الدوحة – وكالات:
أكد مواطنون ومقيمون أهمية القيام بدراسة جدية لمشروع التاكسي المائي، الذي سبق وأن تم الإعلان عن العمل على تنفيذه ضمن خدمات النقل البحري باسم تاكسي الدوحة المائي السريع، إلى جانب خطط لإطلاق خدمة النقل بالحافلات البرمائية..
وأكدوا أهمية مثل هذه المشاريع بالنظر إلى ما توفره من خدمات نقل نظيفة وسريعة، وما تسهم به من دعم لوجستي للحركة السياحية في قطر، والتي أصبحت تنطلق من المحلية إلى العالمية نظرا للإقبال الكبير على سواحل قطر ومدنها الشاطئية التي استقبلت خلال الموسم السياحي 2017-2018 أكثر من 66 ألف سائح بنمو 97% عن الموسم السابق، ما يؤكد جاذبية قطر وقدرتها على أن تصبح مركزا للرحلات البحرية السياحية في الشرق الأوسط، وفي ظل خطط مدروسة لتحويل قطر الى وجهة سياحية للرحلات البحرية، تستهدف الآن استقبال نحو 200 ألف مسافر بحري في أفق عام 2023، مقابل أكثر من 65 ألف مسافر خلال الموسم الماضي.
تنشيط السياحة
وفي هذا الصدد أكد السيد صادق فرج أهمية إطلاق مشروع التاكسي المائي نظرا لما سيترتب عليه من تنشيط للسياحة المحلية، ولما سيمثله من إضافة جديدة لقطاع السياحة بشكل خاص والاقتصاد الوطني بشكل عام، خاصة وأننا نتحدث هنا عن نجاحات اقتصادية وسياحية حققتها قطر وهي تحتاج لمثل هذه المشاريع لجذب السياح ولتتحول إلى مركز إقليمي للسياحة البحرية، حيث إن هذا النوع من المشاريع غير متواجد حتى الآن في المنطقة بشكل كبير، وسيسهم في إنعاش القطاعات الاقتصادية المختلفة، بما فيها قطاع النقل والمواصلات الذي سيشكل إضافة مهمة له تخفف عليه عبء الازدحام وتضيف له طاقة اقتصادية جديدة تشكل قيمة مضافة للاقتصاد الوطني نظرا لما سيكون لها من مردود مادي مهم، وإن كان إنجاز مثل هذه المشاريع مكلفا إلى حد ما إلا أن عائده المادي والاقتصادي مضمون، علاوة على عائده الترويجي والتسويقي للقطاعات ذات الصلة بقطاعات النقل والسياحة في الدولة.
ويضيف السيد فرج: إن هذا النوع من المشاريع مهم كذلك للتنمية المستدامة، وهذا قطاع مهم تعول عليه الدولة في رؤيتها الوطنية 2030، خاصة وأنه يرتبط بمستقبل الأجيال القادمة والنمو المستدام أصبح اليوم مرتكزا أساسيا من مرتكزات التنمية الاقتصادية ونظرا لذلك نجد عندنا في قطر مثلا، أسبوع الاستدامة الذي يقام بشكل سنوي تحت رعاية معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بمشاركة مختلف الجهات والهيئات المهتمة بقطاع الاستدامة في الدولة لتقديم مبادراتها وتسليط الضوء على حلولها العملية والمبتكرة في مجال الاستدامة، كما يسهم هذا الحدث في ترسيخ ثقافة الاستدامة ونشرها بين كافة فئات المجتمع.
ونحن اليوم يضيف السيد صادق فرج يهمنا دعم التوجهات والخطط الحكومية التي تناقش كيفية انتقال قطر نحو مستقبل مستدام، ومدى الحاجة إلى التنويع الاقتصادي والتوجه نحو تحقيق أجندة الاستدامة العالمية، من خلال البحث في قضايا تتعلق بالتغيرات المناخية ومواجهة استنزاف الموارد الطبيعية النادرة مثل المياه، وكذلك النمو الديموغرافي والاقتصادي السريع، بالإضافة إلى أنماط الاستهلاك والإنتاج غير المستدام، والتهديدات البيئية، ونحو ذلك من القضايا التي تجد دعماً وإسناداً من المشاريع الحيوية المهمة والداعمة للبيئة مثل هذا النوع من المشاريع ذات الجودة العالية والتنافسية العالمية.
نقلة كبيرة
وضمن استطلاع لصحيفة الشرق القطرية حول هذا المشروع، أكد السيد ناصر علي، أهمية تنفيذ هذه الفكرة باعتبار هذا المشروع من المشاريع المبتكرة والناجحة، وهو مشروع متطور يقارن بالمشاريع المتطورة في الدول الأوروبية، حيث سيشكل نقلة وقفزة كبيرة في قطاع النقل والمواصلات، ونقلة كبيرة في التحضير لاستضافة كأس العالم 2022 التي تحتاج إلى أفكار ومشاريع جديدة تواكب أحدث الإنجازات العالمية، وقد تابعنا تصريحات عن خطط لبناء 5 فنادق عائمة لاستقبال ضيوف مونديال 2022، إلى جانب المشاريع الكبيرة التي أطلقتها شركات عقارية محلية لبناء جزر تضم فللا فاخرة ومدن ألعاب مائية وفنادق عائمة من السفن، وسيكون بإمكان المقيمين في هذه السفن الفندقية الانتقال إلى البر عبر “التاكسي المائي” والقوارب الخاصة. كما توجد مفاوضات مع شركات متخصصة في الإنشاءات لإقامة مجموعة فنادق عائمة قبالة سواحل الدوحة لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الزائرين الذين سيتدفقون على الدوحة لمتابعة مباريات كأس العالم 2022.
وبما أن قطر من الدول المطلة على البحر، فلاشك أن هذا النوع من المشاريع سيكون داعما لخطط النقل والسياحة، خاصة وأن نماذج من مشاريع التاكسي المائي تمت تجربتها في مناطق بحرية كاللؤلؤة مثلا وأثبتت نجاحها وجاذبيتها للزوار، كما وفرت خدمة التاكسي المائي للسكان والزوار إمكانية السرعة في التنقل بين أركان الجزيرة، وهذه الخدمة صديقة للبيئة مما يعطيها ميزة إضافية، حيث إن القوارب التي يتم تشغيلها تعمل في الغالب بقوة الدفع الكهربائية ما يجعلها صديقة للبيئة، إضافة إلى أنها مجهّزة بمقاعد وبتجهيزات أخرى تجعل من الرحلة أكثر هدوءا وراحةً، وتجعل منها خيارا بديلا عن قيادة السيارة للوصول إلى أماكن السكن أو المحلات أو المطاعم التي يرغبون في الوصول إليها، ومن ثم فإن هذه التجربة تعتبر دليلا على أهمية هذا المشروع في حال إطلاقه ونحن نتمنى رؤيته لتجربته والاستفادة منه.
البنية التحتية
السيد ناصر السعدي، يقول إن هذا المشروع في حال إطلاقه سيحدث نهضة موازية لنمو قطاع النقل البري والتوسع الكبير الذي شهدته البنية التحتية في مختلف مرافقها، سواء من خلال شبكة الطرق الضخمة والسريعة التي تم إطلاقها والتي باتت تربط اليوم بين شمال الدوحة وجنوبها، أو من خلال شبكة الجسور والأنفاق التي عززت مسارات النقل وتسهم في تحسين الجاذبية الاقتصادية والاستثمارية للدولة، لأن البنية التحتية هي المؤشر الأول الذي ينظر إليه المستثمر حال إقدامه على تنفيذ أي مشروع، لما يترتب عليه من سهولة تنفيذ الأعمال وحرية الحركة والمرونة في الاستيراد والتصدير.
ويضيف السعدي إن مشروعا مثل مشروع التاكسي المائي سيعزز جاذبية الدوحة السياحية، وسيعزز ويدعم قطاع النقل والمواصلات بطريق مائي يربط بين المدن التي تقع على البحر في شمال الدوحة وجنوبها، وسيكون هذا المشروع بمثابة ممر أو طريق مواز، خاصة لعشاق الرحلات البحرية، ونحن نعلم أن العديد من أهل قطر يعشقون البحر، وسيشكل مثل هذا المشروع فرصة لهم للجمع بين سهولة التنقل والسياحة البحرية، ونتوقع أن يكون جاذبا للسكان وقد يسهم في تخفيف الزحام وتوفير قدر أكبر من الأمان كذلك لرواده، حيث إن مشروعا مثل هذا ستكون له ترتيبات خاصة من حيث وسائل الراحة والجاذبية.
السياحة الشاطئية
ومن جانبه يقول السيد محمد حسن: إن مشروعا مثل مشروع التاكسي المائي يشكل إضافة مهمة لتنشيط قطاع السياحة ولاسيما سياحة الشواطئ التي تحتاج إلى المزيد من الاهتمام، ويمكن الاستفادة منه اقتصاديا بإيجاد شركات سياحية تتولى ترتيبات التنقل مثلا، كما يمكن توفير مواقف خاصة كمرحلة أولى في ميناء الدوحة أو على الكورنيش لركن السيارات وتنظيم رحلات بحرية للأشخاص من شواطئ المدن الشمالية إلى الجنوب والعكس. ويشير السيد حسن إلى أن هذا المشروع يتماشى مع تطلعات هيئة السياحة التي تهدف إلى تحويل قطر إلى نقطة انطلاق ورجوع للرحلات البحرية في المنطقة، وذلك من خلال التعاون مع الجهات المختلفة في الدولة مما يسهم في دعم قطاع الضيافة والطيران وزيادة الانفاق السياحي.
ويضيف السيد حسن: إن قطر تشهد اليوم إقبالا مهما على السياحة البحرية، فقد استقبل ميناء الدوحة مؤخرا السفينة السياحية “سيبورن انكور” في زيارتها الثانية خلال الموسم الحالي 2017 – 2018 وعلى متنها نحو 1000 سائح، وهذا مؤشر إيجابي جدا، وسيتضاعف هذا العدد مع التطور الذي يشهده ميناء الدوحة ليصبح مرفأ سياحياً متكاملاً نظرا لموقعه الإستراتيجي ووجوده قرب المعالم السياحية مثل المتاحف وسوق واقف وغيرها. ويشير السيد حسن إلى أنه سبق الإعلان عن انه سيتم تحويل ميناء الدوحة الحالي إلى ميناء سياحي بمواصفات عالمية يستقبل خلالها السفن السياحية بعد انتقال العمليات التشغيلية إلى ميناء حمد.