، مشيرا إلى أنه يقضي في المخيم أوقاتا طويلة مع عائلته، حيث تبادل الأحاديث بعيدًا عن انشغالات الحياة اليومية، مؤكدا أن هذه الأوقات تقرب العائلة من بعضها البعض بشكل أكبر.

 

 

   – هروب من الروتين

وفي سياق آخر، يرى عمار رياض، أن التخييم يمثل فرصة ذهبية للهروب من الروتين وضغوط العمل، لافتا إلى أن التخييم يعطي إحساسًا بالاسترخاء والسكينة، وفيه يمارس كل شخص هوايته المفضلة فهذا يلعب كرة القدم وذاك الطائرة، والآخر يقرأ كتابا في أجواء هادئة بعيدا عن الضوضاء.

وأكد على أن، التخييم ليس فقط للاسترخاء، بل أيضًا فرصة لممارسة أنشطة مختلفة مثل ركوب الدراجات الرباعية واستكشاف المناطق الصحراوية، التي فيها نوع من المغامرة والمتعة.

ولفت إلى أن التخييم يمثل فرصة لإحياء العادات والتقاليد، حيث إن عددا كبيرا من المواطنين يحرصون أثناء التخييم على تقديم القهوة العربية والضيافة التقليدية للزوار، وفيها طابع تراثي ومحافظة على العادات والتقاليد.

 

 

   – التعامل مع البيئة بتحضُّر

وقال جابر المري: إن التخييم في المواقع المحددة سواء البرية أو البحرية ممتع للغاية، خاصة وأن وزارة البيئة مشكورة تعمل جاهدة في هذا الشأن من خلال توعية الجمهور بضرورة الحفاظ على البيئة، حيث إن البر أمانة، وعلينا أن نترك المكان نظيفًا كما وجدناه.

وأكد على أن موسم التخييم ليس مجرد وقت يمضيه المواطنون في البر، بل هو احتفال بالشتاء وطريقة لإعادة التواصل مع الطبيعة والعائلة. في كل خيمة ننصبها، وفي كل جمرة أُوقدت، هناك قصة تُحكى، وذكريات تُنسج، وتجارب تُعاش، تجعل من هذا الموسم حدثًا ينتظره الجميع بشغف كل عام.

السابق
حظوظ متباينة للفرق العربية في كأس العالم للأندية 2025
التالي
5 % ارتفاع صادرات اللحوم الكازاخستانية إلى قطر