عند ذكر التايور Tailleur، أي البدلات ذات التنانير، يتبادر إلى أذهاننا على الفور صورة الأيقونة كوكو شانيل وبدلتها الكلاسيكية من أقمشة التويد والتنورة المتوسطة التي أحدثت ثورة حقيقية في عالم الأزياء وكانت إعلاناً بتحرير المرأة من الإطلالات المُتكلفة وبداية الإطلالات والتصاميم العملية.
الثمانينيات أوج صيحة التايور
منذ ذلك الحين وللتايور مكانة خاصة في الموضة، فخلال الستينيات كان التايور ذو التنورة القصيرة الأكثر رواجاً، وأشهر من ارتدت تلك الصيحة جاكلين كيندي، لتختفي صيحتها تدريجياً وتعود بقوة في الثمانينيات وتُعبّر عن المرأة العصرية والعملية.
العودة بقوة إلى عالم الموضة
بعد ذلك، يختفي التايور مرة أخرى ولم يظهر إلا لفترة قصيرة خلال التسعينيات وأوائل الألفية، وذلك لمصلحة سيطرة البدلات بالسراويل ذات الطابع الذكوري على الموضة. لكن اليوم تعود إلينا صيحة التايور مرة أخرى وسط الزخم الذي تشهده صناعة الموضة لتمكين ومساندة المرأة والحركات النسوية، فلم يجد المُصممون أفضل منه وسيلة للتعبير الراقي الأنيق عن قوة المرأة.
الإطلالة الأقوى لصيحات 2019
خلال متابعة منصات عروض الأزياء، شاهدنا تصاميم عصرية جريئة وأنيقة للتايور مثل إعادة ابتكار إطلالات الستينيات خلال مجموعة موسكينو Moschino، وأيضاً التايور البسيط والأنيق بتطريزات على الحواف الأمامية من لويس فويتونLouis Vuitton، كذلك خلال عرض مارك جايكوبس MARC JACOBS لصيف 2019 شاهدنا التايور باللون الوردي ذا الكتفين العريضتين، لتأخذنا تصاميم روكساندا ROKSANDA وكريستوفر كين CHRISTOPHER KANE إلى الطابع المُعاصر الفني، وكذلك تصميم ديور Dior للتايور جاء يحمل الطابع الذكوري في الجاكيت والتنورة غير المتساوية النهايات، وبالطابع قدّمت دار شانيل Chanel مجموعة من تصاميم التايور التي تُعد جزءاً من هوية الدار بأسلوب أكثر عصرية خلال مجموعة الخريف 2018.
ما هي رسالة التايور؟
أولاً: عودة التايور مرة أخرى إلى صيحات الموضة يُعزز المفهوم الرائج بتبنّي إطلالات حيكت بدقة لتعزيز الإطلالة الأنيقة، للتوضيح أكثر، معظم الأزياء في المتاجر تأتي بمقاسات واحدة وتصاميم مُحددة لتتناسب مع جميع الأحجام، أما بعض القطع، مثل التايور، فيجب أن تتناسب مقاسات الجاكيت والتنورة مع الجسم معاً، وهذا يجعل الإطلالة أكثر تكلّفاً وفخامة. ثانياً: تحمل إطلالة التايور رسالة قوية للغاية للمرأة بصورة شخصية ولمن حولها، فتصميم التايور ينقسم إلى قسمين: الأول الجاكيت وهو ذات طابع ذكوري جاد يُبرز الكتفين ويُحدد الجزء العلوي، وقليلاً ما يكشف عن أجزاء كبيرة من الجسم ويُعطي انطباعاً جاداً للغاية. أما الجزء الثاني فهي التنورة من نفس القماش واللون في الأغلب، وهي رمز للأنوثة، تحمل طابعاً رصيناً وأنيقاً كما أنها عملية. هذا الدمج من خلال التصميم يترك انطباعاً للمرأة بأنها ليست بحاجة إلى تبنّي أسلوب الرجال في إطلالاتها بالكامل، والانطباع الآخر الذي تتركه للجميع هو القوة والعملية دون أن تتنازل المرأة عن جمال قوتها كمرأة بحد ذاتها.